facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انحسار فايروس كورونا ونظرية المؤامرة المرافقة له


د. حسين البناء
06-06-2020 07:02 PM

بدأت منحنيات و إحصاءات تفشي فايروس كوفيد19 بالانحسار عالميًا، و مع دخول الشهر الرابع في حزيران هذا سنشهد نهاية هذه الجائحة التي عطّلت نمط الحياة لما يقارب ثُلث السنة.

يوشك الوباء على الانتهاء و توشك نظرية المؤامرة على السقوط معه أيضًا؛ فجميع الأحداث الموثقة و النتائج المؤكدة و التقارير الصادرة تقول بأن هذه الجائحة ما هي إلا حلقة من تاريخ البشرية الممتد والذي شهد الكثير من الكوارث و الأوبئة و الصراعات التي تنتفي فيها سمة التؤامرية بينما تثبت فيها سمة الطبيعية.

هنالك جملة شواهد منطقية و موضوعية تؤكد بأن وباء كورونا يخرج عن نمط المؤامرة، ومنها:

1- لم يذكر التاريخ بأن العالم بأسره قد توحّد و التقى على مؤامرة مشتركة و كونية مثل ما تزعمه نظرية المؤامرة تلك، فمن المستحيل أن تلتقي دول مثل (الصين و إيطاليا و ألمانيا و الولايات المتحدة و البرازيل و إسبانيا و روسيا) على ذات الرأي و المصلحة و الموقف تجاه الوباء و إجراءات الوقاية و الحظر و الإغلاق، و بالتالي فإن ما وقع من تشابه و تباين حاصل بين مواقف الدول في مواجهة الوباء يؤكد انتفاء التآمر الكوني، مع افتراض قدرة أحد الأطراف غير المتآمرة على كشف اللعبة التي وقعت بسبب خسارته على الأقل.

2- الجميع خرج خاسرًا، و جميع دول العالم تكبدت أعباءً ثقيلةً نتيجة الحظر و الإغلاق و مواجهة تفشي الوباء، و بالتالي لا يوجد طرف أو أكثر تمايز عن غيره بأنه خرج رابحًا لكي نتمكن من إلصاق تهمة التآمر به، بدءًا من الصين التي تكتمت على فداحة خسارتها البشرية و الاقتصادية، و انتهاءً بالولايات المتحدة التي تزعزعت مكانتها العالمية بسبب فداحة الخسائر من تبعات تفشي الفايروس فيها. وبما أن الجميع خسر المعركة فيستحيل أن يكون فيها طرف متآمر.

3- لم يتم زرع الشريحة في أجسادنا، ولم يتم إجبار أحدٍ على تناول المطعوم، و لم يفرض (بل غيتس) و أسرتي ( روكفيلر و روتشايلد) شيئًا على العالم، بل خرجت معظم الحكومات و الشركات بخسارات قياسية، و برغم ذلك لم نشهد نهاية الرأسمالية ولا الديمقراطية كما يزعم متبني نظرية المؤامرة.

4- يكاد الوباء أن ينتهي ولم تصل أعداد الوفيات المجملة إلى 390 ألفًا، وبالتالي فإن مزاعم خفض سكان الأرض لما يساوي نصف البليون لم يكن واردًا بأي شكلٍ كان، وهذا جزء أصيل في ثنايا نظرية المؤامرة.

5- علميًا، لم يثبت بدراسة رصينة واحدة مِن طرف موثوق و مستقل أن هذا الفايروس مُعدّل جينيًا و أنه جرى تعمّد نشره، أو أنه مُصَنّعٌ في مختبرات يوهان و تسرّب بالخطأ أو العمد.
جميع ما نسمعه من ادعاءات لأطباء و باحثين و سياسيين حول العالم هو مجرد استجلاب للشهرة، و توجيه الاتهام للصين، و تبرير عجز الهيئات العلمية و البحثية الغربية عن إيجاد علاج أو لقاح. فليس من العلمي أو المقبول الاستماع لبضعة أشخاص يقدمون ادعاءات لم تثبت و ترك رأي جمهور العلماء و المتخصصين و الأكاديميين الذين يؤكدون ما هو خلاف ذلك.

6- تاريخيًا، شهد العالم سلسلة من الأوبئة الكارثية التي تسببت في وفاة الملايين، و جائحة كورونا هذه لا تخرج عن السياق الطبيعي للكوارث العالمية، فلماذا لم يتحدث أحدٌ عن التآمر وقت الحصبة الإسبانية مثلًا، أو السارس أو إيبولا أو إيكولاي أو إنفلونزا الطيور و الخنازير و جنون البقر ؟!.

7- القول بأن حكومات العالم قد استفادت من الوباء لفرض السيطرة و التحكم على الشعوب هو كذلك مُجرّد زعمٍ نفته المظاهرات الحاشدة في الولايات الأمريكية بعد مقتل (فلويد)، و نفته التظاهرات ضد الحكومة الصينية في هونغ كونغ، و نفته الحشود التي خرقت تعليمات الحظر و الإغلاق في دول أوروبا المنكوبة، و فوق كل ذلك، كيف يمكن أن تستفيد أية حكومة من الحظر الذي حرمها من 25% من الإيرادات العامة للفترة التي تم فيها الإغلاق للشهور الثلاثة الأولى؟! و كيف ستستفيد أية حكومة من ارتفاع البطالة و الفقر و إفلاس الشركات؟!

8- الادعاء بأن ثمة تضخيم و تهويل لخطر الفايروس و أعداد الوفيات، هو جزء من التضليل، حيث أنه لم يثبت صحة ذلك التضخيم، فالوفيات حقيقية و الإصابات كذلك. أما القول بأن الوفيات هم ممن يعانون مشاكل صحية و أنهم ماتوا منها و ليس من الفايروس فذلك استخفاف بالعقل؛ فمن ناحية طبية لو أن هؤلاء لم يصابوا بالفايروس لربما سنحت لهم الفرصة بالحياة عشرات السنوات في ظل الرعاية الصحية المتقدمة في بعض دول العالم، فبالتالي الوفيات قد قضوا بسبب إصابتهم بالفايروس و مضاعفات ذلك عليهم، وليس بسبب اعتلالهم الذي عايشوه لعقود بدون الموت منه.

ببساطة، المنطق السوي و التفكير الموضوعي يقول بانتفاء فرضية المؤامرة فيما يتعلق بكورونا، وهذا لا يمنع من الاعتراف بأن بعض الشركات و الحكومات قد استثمرت في الأزمة و حققت بعض المكاسب اللحظية آنيًا كركوبٍ لموجة طافت العالم.

المؤلم هو الاستمرار بترديد ترهات من قِبَل مثقفين و جهلة كذلك وصلت حد إنكار وجود الفايروس أصلًا، و بعضهم تعمّد مخالفة تعليمات الوقاية إنكارً للمرض، كل ذلك لن يكون في مصلحة أحد، سوى القضاء على العجزة و المعتلين، و التوسع في تدمير بنية الخدمات الصحية و تفاقم معاناة الناس.

و لا ننس بأن الملايين ممن هم بيننا اليوم يؤمنون بالأرض المسطحة، و المركبات الفضائية ، و أن ثمة حكومة خفية تدير العالم.
لو كان المتآمرون بهذه القوة و السطوة عالميًا لما كان هنالك شيء متاح لإثبات عكس ما يزعمون بهذه البساطة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :