facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خطر لي في يوم المرأة العالمي .. !


د . ردينة بطارسة
08-03-2010 03:04 PM

المرأة .....تلك الكلمة التي جمعت كل المتناقضات في طيات حروفها ....مختصرة العالم بأسره في كلمة واحدة ....فتلك المخلوفة المرأة التي نالت من العشق والحب درجة العبادة لكونها امرأة , هي ذاتها من سحقت جبهتها أقدام الظلم والأهانة , وانتهكت حرمتها يد الغدر والظلم ,وذلك أيضا ... لكونها ...امرأة ... كلمة حيرت عقول الجميع فأعظم القادة عبر التاريخ رافقتهم في مشوارهم للمجد امرأة, وأشهر الشعراء العالميين ألهمتهم امرأة ...حتى كل الحاقدين على الدنيا , من الرجال كان وراء حقدهم امرأة ... تفنن العاشقين في وصف حبيباتهم وحنانهن وجمالهن حينا ... وتفنن الناقدين في وصف كيدهن ومكرهن , دهائهن ,حينا آخر.


تلك المرأة في عيني ...هي رمز للحياة بكل تفاصيلها ...أبدأ بتلك المرأة ذات الهالة الملائكية ,و التنهيدة الحارة ,صاحبة أروع وجه رأيته لحظة صحوتي على هذه الدنيا .. تلك المرأة اسمها أمي ... أمي التي جهدت, لتزرعنا ورود يانعة على أطراف ثوبها الطاهر , فسيجتنا بأذرع من حب وكفاح , لتحمينا من رياح الدنيا وشرورها ,حتى شاهدتنا اليوم , كلن في مجاله , تنتابها مشاعر الزهو والمباهاه , بما صنعت يديها , تلك المرأة المسماة أمي , قامت بتقديم امتحان الثانوية العامة مكررا عشر مرات,هي عدد أبناءها , وفي كل مرة حضرت نفسها قبلنا للأمتحان , فسهرت ليالي تشجعنا على المثابرة والدراسة مرددة على مسامعنا حكمها الثمينة عن النجاح في الحياة , والتي لم نعرف في حينها معانيها ,الا بعد أن أصبحنا أمهات وآباء , لن أنسى ما حييت, دموع الفرحة التي كانت تغطي وجنتيها , في كل مرة ظهرت فيها نتيجة أحدنا ,تختلط بالزغاريد وأتخيلها تتمتم في نفسها ...هذا ما صنعت يداي ...!!!.

هذه أمي التي هي عبارة عن نسخة مكررة لآلاف الأمهات حول العالم ,أرى بعيني من جهة أخرى تلك المرأة العاشقة , التي بللت طوال الليل وسادتها دموع الشوق والندم على ذكريات حبيب هارب , غرز في صدرها سكينه ومضى ,غلب النعاس أجفانها المتعبة وهي تحتضن بكلتا ذراعيها ,رائعة أحلام مستغانمي (نسيان) , لعلها تجد فيها ترياق مضاد للسم , الذي يجري في عروقها ويدعى الحب .


أرى بعيني تلك المرأة الصامدة التي ما سمعت في حياتها عن فنون التاتو, المناكير والبديكير , فقد سرقت نعومة كفيها أشواك العكوب المؤلمة ,فقد خرجت عند انبلاج النهار تجوب سفوح الجبال في بلدتها لتلقط منه ما استطاعت , ثم تقوم ببيعه بأجزاء من الدينار هي ثمن طعام أطفالها الصغار ... وعلى جانب آخر , أرى بعني تلك المرأة في موقع الأدارة وقد جهدت تحاول ايصال رسالة الى زملائها ومرؤؤسيها من الرجال حولها ,مفادها أنني هنا من يتخذ القرار , ولكن عبثا حاولت ,فلحظة أن تتدير وجهها مبتعدة , تهامسوا فيما بينهم ..( شو بدها هاي المرة .... ما تروح على بيتها ؟؟!!) .

وأعود آسفة لأرى تلك اللعبة الجميلة ,التي أوهمها المحيطين بها أنها نجمة النجوم , وسيدة المعمورة , كيف لا وهي تشاهد أقدام المصورين تتراكض للألتقاط صورها ...فتنسى الحقيقة أن جمالها هذا ليس للفرجة , وانما هو جوهرة ثمينة تفقد بريقها من كثر التلميع ..وهناك في ضواحي أحد البلدات البعيدة ألمح , دمعة تلك المرأة الصامدة القوية الوفية لوطنها وأمتها ... بعد أن سهرت طوال الليل تردد أهزوجة عمر العبدلات ( طرزتلي شماغ الأحمر .. بيدها وغزلت علم ...) , تحضر بدلة العز والفخر. بدلة العسكرية لفلذة كبدها الذي نذرته بدون تردد فداء للوطن ....

وأخيرا أرى بنفس عيني , تلك المرأة الباكية من ظلم زوج عاطل عن العمل .. وقف جانبا ينتظرها لتأخذ راتبها من آلة صرف النقود , ليسرع ويخطفه من يدها . صارخا بوجهها ,.... لا تتأخري على الأولاد أنا طالع مع أصحابي ... !!! هذه بعض نماذجي التي أراها في يوم المرأة العالمي .. وغالبيتهن لنساء ما سمعن بيوم المرأة هذا أبدا , الا حين شاهدن مجموعة من المحظوظات , وقد لبسن أحدث صيحات الموضة ,وبقين ساعات عند الكوافير , ليظهرن على شاشات التلفاز , يهتفن ويحتفلن بيوم المرأة العالمي .... وعندها أقول , كل عام وأنتن بخير معشر المحتفلات ...!!!!





  • 1 د. عبدالله عقروق \فلوريدا 08-03-2010 | 08:12 PM

    احسنت يا اختاه ، وكأنك تتكلمين أن الأم هي أم الأنبياء والرسل والملوك ورؤوساء الجمهوريات والقادة والعلماء وكل رجال الدين ، وكل مخلوق بشري على وجه هذه البسيطة ..فأنا اقدر أن اصفك دون أن اعرفك بأنك زوجة وفيه ، وأم حنون ، وصديقة صدوقة وسبب ذلك أن كل من يحمل هذا الحب كله لأمه فأنه ينتقل رأسا الى كل من يتطرق حياته فيما بعد ..فحب الأم هو من يجعل استمرارية الحب أن ينتقل للزوج وللأولاد وللأصدقاء والصديقات .. على الأرض ..وحب الأم هو استمرارية حبنا..وطبيعة الأم هو البناء ، وطبيعة معظم الذكور الهدم ...لذا أبقوا الأمة نصفصها مشلولا

  • 2 المهندس علي محمود القرعان 08-03-2010 | 10:47 PM

    والله يا دكتوره منوره النت

  • 3 hayajneh 08-03-2010 | 10:59 PM

    كنت سأبدئ بمهاجمتك بعد قراءة العنوان لكن بعدما اكملت ما خطر على بالك اقول : رائعه يا دكتوره

  • 4 الدكتور عبدالمجيد الشرمان 09-03-2010 | 07:25 AM

    الزميله الفاضله.عنوان ولا اروع.كلام و لااجمل.وصف للمراة ولا انصف.شكرا على مشاركتك وطرحك لهذا الموضوع.د/عبدالمجيد الشرمان

  • 5 الأستاذ طلال الخطاطبه 09-03-2010 | 08:38 AM

    كل عام وأمهاتنا بألف خير
    أمك هي مثلٌ لكل أم أصيلة من أمهاتنا.
    أطال الله في أعمارهن وشفاهن من كل مرض
    إنه سميع مجيب

  • 6 قارىء/ العقبة 09-03-2010 | 11:05 AM

    مقالة رائعة تعبر كثيرا" عن الواقع الذي تعيشة امهاتنا واخواتنا وزوجاتنا وهن جميعهن كما تقول الكاتبة المحترمه رمز حياتنا بكل تفاصيلها وشكرا" جزيلا" لك .

  • 7 بدر 09-03-2010 | 03:43 PM

    كل عام وانتي بخير............ الام كتاب ضخم مكتوب على كل صفحة من صفحاته كلمة حب وحنان

  • 8 ahmad hammouri 10-03-2010 | 01:45 PM

    very nice , thank you so much .

  • 9 maher nimri 11-03-2010 | 01:08 PM

    ما اجمل ان يعرف الرجال ان المرأه وخاصه الام هي ينبوع حنان ومحبه واخلاص.وهذه نصيحة للرجال دعونا نحب امهاتنا محبه الهيه ونحب زوجاتنا كما نحب انفسنا.شكرا يا دكتوره على هذه المقالة الرائعه.

  • 10 Sana Al-rehani 01-11-2010 | 04:25 PM

    مشكورة يا دكتورة على هل مقال الرائع.
    كلك احساس


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :