facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




قصتي مع الهواتف الذكية والشهيد الكساسبة


اللواء المتقاعد مروان العمد
06-02-2020 12:14 PM

عندما ظهرت الهواتف النقالة رفضت في البداية اقتنائها الا بعد ان صارت في كل يد . وعندما ظهرت الهواتف الحديثة والتي قالوا عنها انها ذكية واتضح فيما بعد انها ذكية باشغالنا بقضايا جانبية والهائنا عن قضايانا الاساسية، ومن ثم ايقاع الفتنة والخلاف والاقتتال بيننا رفضت اقتنائها . الا انهم وضعوني أمام الامر الواقع عندما اهدوني واحداً منها بذكرى مولدي .

وفي البداية كان استعمالي لهذا الهاتف لا يختلف عن استعمال الهواتف العادية والتي حسب التصنيفات اصبحت غبية . باستثناء اسعد الله صباحكم او مسائكم وجمعة طيبة أو مباركة وكل عام وانتم بخير وبعض الڤيديوهات بواسطة الواتس اب . اما الفيسبوك فقد اقتصر تعاملي معه على عمل شير لبعض المناظر الطبيعية او الفنية والأخبار الخفيفة وبعض روائع الشعر والفن . ولم اتحدث بالسياسة ولا بالأحداث التي كانت تجري حولنا وأن كنت اتابعها متابعة حثيثة وأبدي وجهة نظري بها أمام أفراد اسرتي وخاصة زوجتي والتي لطالما قالت لي اكتب عن ذلك واطرح وجهة نظرك . وكنت أقول لها انني لو كتبت فسوف أضع النقاط على الحروف وان ذلك قد لا يعجب البعض.

وقد كان اكثر حدث يثير اهتمامي في ذلك الوقت هو خبر وقوع الطيار الاردني معاذ الكساسبة في ايدي تنظيم داعش الارهابي اثناء قيامه بواجبه في الحرب على الإرهاب بقصف مواقع لهذا التنظيم في محافظة الرقة شمال سورية بطائرته أف 16 . وذلك بتاريخ 3 / 12 / 2014 وما تبع ذلك من احاديث وجدل حول سلامة موقفنا من المشاركة بمحاربة الإرهاب أو عدم سلامة ذلك والذي كان البعض يقول ان هذه الحرب ليست حربنا . ومنهم من رفض وعلى عيون الإشهاد ادانة داعش أو حتى وصفها بالأرهابية . وكنا نسمع عن محاولات وإتصالات تجري لتأمين إطلاق سراحه.

ووسط حالة الترقب والأمل بتحقيق ذلك وبتاريخ 3 / 2 / 2015 وردني اتصال هاتفي من صديق يخبرني بنبأ قيام تنظيم داعش الأرهابي بإعدام بطلنا معاذ الكساسبة حرقاً بالنار . وأخبرني انه ارسل لي شريط فيديو على الواتس اب يوثق عملية الإعدام هذه والتي تبين فيما بعد انها تمت بتاريخ 3 / 1 / 2015 فيما كانت تجري اتصالات عن طريق أطراف غير رسمية مع هذا التنظيم الأرهابي لإطلاق سراحه مقابل إطلاق سراح بعض عناصر هذا التنظيم من السجون الاردنية.

وفعلاً شاهدت ذلك الشريط الصادم والذي يظهر فيه شهيدنا البطل يسير مقيداً ولكن مرفوع الرأس وثابت الخطى باتجاه قفص حديدي تم ادخاله فيه وإغلاقه عليه . وكان يقف حوله وفي مشاهد تمثيلية مسرحية استعراضية على مستوى عال من التقنية والإخراج اعداداً كبيرة من عناصر هذا التنظيم الارهابي . ثم يقوم احدهم بإشعال النار في مادة بترولية موجودة على الارض ليمتد خط النار الى ان يصل الى شهيدنا البطل الذي كان يقف وقفة عز وفخار وبكل صلابة وثبات داخل القفص الى ان وصلته النيران وشتعل جسده ، ولكنه ظل على وقفته دون ان يبدوا عليه أية علامات خوف او الم وكأنه بذلك يوجه رسالة لقاتليه انني انا الطيار الاردني معاذ الكساسبه قد انتصرت عليكم وهزمتكم حتى وأنتم تحرقوني.

