facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العيد .. بين مشروعية الفرحة وتداعيات كورونا


فيصل تايه
23-05-2020 11:43 AM

يحل علينا عيد الفطر السعيد ، مع النسمات الأولى من صباحه ، مرحبين بقدوم يوم المودة والصلة والخير والعتق من قيود النفس الشحيحة ، بعد انقضاء فريضة الصيام ، فقد مضت أيام شهر رمضان المبارك على عجل ، قضيناها في التقرب إلى الله ، لكننا نستقبل عيدنا هذا بلا مظاهر فرح ، فصمت سيخيم على شوارعنا ، وسكون المساجد يؤلمنا ، وسنفتقد إلى مصليات العيد ، وسنبقى بلا تجمعات للأهل والأصدقاء والأحبة ، فقد أوصدت الأبواب في وجوهنا ، فعيد "عيد زمن كورونا" سيخلو من الفرح والبهجة التي كنا ندركها في أعيادنا واعتدنا عليها ، حيث كانت تختزل كلمة "عيد" في حروفها ومعانيها ومراميها كل ما هو جميل وخير ، لانها تنطلق من مناسبة حيوية مهمة ، حيث نعيش فيها الفرح الكبير ، محاولاً أن يمدّ هذا الفرح من خلال ما يمدّ به المناسبة في الذكرى تارةً ، وفي الممارسة التي افتقدناها تارة أخرى ، اضافة للمعاني والدلالات الربانية الروحانية التي لا يدركها إلا الأتقياء الذين يلتزمون أوامر الله ويجتنبون نواهيه ويقفون عند حدوده ويعظمون شرائعه وتعاليمه .

كنا ننتظر العيد من الحول الى الحول ، تحقيقاً لشعيرة من شعائر ديننا العظيمة، بعد عبادة فيها مشقة ومتعة ، فكان ليأتي ليجدد محبتنا لأنفسنا التي ذابت في ملفات الهموم وضاعت في ظروف تزداد صعوبة وحياة تزداد تعقيداً ، مع كل تلك الإفرازات السلبية التي تحاصرنا ، كنا نحاول ان نبتعد عن كل المنغصات في إحساسنا المشروع بالعيد ، وفيه تتجلى معاني الأخوة والإنسانية، فهو ميدان للتسابق في الخيرات والمنافسة في البذل والعطاء .

في هذا العام يأتي العيد مجرداً من بهجته وحماسته ، بمشاعر مخلوطة بالخوف ومليئة بالحزن على الانسانية جمعاء وعلى المنكوبين في الدول التي عم فيها الوباء ، والتي باتت مسرحاً لتفشي هذا الفايروس القميئ ، فالعيد صعب على الجميع باثر جائحة كورونا ، ذات التداعيات الخطيرة على كافة الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية ، حيث تكدست الأعباء المالية الملقاة على عاتق المواطنين خلال الفترة الحالية ، بشكل ساقهم إلى منحنيات معيشة خطيرة في ظل أسوأ أوضاع اقتصادية يشهدونها ، إضافة إلى الأوضاع الإنسانية الماساوية لمن تقطعت بهم السبل في مشارق الأرض ومغاربها ، وكذلك ندعو الله أن يكون في عون المعوزين والمنكوبين واللاجئين ، وان يكون مع امهات المفقودين والمصابين في دول الانفلات والاضطراب والظلم والنكبات المتوالية .

مع اشراقة صبيحة العيد تعودنا ان نتقرب إلى الله بصلة الأرحام ، ونتعاظم في السباق على التصافح والعناق ، ومدّ الأيدي لبعضنا البعض ، ونسعد بانهاء الأحقاد ونذيب الفوارق بيننا ليظهر الإيثار ، وننهي القطيعة ونمنع الأذية ونتداول فيه الهدية وتصفى النفوس وتغسل الادران وتلتقي القلوب الرحيمة والأفئدة الرقيقة لتبدأ مع العيد صفحة جديدة من الألق والرخاء والصفح الجميل الذي تضئ به القلوب ويشع فيه نور الحب والتسامح ، ويتحلق الأحباب والأصدقاء والأهل بود ومحبة ، في إطار عائلي مترابط ومتلاحم ، يمارسون طقوسهم في الزيارات والتواصل بين الأهل وذوي القربى .

لكننا في ظل هذه الأجواء المفروضة نقول "الله المستعان" ، فدعونا نستشعر بالعيد بعيداً عن إحساس التأنيب المستمر ، والجلد الذاتي الذي نمارسه على أنفسنا ، فبالرغم من كل تلك الظروف التي لن تثنينا عن التهليل والتكبير وصلاة العيد في منازلنا ، فلنحتفل بالعيد في «زمن كورونا» مع أبناءنا بشكل مختلف عما تعودنا عليه ، نزين منازلنا، ونمد موائد الحلويات والأطعمة اللذيذة، ونملأ البيت بالفرح والسعادة بالهدايا التي يفرح بها أبناؤنا ونفرح معهم، ونزداد قرباً منهم ووثاقة لصِلاتنا معهم .

وأخيراً سيبقى العيد هو الفرحة التي تقتحم قلوبنا .. وسنظل نحتفي به وندعو الله في كل عيد أن تأتي الأعياد القادمة وقد رفع الله عنا الوباء والبلاء ، وقد تحققت كل امانينا بنصرة الأمة وإدامة الأمن والسلام على الأردن وان ينعم بها على كل بلاد العرب والمسلمين، وخروجاً لامتنا العربية من براثن الفتن والمحن ما ظهر منها، وما بطن ، وأن يعيد للعرب أمرهم ولم شملهم ويؤاخي بينهم وينصرهم على أعدائهم..

بقي أن انتهز هذه الفرصة لاقدم اجمل التهاني الى سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والعائلة الهاشمية ، متمنيا ان يعيده الله على جلالته وعلى الاسرة الهاشمية الكريمة بوافر الصحة والعافية والاردن ينعم بالخير والامان ، كما وأبارك لكل الأردنـيين الذين يقدمون أروع صور الـبذل والعـطاء بإلتزامهم تجاه أنفسهم ووطنهم.

كما واوجه تحية فخار إلى كافة مرتبات قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية بمختلف تشكيلاتها والى كافة كوادرنا الصحية في مختلف مواقعها ، وأقول للجميع عيدكم مبارك .. وأتم الله عليكم نعمته .. وتقبل صيامكم وقيامكم وطاعتكم ..
إنه على كل شيء قدير

وكل عام وقلوبهم تحمل فرحاً لا ينتهي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :