النشامى… فخر وطن ودعم قيادة وشعب
د.صخر محمد المور الهقيش
12-12-2025 09:03 PM
بشكّل المنتخب الوطني الأردني لكرة القدم، المعروف بـ النشامى، واحدةً من أبرز صور الإلهام الوطني التي يلتفّ حولها الأردنيون على اختلاف مواقعهم وانتماءاتهم. فمسيرة هذا المنتخب لم تكن يوماً مجرد مباريات تُخاض داخل المستطيل الأخضر، بل هي قصة وطنٍ يواجه التحديات بعزيمة لا تلين، ويثبت أن الإرادة الأردنية قادرة على صناعة حضور مشرف في المحافل العربية والآسيوية.
لقد قدّم النشامى عبر السنوات عروضاً مشرّفة جعلتهم رقماً صعباً في البطولات القارية؛ من وصولهم إلى الأدوار المتقدمة في كأس آسيا، إلى الانتصارات اللافتة التي حققوها أمام منتخبات كبرى، وكلها شواهد تؤكد أن الإنجاز كان ثمرة عمل منظم وإصرار متواصل، لا وليد صدفة ولا نتاج لحظة عابرة.
وجاء هذا التألق مدعوماً بعناية خاصة واهتمام مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي يؤمن بأن الرياضة إحدى ركائز الدولة الحديثة، وأن الشباب الأردني قادر على رفع اسم وطنه متى ما توفرت له البيئة الحاضنة. وقد رافق جلالته مسيرة المنتخب خطوة بخطوة، موجهاً وداعماً، لأن النشامى في نظره امتداد لصورة الأردن المشرقة في الإقليم والعالم.
كما يحظى المنتخب بمتابعة حثيثة من سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الذي يجسّد برؤيته العصرية وطموحه المتجدد نموذجاً للشباب الملهم. ولطالما كان حضور سموّه في المباريات والمناسبات الرياضية حافزاً مضاعفاً للاعبين، يعزّز ثقتهم بأنفسهم ويشحذ عزيمتهم لتقديم الأفضل حتى اللحظة الأخيرة.
وفي موازاة هذا الدعم الرسمي يقف الشعب الأردني، بكل فئاته، سنداً ثابتاً لمنتخبه الوطني، رافعاً الرايات في المدرجات والشوارع والبيوت. فالجماهير الأردنية ليست مجرد متابع، بل شريك أصيل في صناعة الفرح والإنجاز، وهي التي تضفي على كل مباراة معنى يتجاوز حدود الفوز والخسارة. لقد أثبت الأردنيون أنهم خط الدفاع الأول عن منتخب بلادهم، يقفون معه في كل الظروف ويمنحونه الروح التي يحتاجها ليقاتل بشراسة وشرف.
إن تكامل عناصر النجاح قيادة هاشمية واعية، ومنتخب طموح وجمهور وفيّ هو الذي منح النشامى مكانتهم الخاصة، وجعل منهم رمزاً وطنياً يلامس وجدان كل الأردنيين. فهم لا يمثلون المنافسة الرياضية فحسب بل يقدمون رسالة مفادها أن الأردن قادر على صناعة المجد بمجهود أبنائه، وأن المستقبل يحمل آفاقاً أوسع وطموحات أكبر للارتقاء بالكرة الأردنية نحو مستويات أعلى.
وسيظل المنتخب الوطني الأردني، بكل ما يحمله من حضور واعتزاز، عنواناً لوطن يفاخر بأبنائه، وقيادة تؤمن بإمكانات شبابها، وشعب لا يتردد في أن يكون سنداً وداعماً.
فالنشامى ليسوا فريقاً فقط؛ بل هم نبض الأردن حين يتحرك، وصوت الفخر حين يصدح، وشعلة الأمل التي تبقى متقدة في القلوب.
ويبقى الهتاف الأردني يدوّي
"يعيش نشامى الأردن… ويعيش الوطن والقيادة الهاشمية."