ولقد كان لهذا الفيديو الصادم تأثيراً كبيراً علي اشعل كل نيران الحقد والبغضاء في داخلي على الإرهاب والإرهابيين وعلى بعض من علق في تلك الليلة بقوله انه سبق وان حذرنا من مشاركتنا في هذه المعركة لأنها ليست معركتنا ، وعلى من قال ان من حق الدولة الإسلامية ان تحكم بقتله كونه قد قام بالهجوم عليها.

ووسط حالة الذهول والصدمة التي انتابتني في تلك الليلة لم اجد الا ويدي تمتد الى هاتفي الذكي وتكتب ( لم يعد هنالك مجالاً للصمت وان الصمت اصبح جريمة ) وكان هذا عنوان المقال الأول لي . واخذت بعدها اكتب واكتب واكتب الى ان كتبت مئات المقالات والتعليقات والمداخلات وكانت في مجملها عن الارهاب الذي ابتلينا به وعن نشأته ومن يقف ورائه واهدافه وعن الريموت كنترول الذي يحركه لتدميرنا وتمزيقنا فوق ما نحن مدمرين ممزقين وعن تنظيمات الارهاب في أفغانستان والدول العربية التي اكتوت بنيرانه وعن تنظيمات الجهاد بإسم الإسلام بمختلف مسمياتها وأماكن انتشارها وعن الخرف العربي ومن هم آباءه الشرعيين وعن الذين يمولونه ويمدونه بالمال والسلاح.

وعن دور القاعدة وداعش والنصرة وغيرها وغيرها من تنظيمات الإرهاب ومن ادخلهم إلى داخل حدودنا ومن يقف ورائهم.

وكتبت عن نظرية الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد والاسلام السياسي وعن احداث تونس ومصر وليبيا واليمن والعراق وسورية ولبنان . كما كتبت عن أحوالنا الداخلية ووجهت الانتقاد حيث يجب ان يكون الانتقاد ، انتقدت حالات الفساد وضعف الحكومات والغلاء والبطالة وانخفاض مستوى الحياة وغياب التخطيط وأرادة التغيير . وقلت كلمة الحق حيث يجب ان تقال وأشدت برأس النظام جلالة الملك عبدالله الثاني اطال الله في عمره وفي قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وعن شهدا الوطن ومعنى الولاء والانتماء وكيف يجب ان يكون . وتحدثت عن أعداء الوطن من خارجه كما انتقدت أعداء الداخل الذين يتظاهرون بخوفهم على الوطن فيما هم يطعنونه ليل نهار ويوجهون له سهام حقدهم ويطعنون في شرعية ووطنية نظامه . تحدثت عن الذباب الإلكتروني في الخارج مرتزقة اجهزة المخابرات الصهيونية والغربية ناشري الأكاذيب والترهات الفارغة . وتحدثت عن اعوانهم واذنابهم في الداخل الذي يعملون على تزويدهم ببعض المعلومات لكي يبنوا عليها أكاذيبهم في فيديوهاتهم ثم يعملون على نشرها والترويج لها داخل الاردن.

تحدثت عن الإشاعات والفبركات وإغتيال الشخصيات . تحدثت عن ألارهاب الذي لا يزال يعيش بيننا ويستعد للانقضاض علينا .وتحدثت عن فلسطين قضيتنا الاولى والأهم وعن المؤامرات التي تحاك ضدها . تحدثت عن خطط تصفية القضية الفلسطينية وعن صفقة القرن بمراحلها المختلفة وعن المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في البحرين ومخرجاته . تحدثت عن الأطماع الإيرانية الصفوية والتركية العثمانية في بلادنا .

وقد قارب عدد مقالاتي خلال الخمس سنوات الماضيات الألف مقالة وأصبح الهاتف الذكي رفيقي الذي يلازمني منذ أن استيقظ في الصباح الى ان انام قرب حلول الصباح التالي . وسوف أبقى اكتب وسوف أبقى أقول ما انا مؤمن به ما دام في قلب ينبض ودم يجري ، لأن المخاطر التي دفعت شهيدنا الطيار معاذ الكساسبة لركوب طائرته والذهاب لمحاربتها والقضاء عليها في الرقة عاصمة الإرهاب في ذلك الوقت ، ودفع روحه في سبيل التصدي لها لا زالت موجودة وتحيط بنا وان تعددت صورها وأشكالها وأساليبها وهي تنتظر الفرصة المناسبة للانقضاض علينا ما لم نتصدى لها بوحدتنا ووعينا والتفافنا حول قيادتنا وأجهزتنا الأمنية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :