facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تجاذبات العودة الى المدارس وتخوفات مواجهة كورونا


فيصل تايه
11-08-2020 03:04 PM

في ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها ومع ضبابية المشهد الكوروني ، وخاصة عند الحديث عن العودة للمدارس تتنامى ظاهرة الاجتهادات الصحفية المختلفة ، والتي تهدف كالعادة عند البعض إلى خلق مزيد من التوتير ، لذلك استغرب ان بعض الكتاب الذين يسعون إلى تضخيم وتعظيم الحالة القادمة برسائلهم الاعلامية التخوفية الموجهه والمستنيرة بتوقعاتهم الافتراضيه المتشعبة ، والترويج لها دون العودة الى المصادر الموثوقة للمعلومة ، ما يحفز بعض الكتاب والصحفيين للحديث عن هذا الموضوع بقوة ، متخذينه على شكل خبر دسم او تحليل توقعي اجتهادي ، او عبر اعداده على شكل تقرير صحفي عاجل ، خاصة وان الموضوع يتعلق بمستقبل أبنائنا ، ويخاطب كل بيت وكل اسرة ، ومن هذا الباب الواسع الذي باتت تتيحه وسائل الإعلام المختلفة ، يتم التسابق على "صيد" الخبر ، وقد يبتعد البعض عن الحقائق والمهنية وحقّ المتلقي والمجتمع بالمصداقية خاصة اذا تعلق الامر بما يلامس حياة المواطنين وبالتربية والتعليم على وجه التحديد وتحديات بدء العام الدراسي ، فهذا حديث الساعة ، والحديث عنه يمس كافة مكونات المجتمع .

ان التصريحات الصادرة عن المسؤولين في وزارة التربية والتعليم فيما يتعلق ببدء الدوام المدرسي يقتضي مِن متناوِل الخبر او المعلومة قبل تحليلها تهيئة هادئة وخطاب صحفي مسؤول ، مع ضرورة التمسك بالمهنية وبالتقاليد الراسخة في النشر ، بعيدا عن المقاربات المتشابكة ، ما يتطلب ضرورة التحقق من المعلومة بشموليتها وأبعادها ، واستقائها من مصدرها المخول ، فقد سبق وأكدت وزارة التربية والتعليم في تصريح للدكتور تيسير النعيمي وزير التربية أن العام الدراسي الجديد ٢٠٢٠ / ٢٠٢١ ، والذي سيبدأ في الأول من شهر أيلول القادم ، سيشهد إجراءات وتدابير صحية ضمن بروتوكول صحي معتمد ، يوفر الحماية للطلبة والمعلمين والعاملين في المدارس والمديريات، وأكد ان الوزارة سعت إلى استثناء المدارس من مصفوفة الحكومة لفتح القطاعات ، وكشف النعيمي في رسالة اعلامية مطمئنة عن بعض المحدّدات الهامة في الدليل الإرشادي للعودة إلى المدارس ، والتي تسمح بالغياب لمن يُصاب بالانفلونزا الاعتياديّة سواءً من الطلبة أو الكوادر ، خصوصا مع اقتراب موسم الشتاء ، مع التأكيد أنّ السيطرة على التباعد الجسدي ، هو من التحديات التي تواجه الوزارة ، ما سيكون من خلال تعطيل الطابور الصباحي وبعض الأنشطة الدراسية واختصار وقت الاستراحة ، إضافةً إلى تدريب الطلبة والمعلمين على التباعد ، مشدداً على ضرورة الالتزام بالبروتوكول الصحي التزاماً يضمن تنفيذ الاجراءات الاحترازية ، حيث سيتم تدريب كوادر الميدان التربوي على مضامينه ، ابتداءً من التاسع عشر من الشهر الجاري مع متابعة التزام جميع الكوادر المدرسية بالدوام ابتداءً من الخامس والعشرين من الشهر الجاري ، وضرورة تامين كافة المدارس بمستلزماتها من الكتب المدرسية والأثاث والتجهيزات المدرسية ، الأمر الذي دعا الوزارة إلى زيادة أوقات العمل ومضاعفة الجهود لفرقها القائمة على التجهيز لهذه الاستعدادات .

الحكومة وعلى لسان وزير الدولة لشؤون الاعلام امجد العضايلة اكدت أن الجهود تتمركز على التحضير والاستعداد للعام الدراسي الجديد والتأكد من جاهزية جميع المدارس وسائر المؤسسات التعليمية وتوافر جميع المتطلبات الصحية والاحترازية لاستئناف العملية التعليمية فيها ووضع بروتوكالات لمواجهة أي تغيرات في الحالة الوبائية ، وشدّد على أنّ ذلك هو أولوية عاجلة للحكومة لأن سلامة البيئة التعليمية والتي تتضمن البيئة الصفية ، والمعلم ، والتفاعل مع الأقران عن قرب تشكل عناصر أساسية في تعلم الطالب ، ولفت العضايلة إلى أنّ “ نطمح الى الوصول للحالة التي نرجاها قبل الأول من أيلول ، والاستمرار بها” .

كما وبيّن أن وزارتا التربية والتعليم والصحة، بالإضافة إلى اللجنة الوطنية للأوبئة وضعت بروتوكلات للتعامل مع سيناريوهات حدوث إصابات في المدارس ومؤسسات تعليمية - لا قدر ألله- وكيفية احتوائها، وتعويض التعليم، إلكترونيا وفعليا ، بحيث لا تتوقف العملية التعليمية على مستوى وطني بسبب إصابات محلية يمكن احتواؤها ، من خلال تطبيق البروتوكولات التي تعتمد بشكل كبير على التوسع في الفحوصات وتوجيهها، وتعزيز إجراءات التعقيم والوقاية في المؤسسات التعليمية والمراقبة عليها ، وأكّد أنّ عملية التعليم الإلكتروني عن بعد ستستمر كمعزز للتعليم الفعلي عن قرب، وسنستمر بتطويره وتحسينه وسيكون خيارا دائما وجاهزا للتفعيل والتوسع في استخدامه لمواجهة أي طارئ.

لقد واجهت العملية التعليمية في الاردن في العام الدراسي الماضي ٢٠٢٠/٢٠١٩ تحديات كبيرة فرضتها مع مطلع العام ازمة المعلمين التي استمرت لشهر كامل ، لحقتها جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد - ١٩"، وذلك بعد الإجراءات الأحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها الدولة للحد من تفشي الفيروس ، والتي من بينها إغلاق المدارس و إستكمال العام الدراسي من خلال نظام التعليم عن بعد ، لذلك فلا بد من ان تجني وزارة التربية والتعليم حالياً ثمار استثمارها تجربتها في المنظومة التعليمية بكافة مكوناتها ، والاستفادة من كافة الكوادر الوطنية، وما يتوفر لديها من مخزون وبنية تحتية رقمية ، وسياسة تعليمية مرنة تتكيف مع الصعوبات والحالات الطارئة، من خلال تجلي فوائد رؤية حكيمة خلال جائحة كورونا التي ما زالت تضرب العالم وتسبب في إيقاف أو إلغاء العملية التعليمية في العديد من بلدان العالم.

ولأن وزارة التربية والتعليم استشرفت المستقبل وتجهّزت لمثل هذه الظروف الاستثنائية، حيث تسعى الى الوقوف على مجمل التطورات وتحقيق النجاح المميز في بدء العام الدراسي لمختلف المراحل من خلال العمل على تطبيق السينايوهات المناسبة ، والتحسب للتطورات فيما لو تطلب الامر البدائل بناء على توجيهات وإرشادات ومحددات مدروسة بالاستناد الى التجربة السابقة ، وهذا يعتمد على مدى مرونة وانسجام إدارات المدارس مع الطلبة وأولياء الأمور الذين يجب ان يتغلبوا جميعاً على بعض الصعوبات التي قد تواجه البعض، بوصفها تجربة قد تتكرر ولكن بشكى اكثر تعمقا وتكاملا .

دعوني اقول جازماً ان التعليم والعودة الى المدارس في ظل التحديات يتطلب تكاثف جهود كل الفعاليات التربوية لانه سيتكتسب زخما إضافيا وروحا متجددّة مغلفّة بالتحدّي والإصرار ، ليظل الرهان على التعليم ضمن هذه الظروف رهانا على المستقبل ، في ملحمة يتداخل فيها العطاء بالصمود امام هذا الشر الماحق ، وتبقى الإرادة هي الصخرة التي تتحطم عليها كل المحاولات الهادفة الى انتقاص دور الدولة وايقاع وزارة التربية والتعليم في ارباك متعمد خاصة عندما يكتب البعض متصيدا ، داعين الى الله عز وجل ان تنتهي ازمة المعلمين بالسرعة الممكنة ، فسعادتنا كبيرة برؤية الطلبة في مدارسهم ، وقوتنا في تتكاتف كل الجهود الوطنية المخلصة من اجل العمل على مواجهة الحالة الوبائية ، فالوضع الكوروني وضع عالمي ولكل دولة اجتهاداتها وخططتها ، ونحن هنا في الاردن بجهود المخلصين الأوفياء من معلمين ومديري مدارس وإداريين وأولياء أمور، وبآمال الطلبة الواعدين وبإسناد حكومتنا ووزارتنا المؤمنة بأن التعليم هو الاستثمار الأفضل في كل الظروف والاحوال نمضي عازمين على ترجمة رؤى التحول من الاحتياج إلى الإنتاج، ومن التعليم إلى التعلم الذي هو اهم اولوياتنا متجاوزين اعتى المعيقات ، وبنظرة استشرافية لقيادتها الرشيدة ، وبالاعتماد على بنيتنا التحتية التي نسعى الى ترسيخها بقوتها التكنولوجية المتقدمة من اجل وضع حلول مسبقة لمواكبة المتغيرات الطارئة، والتي هي مفتاحها لتخطي هذه الأزمة ، وهذا دليل على الجهود السريعة لمواجهة واحتواء الانعكاسات التي قد تحصل واستكشاف أهم الفرص ووضع الإطار العام لاستراتيجية شاملة للمرحلة المقبلة في القطاعات الأكثر ارتباطا في التعليم .

والله ولي التوفيق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :