facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"لك الله يا دعوة الخالدين"!


ياسر ابوهلاله
10-02-2010 02:54 AM

سأل حلمي أمين، رئيس الحركة الإسلامية في أندونيسيا، التي تشارك اليوم في الحكومة وتعد الحزب الثاني، محمود عزت نائب المرشد العام للإخوان في مصر عندما زاره بعد الخروج من السجن، إلى ماذا تستعد الآن؟ قال "أستعد للعودة إلى السجن".

استغرب القيادي الإسلامي الذي كان له دور كبير في الانتفاضة الشعبية ضد سوهارتو، وردّ عليه "عندما خرجت من السجن كنت أستعد لسجن من سجنني"!

ربما تذكر نائب المرشد المقولة السابقة عندما دهمه زوار الفجر، وراجع جدوى الهدنة المفتوحة مع النظام المصري من طرف واحد. فالحركات السياسية في العالم ليست بين خيار الإرهاب والاستسلام للأمر الواقع، فالنضال المدني الصلب، كما حصل في أندونيسيا وقبلها في دول المعسكر الاشتراكي لم يكن إرهابا مدانا ولقي ترحيبا وحفاوة في العالم بأسره.

توجد أصوات داخل الحركة الإسلامية تطالب بالتصعيد، وملًت من حال الاستباحة وانتظار الدور لدخول السجن. ويرد على تلك الأصوات بأن النظام هو الطرف الأقوى والشارع المصري غارق في همومه، ولم يتعود على التحدي والمواجهة. وفي حرب غزة تمكن النظام من عزل الإخوان عن جماهير الشعب.

ويصعب معرفة أين يتجه المرشد الجديد محمد بديع في علاقته مع النظام، فالرجل المصنف واحدا من أهم مائة عالم عربي، والذي وقف في المحكمة فتىً مع سيد قطب في منتصف الستينيات في نزاع بين شخصية أكاديمية تميل إلى التربية والتهذيب وبين مناضل رأى ابتسامة سيد قطب عندما سمع حكم الإعدام.

والأصعب من ذلك معرفة مزاج القاعدة الإخوانية العريضة، فالوسائل المعروفة من تحقيق وتنصت وغيرها قد تعطي نتائج مخادعة تماما، وهو ما يدفع النظام إلى إبقاء الإخوان تحت لسع السياط ولا يترك لهم نفسا للتفكير والتدبير.

ورثت أجيال الإخوان ما يعرف بأدب المحنة، إلى درجة يمكن فيها وصف التنظيم بالماسوشية (الاستمتاع بالألم). وكأنهم منذورون للسجن والقتل والتشريد والمطاردة.

يلخص نشيد "دعوة الخالدين" الذي انتشر بعد استشهاد المرشد الأول للجماعة الإمام حسن البنا حال الجماعة اليوم:

لك الله يا دعـــوة الخالــديــن ..

لقـد أوشك البغي أن يهمــدا

ففــي كــل قطر لنا شهـــداء ..

تعيث الحـراب بهم والمـدى

إن حال الاستباحة لم تتغير سواء في اغتيال المرشد في وسط شوارع القاهرة بالأمس، أو اعتقال الآلاف من قادة الجماعة وكوادرها اليوم.

لا يمتلك الإخوان في مصر حلولا للكوارث الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لكن تداول السلطة الذي تأخر منذ نصف قرن كفيل بتقديم أفضل الكفاءات لإدارة البلاد، أفضل الكفاءات تجدها عندما تقرأ مؤهلات وخبرات المعتقلين من الإخوان. وعلى ما يبدو فإن مكانهم الطبيعي هو السجن، وليس لهم سوى أن يرددوا "لك الله يا دعوة الخالدين".

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :