facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أولى الدول المدنية هاشمية


علاء مصلح الكايد
02-02-2020 01:25 AM

على يد الرسول الهاشمي محمد صلى الله عليه وسلم، قامت أوّل الدّول المدنية في العالم وذلك في العام الأوّل للهجرة– 623 ميلادية -، وتناول دستور تلك الدولة الذي عرف بالـ«صحيفة أو الوثيقة» أسس التّعايش والوئام المشتركة بين من كانوا على أرض المدينة المنوّرة من مسلمين وأهل كتاب–مسيحيّون ويهود -وحتى عبدة الأوثان.

وقد تغنّى المؤرخون و المستشرقون بذلك الدستور على مرّ الزّمان، وإعتبر نقطة فارقة في تاريخ الحكم وأنموذجاً مميّزاً يقوم على حرّية الأديان والشّعائر وكذلك إقتصاد السّوق الذي أسّس «آدم سميث» الملقّب بـ «أب الاقتصاد الحديث» معظم نظرياته الإقتصادية عليه وضمّنها في كتابه الشهير «ثروة الأمم».

إنّ الدول القائمة على المواطنة الحقّة هي التي استطاعت التطوّر والتقدّم وكسب إحترام مواطنيها وولائهم المطلق، وكلّ الإيجابيّات التي تتبنّاها الدولة وتقدمها تبقى مبعثرة ومشوّهة مالم يؤمن شعبها بقدرتها على إنفاذ القانون بلا تمييز بين مواطن وآخر، جماعة وأخرى، وهذا هو دور الدولة في إرساء قيم النزاهة عبر التطبيق المجرد للقانون.

وعليه، لا بد وأن تكون الدولة المدنية مشروع دولة، فهي طريقة حكم وليست تياراً سياسيا، بل الأسلم عدم تسييسها حتى تحافظ على نفسها كمشروع جماعيّ جامع للأطراف والأضداد والأنداد على حدّ سواء، لذا فهي مسألة إدارة ووسيلة حكم تقوم على المساواة الفعليّة في الحقوق والواجبات ولدى الثواب والعقاب، ولا يكفي لنجاحها توفّر الإرادة السياسية العليا فقط بل إنّ أهم أدواتها هي قدرة الطبقات المسؤولة في تطبيقها على الأرض.

لقد عبّر جلالة الملك في أكثر من مناسبة عن توجهاته السياسيّة الوسطية المتنوعة بين فكر يميل إلى اليسار عند الحديث عن الصحة والتعليم لضرورة شمولية خدماتها لكافة المواطنين وبفكر يمينيّ فيما يتعلّق بالدفاع والسياسات، وعلّة هذا أن الفكر الجامد المستورد والذي يصلح لبيئة معينة قد لا يصلح لبلادنا والعكس صحيح، وجاءت الورقة النقاشية السادسة لجلالته كي تؤسّس للدولة المدنية وإرتبطت الفكرة منذ العنوان وحتى آخر كلمة في الورقة بسيادة القانون.

إنّ الدولة ذات الطابع المدني جامعة وملهمة، منفتحة أمام الطاقات والإبداعات

والحريّات والثقافة، لا تعترف بالقيود التقليديّة ولا تحظر على مواطنها وساكنها إلّا ما قد يتعارض مع دينها وفكرها وعقيدتها وأمنها القومي.

والأردنّ على وجه التحديد هو الأقرب في المنطقة–وربما العالم–لهذا الأنموذج بما يضمّ من فسيفساء وطنية وقدرات وطاقات خلّاقة، ولنا في ذلك أسوة وسابقة هاشمية عظيمة تجلّت على يد الرسول المباركة عليه الصلاة والسلام، فهي هدف قريب إذا أردناها حقّا.
(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :