facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الخيانة في زمن الكورونا والدفاع


د. محمد حيدر محيلان
04-04-2020 04:44 PM

الخيانة هي ان يؤتمن الانسان فلا يحفظ الامانة، ايا كان شكلها ماديا او معنويا، وهي نقصان بالوفاء او عدم الوفاء، وتفريط في الحقوق، ايا كانت خاصة للغير، او عامة للناس، وهي قبيحة بحق الاشخاص والشركاء، ولكنها اقبح اذا كانت بحق الوطن والامة، وهي جريمة كبرى اذا كانت في وقت الازمات والحروب والكوارث.

والخيانة والغدر سواء، وهما عكس الامانة والوفاء، ومن اشكالها المتعددة والكثيرة، خيانة الافراد في نشر معلومات تعتبر سرية أو نشر معلومات واشاعات تفت في عضد الامة وتضعف المعنويات وترعب العامة، ومنها خرق تعليمات الدولة والخروج عليها والاستهتار بقراراتها والخروج وقت الحجر والحظر، أو ادعاء الدين الزائد والخروج للمساجد للصلاة، فهذا حتى ضد الدين وخروج على تعاليم الاسلام، ومن اشكال الخيانة تلاعب التجار بالاسعار واحتكار المواد الاساسية، وتحكم اصحاب المصالح والمنافع واستبدادهم بالناس للاستثراء الفاحش، من خلال استغلال المحتاجين بأي وسيلة من شأنها الضغط عليهم، مقابل منفعة مادية او معنوية. كما يفعل بعض اصحاب المصالح الخاصة مع الموظفين فيتعاقد معهم على الحد الادنى للاجور ثم يدفعون لهم اقل من ذلك، وهم بسبب عوزهم وحاجتهم الماسة للعمل يذعنون حيث لا بديل. ومنها تاخير دفع الرواتب لموظفيهم.

والجريمة النكراء او الطامة الكبرى حين يمارس التجاوز واختراق القانون موظفو الدولة ونواب الامة وهم الذين اقسموا بالله وعلى كتبه، على الاخلاص والوفاء للامة والوطن، ثم تراهم يتسللون لواذا لخطف مكسبا ماديا صغر ام كبر، أنا لا ألوم هؤلاء الضعاف من الموظفين واصحاب المراكز الحساسة بالدولة، الذين يخونون الامانة بعد حلفانهم وقسمهم بالله ان يخلصوا ويوفوا ويحفظوا اماناتهم، ولكن ألوم الذي يستقطبهم ويأتي بهم ويوليهم الامانة- التي ابت السموات والارض والجبال ان يحملنها خوفا من الله، والوم الناخبين الذين اوصلوا هؤلاء لمجلس الرقابة والتشريع. في حين غيرهم من الرجال الرجال والاقوياء والامناء والاحرار يمشون عرضا بالبلاد وطولا، وهم منارات واعلام وليسوا يخفون على احد.

إن الخيانة في زمن الكورونا والدفاع والبيانات العسكرية، ليس امرا عاديا يوجب الاعفاء من المنصب او المحاكمة الصورية والتوقيف وينتهي الامر. ان هذا العمل الفاضح والواضح جهارا نهارا، يعد جريمة نكراء ضد الدين والقيم والاخلاق والوطن، وفي هذا الوقت بالذات والامة تعيش حالة من الخوف والضنك وقلة الامن ونقص بالانفس والثمرات واغلاق الحدود، وتقف صفا مرصوصا لمنع الاذى والاختراق والهلاك، فتؤتى من قبل مرتكبها هذا، فتسبب نكسة وصدمة وخيبة امل للجميع وبالذات المخلصين والمنتمين من القائمين على امر العامة من الوزراء ورجال الامن والقوات المسلحة والاطباء والممرضين ورجال الدفاع المدني والساهرين طوال الليل.

هذه صرخة وعبرة للجميع وبالذات اصحاب القرار لاعادة النظر بطريقة اختيار الموظفين واصحاب المناصب والنفوذ بالدولة، والتروي وتمحيص الشخصيات والنظر في تاريخهم واخلاقهم وسيرهم الذاتية، قبل العهود اليهم وتوليتهم المناصب في مرافق الدولة. فهل من مدكر !؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :