facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الى كل مواطن ومسؤول .. كن حذراً


د.خليل ابوسليم
21-12-2009 10:16 PM

قبل ان يتسلم الرئيس-الرفاعي- كتاب التكليف، كان المواطنون قد شكلوا الحكومة وحددوا شخوصها، الغريب في الامر ان تشكيل المواطنين خضع لمعايير ودوائر ضيقة جدا قد لا تبشر بالخير مستقبلا.

معيار المواطن في التشكيل هو ان يكون له وزيرا من مدينته، ثم تضيق الدائرة لديه ليصبح عن عشيرته وأفراد أسرته إن لم يكن هو بشخصه، في هذه الحال يلزمنا مجلس وزراء مشكل من نصف الشعب إن لم يكن أكثر، هذا من جانب، أما على الجانب الآخر فإن بعض الطامعين بالمركز الوزاري -ومن باب التذكير بانهم ما زالو على قيد الحياة-، فانهم يعملون على تجنيد بعض الوصوليين لترشيح أسمائهم لا بل يحددون الوزارة التي يجب أن يتسلمها عبقري زمانه.

هذا كله مؤشر على أن المنصب الوزاري في بلدنا ما هو إلا منصب تشريفي وليس تكليفي كما يتشدق البعض، ومن يدعي غير ذلك فهو مخطىء وواهم، ويضحك على نفسه فقط ، ومن دلالات ذلك والتي ما زالت ماثلة للعيان، هو تلك التعليقات التي نشرتها معظم المواقع الالكترونية بعد ظهور التشكيل الى حيز الوجود، حيث إستنكرت بعض الاصوات عدم تمثيل مناطقها في التشكيل الجديد، وإذا ما تم تمثيل تلك المناطق فانه يتم إستنكار التشكيل لتجاوزه عمن يعتبرون انفسهم من مسامير الصحن.

طبعا لنا ملاحظات على التشكيل الجديد من حيث الشكل والمضمون، ولن نستعرضها في الوقت الراهن وسنتجاوز عنها مستقبلا إن إستطاعت -هذه الحكومة- تطبيق 10% مما ورد في كتاب التكليف السامي، حيث ذلك سيكون شفيعا لها من تلك الملاحظات، لأننا الآن بحاجة إلى برامج وأفعال أكثر من شخوص وأقوال.

ومن هنا نقول بأننا يجب أن نغير نظرتنا إلى المنصب الوزاري الذي يجب أن يكون تكليفا بالفعل لا تشريفا لمدينة أو عشيرة، ولو علم كل شخص ما في هذا المنصب من متاعب ومسئوليات لأعتذر عنه سلفا، لكنها السنة التي إبتدعها المسئولون السابقون والتي أبقت على المنصب الوزاري كمصدر كسب غير مشروع يدور في رحاب دائرتهم الضيقة، وكل ذلك في سبيل تحقيق مصالحهم الخاصة التي تصبح طريقها سالكة عند ولوج المنصب وعلى حساب المصلحة العامة، ولا نريد أن نذكر القارىء الكريم بذلك الصحابي الذي رفض أن يتولى أمرا من أمور المسلمين وعامتهم، مثلما لا نريد أن نذكر أيضا بموقف الخليفة الراشد عمر بن الخطاب عندما حضرته الوفاة حيث أشار عليه بعض الصحابة بأن يولي إبنه من بعده فقال مقولته الشهيرة "والله ما أرتم إلا هلاك آل الخطاب، يكفي آل الخطاب أن يحاسب واحد منهم بين يدي الله". وعلى ذلك فإننا نتمنى على كل وزير أن يقرأ سيرة الفاروق قبل أدائه القسم الذي سيحنث به لاحقا.

وما دام الحديث عن المنصب والمسئولية، ومع اقتراب موعد الانتخابات النيابية ، فانني أضع بين يدي المواطن النظيف هذه القصة الرائعة التي وردتني من احد الاصدقاء، مع الاعتذار عن الاطالة مسبقا.

يحكى أنه في صباح يوم ربيعي، والشمس الدافئة تنساب إلي مكتب رجل الأعمال العجوز- الرئيس التنفيذي- للشركة التي يملكها، اتخذ قرارا بالتنحي عن منصبه وإعطاء الفرصة للدماء الشابة الجديدة بإدارة شركته، لم يرد أن يوكل بهذه المهمة لأحد أبنائه أو أحفاده، وقرر اتخاذ قرار مختلف، استدعى كل المسئولين التنفيذيين الشباب إلى غرفة الاجتماع والقي بالتصريح القنبلة
"لقد حان الوقت بالنسبة لي للتنحي واختيار الرئيس التنفيذي القادم من بينكم"تسمر الجميع في ذهول واستمر قائلا: "ستخضعون لاختبار عملي وتعودون بنتيجتها في نفس هذا اليوم من العام القادم وفي نفس هذه القاعة" ، والاختبار سيكون التالي:سيتم توزيع البذور النباتية التالية التي أتيت بها خصيصا من حديقتي الخاصة، وسيستلم كل واحد منكم بذرة واحدة فقط، يجب عليكم أن تزرعوها وتعتنوا بها عناية كاملة طوال العام، ومن يأتيني بنبتة صحية تفوق ما لدى الآخرين سيكون هو الشخص المستحق لهذا المنصب الهام، كان بين الحضور شاب يدعي جيم شأنه شأن الآخرين استلم بذرته وعاد إلى منزله وأخبر زوجته بالقصة، أسرعت الزوجة بتحضير الوعاء والتربة الملائمة والسماد وتم زرع البذرة، وكانا كل يوم لا ينفكان عن متابعة البذرة والاعتناء بها جيدا.

بعد مرور ثلاثة أسابيع بدأ الجميع في الحديث عن بذرته التي نمت وترعرعت، ما عدا جيم الذي لم تنمُ بذرته رغم كل الجهود التي بذلها، مرت أربعة أسابيع، ومرت خمسة أسابيع ولا شيء بالنسبة لجيم، مرت ستة أشهر – والجميع يتحدث عن المدى التي وصلت إليه بذرته من النمو، وجيم صامت لا يتحدث، وأخيرا أزف الموعد، قال جيم لزوجته بأنه لن يذهب الى الاجتماع بوعاء فارغ، ولكنها قالت علينا أن نكون صادقين بشأن ما حدث، كان يعلم في قرارة نفسه بأنها على حق، ولكنه كان يخشى من أكثر اللحظات الحرجة التي سيواجهها في حياته.

وأخيرا اتخذ قراره بالذهاب بوعائه الفارغ رغم كل شيء وعند وصوله انبهر من أشكال وأحجام النباتات التي كانت على طاولة الاجتماع في القاعة، كانت غاية في الجمال والروعة، تسلل في هدوء ووضع وعائه الفارغ على الأرض وبقى واقفا منتظرا مجيء الرئيس مع جميع الحاضرين، كتم زملائه ضحكاتهم والبعض أبدى أسفه من الموقف المحرج لزميلهم، وأخيرا أطل الرئيس ودخل الغرفة مبتسما، عاين الزهور التي نمت وترعرعت وأخذت أشكالا رائعة، ولم تفارق البسمة شفتيه وفي الوقت الذي بدأ الرئيس في الكلام مشيدا بما رآه مهنئا الجميع على هذا النجاح الباهر الذي حققوه، توارى جيم في آخر القاعة خلف زملائه المبتهجين الفرحين، قال الرئيس يا لها من زهور ونباتات جميلة ورائعة، اليوم سيتم تكريم أحدكم وسيصبح الرئيس التنفيذي القادم، وفي هذه اللحظة لاحظ الرئيس جيم ووعائه الفارغ، فأمر المدير المالي أن يستدعي جيم إلى المقدمة، هنا شعر جيم بالرعب وقال في نفسه، بالتأكيد سيتم طردي اليوم لأني الفاشل الوحيد في القاعة،
عند وصول جيم سأله الرئيس، ماذا حدث للبذرة التي أعطيتك إياها، قص له ما حدث بكل صراحة وكيف فشل رغم كل المحاولات الحثيثة، كان الجميع في هذه اللحظة قائما ينظر ما الذي سيحصل، فطلب منهم الرئيس الجلوس ما عدا جيم ووجه حديثه إليهم قائلا،
رحبوا بالرئيس التنفيذي المقبل جيم، جرت همسات وهمهمات واحتجاجات في القاعة، كيف يمكن أن يكون هذا؟ !وتابع الرئيس قائلا، في العام الماضي كنا هنا معا، وأعطيتكم بذورا لزراعتها وإعادتها إلى هنا اليوم، ولكن ما كنتم تجهلونه هو أن البذور التي أعطيتكم إياها كانت بذورا فاسدة ولم يكن بالإمكان لها أن تنمو إطلاقا، جميعكم أتيتم بنباتات رائعة وجميلة جميعكم استبدل البذرة التي أعطيتها له، أليس كذلك؟ جيم كان الوحيد الصادق والأمين والذي أعاد نفس البذرة التي أعطيته إياها قبل عام مضى، وبناء عليه تم اختياره كرئيس تنفيذي لشركتي.

إذا زرعت الأمانة فستحصد الثقة، إذا زرعت الطيبة فستحصد الأصدقاء، إذا زرعت التواضع فستحصد الاحترام، إذا زرعت المثابرة فستحصد الرضا، إذا زرعت التقدير فستحصد الاعتبار، إذا زرعت الاجتهاد فستحصد النجاح، إذا زرعت الإيمان فستحصد الطمأنينة، لذا كن حذرا اليوم مما تزرع لتحصد غدا، وعلى قدر عطاءك في الحياة تأتيك ثمارها.

kalilabosaleem@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :