facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ليس دفاعا عن وزارة التربية والتعليم


فيصل تايه
19-08-2020 08:34 AM

عندما نكتب عن البعض من الذين نحترم شخوصهم وعقولهم ووجهات نظرهم وفكرهم الراقي وهم كثر ، استثني من هم محسوبين على الوطن وهم قلة ، ممن تخونك السنتهم ويقفزون ويتحولون ويتلونون فجأة ويميلون حيث تميل ، خاصة في هذه الظروف التي نحتاج فيها لكل الخيرين من ابناء هذا التكوين الواحد ، فبعض أولائك القلة الذين يقحمون أنفسهم في متاهات الظلام بعيدا عن النور والواقع ، لأجل تسميم حياتنا ، لم يدركوا حجم وخطورة ومدى تأثير ابواقهم ، حيث يصبون جام نعيقهم في اذاننا ، وعندما تناقشهم يتحولون الى عقول بليدة لا تستمع الا للغة الاتهامات والادعاءات المضللة ، ويتلذذون باستخدام مختلف وسائل القصف العشوائي ولا يكترثون للاساءة لغيرهم بلغتهم المصطنعة ، بل يستمتعون بالمضايقات التي تهدف لاغتيال الشخصيات ، لذلك فهم من ترعرعت حياتهم بالاسئلة المقلقة والاجابات الباطلة ، فجهودهم المضنية لطمس الحقيقة او تضليلها والتشويش عليها تنم عن عدمية المسؤولية ، وهي مجلبة للشقاء الذاتي في شخصهم ، فلا عجب ان كانت الحكمة ضالة المؤمن ، والمعرفة احد اهم شروطه لإغناء حياته بالوعي الذي يُشكل نقصها قوة دفع كبيرة للاستزادة منها، والركض خلفها بحثا للشهرة على حساب الشرفاء من أبناء الوطن .

ما دفعني للحديث بهذه اللغة من الخطاب سماعي لبعض التعليقات خاصة لمن ما انفكوا عن الادعاء بامتلاك الحقيقة ، بلغة شعبوية محكمة من وراء "ميكرفوناتهم" التي نحترم ، او عبر اقلامهم الرصينة التي نجل وكانها تبدو حقائق دامغة ، خاصة عند تعليقهم على استحقاق تربوي متفرد عانينا منه الامرين منذ شهر آذار الماضي الى اعلان نتائج الثانوية العامة ، لكنّ النتائج بشكلها النهائي ظهرت وخرجت ، فاِما سكنت المكائد او ظهرت ، او احتبست الاعتراضات ام بانت ، ام هدأت الانتقادات ام صدحت ، فما كنا نسمع الا الزغاريد وقد عمت أرجاء الوطن رغم كل التجاذبات ، وبعد كل هذا التعب في الثانوية العامة والذي هو الأصعب في تاريخ الاردن ، وانا هنا لست مدافعا عن الوزارة ولا الوزير ، لكني مراقب ومتابع لكل مجريات الامور ومختص في الشان التربوي منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما ، لكني حين سمعت اعلان وزير التربية والتعليم نتيجة امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي الاستثنائي الانتحاري ٢٠١٩ -٢٠٢٠ ، وما تبع هذا الاعلان مباشرة من اجابات منطقية لكل الاستفسارات التي يمكن ان تخطر على البال ، لاحظت ما ساد أروقة المعارضين والمنددين والمنتقدين من اضطراب ثقيل ، بينما عمت دهاليز المؤيدين والمعضدين والداعمين صخب هادر وطبل وزمر فرحةً وابتهاجاً بإنجاز هذا الاستحقاق الوطني دون تأجيل أو تعديل أو إذعان لدعاة التراجع خوفاً على الطلاب والطالبات من وباء العصر وحفاظاً عليهم من طاعون هذا الزمان .

الرساله التي نود ايصالها ان الاردن منذ تاسيسة على يد الأجداد لم يتعرض الى مثل هذه الظروف التي اجبرتنا على التقوقع في مختلف مجالات الحياه والزمتنا بيوتنا ، لذلك فوزارة التربية والتعليم حاولت التمسك بجميع الحبال القوية لبلوغ النهايات التي توصلها الى استدامة التعليم والنجاح حيث سبقها في ذلك حرصها على سلامة ابائنا الطلبة في ظل جائحة لا ترحم احداً ، وايمانها برسالتها الوطنيه وارادة وعزيمة ونية العاملين بها والمبيتة لسلامة النهج التربوي الذي املت ان يتحقق باقصى درجات الجودة ، وفي ذلك لا نريد ان نتحدث عن التفاصيل ولكن من يفهم بالشان التربوي فهماً عميقاً ، ومن احاط بمجمل الظروف التي مررنا بها احاطة تامة ، يحق له الكلام والتعقيب على ما جاء على لسان الوزير عقب مؤتمر اعلان النتائج دون تصيد او دون اللهو بالماء الاسن ، حيث ان الثانوية العامة في زمن كورونا صاخبة مقلقة متصارعة وحملت عاما دراسيا مجهول المعالم ، ولكن انتهاج وزارة التربية والتعليم للسياسات الخاصة في التعليم والتي اقتضتها الضرورة في هذا الصدد ، وبغض النظر عن نسبة نجاحها في ادارة هذا الملف ما لايقبل التجريح والنقد اللاذع وتصيد الفرص ، ونحن نعي حجم المسؤولية التي كانت على الجميع ، ما اضطر الوزارة وحفاظا على الاشتراطات الصحية الى تغيير نمط اسئلة امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة كما انتهجت الكثير من الدول هذا النهج ، وتزويد الطلبة بكل ما يسهل عليهم حين عرضت جدول مواصفات الامتحان والذي كانت نتيجته معروفة لصالح الطلبة ما ادى بالنهاية ان تكون نسب النجاح مرتفعة ، لتعطى الفرصة للطلابه للحصول على العلامة الكاملة والتفوق هذا العام مقارنة بالاعوام الماضية ، وامتلأت قائمة الطلاب والطالبات الأوائل في ذلك الإطار ، حيث جاءت ردود الفعل عامة عند الطلبة واولياء امورهم حافلة بعبارة نزلت كالسهام المارقة والسموم الحارقة على الحاقدين ومافيات الدروس الخصوصية خاصة ، لانهم من اعداء الوطن همهم النقد والتجريح والتكسب ويعملون على الهيمنة على العقول ويستعينون ببعض الاعلاميين الركيكة قلوبهم ، ليكونوا الابواق والادوات التي تفتح لهم بوابة التواصل الاجتماعي والصحافة متعددة الاغراض وبعض الاذاعات المحلية ، باستخدام لغة الابراع الوضيعة كي تترك اثراً في اللعبة بإقتحامهم المغاليق المغلقة .

ان المتابع للمنتقدين يجد انتقاداتهم تزامنت واعتماد النتيجة ، وتناسوا بعد ذلك تدوينات "فيسبوك" التي أفسحت الطريق أمام كم هائل من "الحمد والشكر لك يا رب" و"كان فضل الله عليك عظيماً" و"عظم الرب العمل معنا وصرنا فرحين" و"أخيراً نجحنا" حيث إشهار نجاح وتفوق الطلبة رغم أنف الوباء ، ولأن الأرقام لا تكذب والنسب لا تتجمل، فقد جاءت الإحصاءات المعلنة من قبل وزارة التربية والتعليم لتكون بمثابة إشهار انتصار وإعلان تقدم كبير في عقر دار المناوئين ، ولاننا نثق تماماً بان التوفيق من الله عز وجل ونعي تماما أن الثمار ستبقى وفية لبراعمها أبد الدهر ..

في الختام .. بالتوكل على الله .. سنستمر طالما تلمسنا الطريق باتجاه العطاء الصحيح لا الركون إلى تدبير وتفكير غيرنا من البشر ، وهذه دعوة للذين غفلوا قليلا أن يعودوا إلى رشدهم وأن يساهموا كواجب في تنوير العقول ، وأن يخدموا هذا الوطن بفكرهم الراقي ، وأن لا يكون نقدهم لمجرد النقد إنما ليكون إصلاحاً وتنويراً فالجميع في هذا الوطن بحاجة إلى ثقافة تضرب بعمق وجدانهم ، وعلينا جميعا ً أن نكون حصناً حصيناً لهذا الوطن وجنوداً أوفياء وحماةً وبناةً ورافداً لا ينضب من الخير والعطاء ..
ربنا اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات .

بقي ان اقول ان المسيرة مستمرة . وكفى بالله وكيلا
مع تحياتي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :