عمون - كشفت وثيقة بريطانية تعود الى 30 سنة مضت، عن احتمال تعاون بين اسرائيل والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في عملية اختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية، الى مطار عنتيبي في اوغندا في السبعينات.
ونفت الجبهة الشعبية كما نفت اسرائيل ذلك نفيا قاطعا. فقالت ليلى خالد رائدة عمليات اختطاف الطائرات في الجبهة في الستينات المقيمة حاليا في الاردن لـ«الشرق الاوسط» «هذا الكلام عار عن الصحة تماما». واضافت «ان هذا كلام مخالف للمنطق. واقول ذلك عن دراية ومعرفة».

واعلن نفس الموقف شيمعون بيريس نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي كان في حينها وزيرا للدفاع، اذ نفى ذلك نفيا قاطعا في تصريحات اذاعية. ونقل عنه القول «هذا كلام سخيف وكاذب لدرجة انه لا يستحق التعليق عليه». وتقول الوثيقة السرية البريطانية التي افرج عنها بموجب قانون الافراج عن الوثائق السرية بعد مرور 30 عاما عليها، ان جهاز المخابرات العامة الاسرائيلي «الشين بيت» وليس المخابرات الخارجية «الموساد»، وراء عملية اختطاف الطائرة الفرنسية في 27 يونيو (حزيران) من عام 1976 وتحويل خط سيرها الى مطار عنتيبي، وانها نسقت مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لتنفيذها.

ووفقا للملف البريطاني فان مصدرا غير مسمى، ابلغ دبلوماسيا بريطانيا في العاصمة الفرنسية باريس، بان «الشين بيت» والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعاونتا في الاستيلاء على الطائرة، التي جرى اختطافها من العاصمة اليونانية اثينا، وتحويل مسار طيرانها الى عنتيبي وعلى متنها 98 راكبا معظمهم من اليهود الاسرائيليين.

وفي الوثيقة التي تحمل تاريخ 30 يونيو 1976، كتب السكرتير الاول في السفارة البريطانية في باريس دي. اتش. كولفين، يقول انه وبحسب المصدر الذي اتصل به في 29 يونيو أي بعد يومين من العملية، فان «عملية الاختطاف كانت من فعل الجبهة الشعبية، بمساعدة من «الشين بيت». وقال «ان الهدف من هذه العملية هو نسف وضع منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة الراحل ياسر عرفات في فرنسا ومنع ما كانوا يروه تقاربا متناميا بين المنظمة والاميركيين. ومن هنا جاء التحالف غير المقدس في عملية الاختطاف». واضاف المصدر «ان الجبهة الشعبية كانت تستقطب ما هب ودب، بعضهم كان مزروعا من قبل الاسرائيليين».

ورغم ان القضية لن تتخذ ابعادا اخرى الا ان خلافات فلسطينية ـ فلسطينية برزت بعد ايام، عندما نقل حسب صحيفة «التايمز» البريطانية، مسؤول في وزارة الخارجية البريطانية، نقاشا حصل بينه وبين الصحافي (الفرنسي) ليو موريه قال الاخير فيه ان حسب مصادر فان «عملية عنتيبي، خططت ونفذت من قبل مجموعة وديع حداد في الجبهة الشهبية، لمنع تطور الاتصالات الجارية بين عرفات والغرب... لقد كانت المجموعة تفكر في اختطاف طائرة اخرى تقوم برحلة داخلية اوروبية.

يذكر ان الرئيس اليوغندي في حينها عيدي امين، تعاون مع الخاطفين وسمح بهبوط الطائرة في مطار عنتيبي، وقدم لهم الحماية العسكرية. وجرى الاحتفاظ بالركاب اليهود وحملة الجنسية الاسرائيلية كرهائن بينما افرج عن بقية الركاب من الجنسيات الاخرى.

وبعد اسبوع على بدء العملية قامت قوات خاصة اسرائيلية بقيادة يونتان نتنياهو شقيق رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق بنيامين نتنياهو، بمهاجمة المطار تحت جنح الظلام. واسفرت العملية عن قتل نتنياهو و3 من الرهائن و45 من الجنود اليوغانديين اضافة الى الخاطفين الستة.
عن الشرق الاوسط