facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




متى نتعلم التفاؤل ؟


د. زيد أبو زيد
08-04-2020 11:17 PM

التعليم والتعلم عن بعد واقع وحقيقة نمارسها منذ عقود في عصر التكنولوجيا والإنترنت، ولايخفى على عاقل أو موضوعي أن المعلم والمنهاج والمقرر الدراسي لم تعد منذ سنوات خلت هي الوسيلة الوحيدة أو الفضلى التي يتلقى من خلالها الطالب المعلومة أو النشاط.

بل أصبح للتكنولوجيا والإنترنت المجال الأوسع في توفير المرجعية للمعلومة والمعرفة بكل أنواعها بشكل أسرع بكثير، وأوسع وأشمل وأكثر دقة وتعددآ في الآراء والاحتمالات والفرضيات وأكثر إثراءً للمعلومة والتوافقات والاختلافات بشأنها، ومن هنا جاءت مقولات كثيرة حديثة أن تعليم المستقبل لن يعتمد التلقين وحشو المعلومات وأن القادم هو تعلم مهارات التفكير والحياة، والتفكير الابداعي،هذا في زمن الرخاء فماذا عن التعليم في زمن وباء الكورونا .

لقد أصبح العالم منذ عقود خلت قرية صغيرة يتبادل فيه البشر كافة صنوف العلاقات الاجتماعية والثقافية والمعرفة والعلم والتواصل والتبادل المعرفي والثقافي والإجتماعي والإقتصادي وأصبح الإقتصاد المعرفي والرقمي هو الركيزة التي تقوم عليها تقدم الدول وتطورها ومستوى الرخاء الإقتصادي والحضاري الذي يحدد مكانتها العالمية والإقليمية من شتى النواحي.

ولايختلف عاقلان على أن التعليم حق سامي ومصون في كل الأديان والقوانين والأعراف الدولية والمحلية وأن هذا الحق يجب استمراره في كل الظروف والأوقات، والآن في زمن الوباء هل نتوقف عن التعليم ونندب حظنا أم نستمر ونبتدع الوسائل والوسائط والطرائق والاساليب التي تحافظ على هذا الحق، بعيدا عن إشغال الدماغ لمدمني الجدل في كيفية تقويم وتقييم التعلم في هذا الوقت الذي لا نعيش رفاهيته ولا رفاهية النقد، فالمرحلة تتطلب تكاتف الجهود وفي الوقت بقية للتطوير والجودة النوعية لهذا المشروع بعيدا عن أزمة البلاء والوباء .

من هنا نحاكم تجربة وزارة التربية والتعليم الأردنية في ظل الجائحة الوبائية العالمية (كورونا) بهدف استمرار تقديم خدمة التعليم والتعلم لأبنائنا الطلبة والتي تعد من التجارب الرائدة على مستوى الإقليم وربما العالم الذي ينقطع فيه ملياران من الطلبة عن المدارس، من هنا نتفائل بالتجربة الأردنية لأنها انتقلت بشكل لا رجعة عنه إلى الواقع الافتراضي وتجربة التعلم عن بعد في وقت قياسي، وهي تجربة ستستفيد منها الوزارة في إغناء تفاصيلها يوما بيوم، والنجاح المتوقع لايعني أن تغطي التجربة١٠٠٪من الأهداف المرجوة، أو الوصول للطلبة والمعلمين كافة في ظل ظرف استثنائي، فنسبة نجاح ٧٠٪ تعد رائعة للتجربة الأولية لتطبيق هذا البرنامج الواعد، وسيتم الأخذ بالتأكيد بالتغذية الراجعة والتطوير والتحديث والبناء على ما أنجز لغايات الوصول إلى نموذج يشكل حالة جديدة في عملية التعليم والتعلم بموازاة مع التعليم التقليدي لاحقا مع الأخذ بعين الاعتبار أن 61% من طلبة المملكة الأردنية الهاشمية يعتبرون أن منصة درسك قد حققت أهدافها في نقل التعلم وعملية التعليم وهي دراسة لمركز دراسات وأبحاث الجامعة الأردنية ذو المصداقية العالية في الدراسات البحثية ويؤكد ما ذهبنا إليه في نجاح عملية التعليم عن بعد لوزارة التربية والتعليم .

لقد بات اليوم من الضروري التفكير بإستمرار برنامج التعليم والتعلم عن بعد حتى في حالة عودة الطلبة إلى المدارس، ولابد أن يكون لوزارة التربية والتعليم قنواتها التعليمية الخاصة ومواقعها الخاصة على جميع مواقع التواصل الاجتماعي والسوشال ميديا بمايعزز برنامج التعليم والتعلم عن بعد ويمكنه من الوصول لأهدافه خلال فترة زمنية قياسية في ظل ما يشهده العالم من تطور تكنولوجي دون إغفال عشق الطلبة واشتياقهم لمعلميهم ولتفاعلهم المباشر مع رفاقهم وممارسة حياة المدرسة الواقعية والتي لا غنى عنها في كل الظروف لتاثيرها المباشر على بناء شخصية الفرد .

نعم، نحن في عالم يتطور كل دقيقة ولكن هناك من السلبيين والضبابيين ومقاومي التغيير من تعود وضع العصي بالدوالايب دائما، ومن يحاول تشويه اي عمل اوجهد وطني مهما كان كبيراً اوعظيمآ وهؤلاء موجودون في كل المجتمعات والأزمنة والأمكنة ولايعول عليهم متناسين الأولويات والحقوق الطبيعية للأفراد في التعلم وحتى متجاهلين أولوية الدولة في الارتكاز على المورد البشري باعتباره ثروة الوطن والتعليم سلاحه .

لقد قدمت وزارة التربية والتعليم واجبها وهي تسعى لتطوير برنامجها وتحديثه للوصول للأهداف المرجوه ويبقى الأن واجب جميع المؤسسات الحكومية والخاصة والشركات والبنوك والنقابات وأولياء الأمور والأهم المعلمين والجميع في تظافر الجهود وتكاتفها نحو تطوير التعليم ليتماشى مع الإنفجار التكنولوجي والمعرفي اليومي في العالم والعلم للوصول إلى تعليم معرفي رقمي يؤدي إلى تطوير إقتصادي معرفي رقمي ينهض بالوطن والمواطن في كافة المجالات ويحقق الرخاء والقوة والمنعة لجيل المستقبل في مدارس الواقع الحقيقي الطبيعي والافتراضي الرقمي .

أن العالم ومنذ اسيقظ على الكارثة الكونية التي أطلق عليها وباء القرن الحادي والعشرين ًكورونا كوفيد 19ً والحكومة الأردنية شأنها شأن العالم المتمدن تناقش حلولا تمكنها من تجاوز الآثار المدمرة للوباء الخبيث على كل الصعد الإقتصادية والإجتماعية والثقافية وحتى السياسية، وكان للتعليم منذ اليوم الأول مكانة مهمة واستراتيجية في ظل تعليق عمل المدارس للوقاية من وباء كورونا. فكان توجيه جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم للحكومة في اليوم الاول إستمرار التعليم رغم المعرفة الكاملة بظروف المجتمع وتوافر الإمكانيات. فصحيح أن وزارة التربية والتعليم نوعت في وسائط التعليم عن بعد انطلاقا من الحرص على حق الطالب في التعلم باعتباره حقا انسانياً وقد أثبتت الوزارة أنها تسير في الطريق الصحيح . وهنا يجب التركيز على الخدمات الإلكترونية والمرئية المقدمة للطلبة من حيث المحتوى والسعي لتطويره بإيجابية دون نظريات التشاؤم، وذلك لضمان بيئة تعليمية موثوقة ومحفزة وتفاعلية بين الطالب والمعلم.

لتحقيق هدف التعليم والتعلم عن بعد والذي يتضمن التطوير المعرفي والتربوي والمهاري للطلبة في كل الظروف إلى حين الانتهاء من هذا الوباء الخبيث وعودة الحياة لطبيعتها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :