facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العالم في حقبة الكورونا


الدكتور مهند النسور
09-04-2020 06:47 PM

لم يكن أحد يتخيل ما يحدث بالعالم هذه الأيام ...... فمن كان سيصدق أن البشرية جمعاء ستخضع لإملاءات كورونا دون مناقشة؛ من كان ليقول إن كثير من العادات الاجتماعية المتجذرة في مجتمعات الشرق ستختفي دون مقدمات مثل طقوس الأفراح ومراسم الجنائز؟؟ من منّا لم يسمع ويرى أنظمة صحية في دول متقدمة انهارت تحت ضغط كورونا ولم تستطع الصمود سوى بضعة أسابيع؟ بودنا لو نسمع من خبراء التسليح والصراعات عن آرائهم بعد أن تيقنوا أن كل ما أنفقوه من أموال طائلة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية إلى اليوم كان بلا جدوى؟ فها هي كل أنواع الأسلحة تقف عاجزة أمام جائحة كورونا العنيدة التي تصر بلا هوادة على الإيقاع بمزيد من الضحايا يومياً وافتراس عشرات الآلاف من البشر وتسجيلهم في قوائم الوفيات ناهيك عن الرقم المليوني لأعداد المصابين. الأمر الذي لولا الاعتبارات الإنسانية البحتة والتي تم الاتفاق عليها دون حاجة لكتابة أو إشارة من خلال عدم نشر فيديوهات الموت وصور الجثث لرأينا ما تشيب له المفارق، فلا أقل من احترام الميت وعدم نشر صورة في ظل التنازل عن معظم ان لم نقل كل مراسم الجنائز في شتى بقاع الأرض.

وبالرغم من قتامة المشهد إلا أنه يبقى هناك نقاط مضيئة في النفق المظلم ومنها فاعلية النظام الصحي في المملكة الاردنية الهاشمية مع كل مايحدق به من تحديات إلا أنه بجهود كوادره الصحية وكفائتهم وتفانيهم النادرين مازال النظام الصحي هناك فاعل و يعمل بكل جهده للسيطرة على كورونا و تباعتها. و من الجدير بالذكر ان الاردن سطرت نموذجا يحتذى في انضباط و فاعلية التنسيق بين قطاعات الدولة المختلفة.

واتخذت المملكة الأردنية الهاشمية قرارها الإنساني لمعاملة لاجئي سوريا القاطنين في مخيم الزعتري نفس معاملة المواطن من خلال نقل المصابين إلى مستشفى الملك المؤسس دون تفريق بينهم، فاللاجئ السوري هو الشقيق الإنسان الذي يعاني من ويلات الحرب واجتمعت عليه ويلات الوباء، والإنسانية تقتضي اتخاذ مثل هذا القرار وإن كانت إمكانيات الأردن متواضعة وهي أمثلة تحتذى، ويحق لنا أن نفخر بها ونفاخر بها العالم. بقي أن نشير إلى أن العالم بعد أن يتخطى الجائحة لن يعود كما كان ودليلنا أن العولمة تآكلت ولم يتبقى منها هذه الايام سوى وسائل التواصل الاجتماعي الذي يؤمن سرعة تدفق المعلومات فلا حدود بين الدول مفتوحة ولا تجارة أو اقتصاد على رأس الأولويات؛ إنما صحة الفرد ولاشي سواها هي الأولوية المطلقة أخيراً، لقد نجح كورونا في إعادة الإنسانية إلى صوابها بعد أن كادت أن تنحرف عن مبتغاها الأهم والأسمى " الإنسان ".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :