facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تداعيات العام الدراسي الجديد وتحديات المرحلة القادمة


فيصل تايه
30-08-2020 09:00 AM

مع مطلع العام الدراسي نتطلع فيه إلى تجاوز كل الصعاب وتذليل كافة العقبات التي قد تعترض بداية موفقة وناجحة لعام دراسي مفعم بالحيوية والعمل ، حيث نتمنى التوفيق لكل القائمين على العملية التعليمية رغم جسامة التحديات والمسؤوليات التي تواجهها وزارة التربية والتعليم وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لبدء العام الدراسي ، آملين ان تتضافر جهود جميع الفاعلين التربويين بتعاون فرسان الميدان التربوي اللذين يتحملون جلّ المسؤولية والأمانة .

اننا ومع عودة ابنائنا الطلبه الى مقاعد الدرس لا بد من ارسال رسائل تطمين تحمل دلالات عميقة ، رسائل توجه في مضمونها الكثير من المعاني التي تبشر بالتفاؤل ، فالعام الدراسي الحالي مختلف عن الاعوام الدراسية السابقة ، ويمتاز بخصوصية تفرض نفسها ، فجسامة التحديات التي فرضتها جائحة كورونا سيرافقها إجراءات وتدابير صحية ضمن بروتوكول صحي يوفر الحماية للطلبة والمعلمين والعاملين في المدارس والمديريات ، فتلك هي أولوية عاجلة للحكومة ووزارة التربية لأن سلامة البيئة التعليمية والتي تتضمن البيئة الصفية، والمعلم، والتفاعل مع الأقران عن قرب تشكل عناصر أساسية في تعلم الطالب.

لقد سعت وزارة التربية والتعليم الى استشراف حساسية المرحلة القادمة ، وعملت لاستكشاف أهم الفرص ووضع الإطار العام لاستراتيجية شاملة ، وتجهزت لهذه الظروف الاستثنائية ، فاظهر ذلك مدى مرونة وانسجام عقلية الوزاره وإدارات مديريات التربية والمدارس ، في ظل التحديات والصعوبات ، ما اكتسب زخما إضافيا وروحا متجددّة مغلفّة بالتحدّي والإصرار .

اننا وحين نتحدث عن اهم التحديات وأعظمها نجدها تكمن في الأعداد المتزايدة من الطلبة وتناميها بصورة مطردة والتي ستستوعبها رغماً المدارس الحكومية ، حيث فاقت كل التصورات بسبب اتساع ظاهرة الانتقال الجماعي للطلبة من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية ومن مختلف الصفوف الدراسية لأسباب اقتصادية وتربوية وتعليمية متعلقة بشكل العام الدراسي القادم وخشية اولياء الأمور من التحول الى نظام التعليم عن بعد ، إضافة إلى عودة الكثير من المغتربين ، ما يشكل ضغوطا كبيرة على مدارس وزارة التربية والتعليم ، حيث ما زلنا نعاني من شح الموارد ، ما يلزم توفير إمكانات استثنائية لاستيعاب الطلبة وتوفير احتياجاتهم من بنى تحتيه ودعم لوجستي ومستلزمات وكوادر تعليمية وإدارية وكل ما تتطلبه العملية التعليمية في هذا القبيل ، ما ينعكس على نوعية التعليم ومخرجاته ، بالرغم من حرص الوزارة المستمر ووفق خطط التطوير التربوي على أن الطالب والمعلم هما أهم عناصر العملية التعليمية ومحور العمل ، والتركيز على النوعية لا الكمية في المخرج التعليمي .

دعونا نعترف ايضاً ان من اصعب التحديات التي تواجهها وزارة التربية التعليم حالياً افتقادها عدداً كبيراً من الكفاءات والخبرات التي غادرت وتركت فراغاً كبيراً منذ موجه التقاعدات الضخمة مع نهاية العام ٢٠١٩ وما خلفه ذلك من تبعات نتيجة الخلل في الخبرات الواقع حالياً جراء مغادرة الكثير من الكوادر بشكل جماعي وفجائي مواقعها ، والتي ما زال اثرها قائما حتى يومنا ، ما يتطلب السعي بإستمرار الى ايجاد قيادات بديله ، لكن ومن وجه نظر الكثير من التربويين ان لا ضير من اعادة عدد من الكفاءات والخبرات على نظام شراء الخدمات وعلى غرار ما قامت به "وكما سمعت" وزارة الصحة من استعادة لبعض الكوادر الخبيرة لحاجتها الماسة للاستفادة منها في اعداد قيادات جديدة واكسابها الخبرات المرجوه ، متمنياً ان يتفهم دولة رئيس الوزراء ذلك ، ودولته الاقرب الى تفهم واقع وزارة التربية والتعليم واحتياجاتها ، فمجمل التحديات والصعوبات القائمة تتطلب شخصيات وقيادات تربوية قادرة على التماس حاجات الميدان التربوي بدرجة عالية من الكفاءة وبقدر كبير من المسؤولية ، لتقوم بواجبها المؤمل بقدرة تامة على قيادة العملية التربوية في المرحلة المقبلة ، قيادات فاعلة تسيطر على مختلف جوانب العمل وتعالج مجمل الإرهاصات الكامنة في الميدان ما يحتاج إلى درجة عالية من التفاعل ، دون الحاجة إلى سياسة التدوير العبثي المعهودة بين الإدارات وترحيل المشكلات فيما بينها ، كذلك فان الواقع الحالي يتطلب بالضرورة سياسة تقليم اثماري ناجعة واجتثاث لأصحاب المناصب الهزيلة ، وكذلك العمل على إرساء السياسات الإجرائية الضرورية القادرة على استخدام السلطة الرسمية من خلال المهارات القيادية الفعالة والقدرة على التأثير في إطار من العمل الجماعي ، إضافة إلى إمكانية اتخاذ قراراتها جريئة وموضوعية مع الحفاظ على الثوابت التربوية والوطنية كجزء من المهمة التربوية الشاملة وبإشراف جهاز رقابي قوي وفاعل ما يمكّن من تحقيق مكاسب وعائدات تحسن من العمل التربوي والتعليمي ...

ما نحتاجه ايضاً هو الخروج من النمطية التقليدية التي سيطرت على مختلف جوانب العمل منذ سنوات ، ذلك جزء من المهمة التربوية والوطنية ، مع ضرورة التذكير بالعوامل التي من شأنها التأثير الايجابي على صياغة القرارات والسياسات التربوية المرتبطة بمجمل التحديات التي سبق وأشرت إليها ، لذلك دعونا نؤكد باستمرار وقوفنا عند أركان العملية التعليمية مع بداية العام الدراسي الجديد ، ومحاولة جادة للتأكيد على دورهم في تنشئة الجيل القادر على تحمل مسؤولياته ، خاصة مع تقليل اعداد الطلبة داخل الغرفة الصفية بسبب التباعد ، ما يوفر فرصة لخلق حياة مدرسية ينعم فيها الفاعلون التربويون بالحرية والعمل الجاد ، فالمدرسة اليوم يمكن لها ان تكون فضاءً واسعاً للتعلم ومرتعاً للأمان ، يشعر فيها المتعلم بالدفء والحميمة وشاعرية الانتماء ، والمشاركة الفعالة ، والتفاعل الإيجابي البناء بين كل المعنيين في الحياة المدرسية من خلال هيئات إدارية وتدريسية نشيطة ، في مجتمع مدرسي نشيط وفاعل ، حتى يشارك الجميع في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها ، مع التركيز على المساهمات الحقيقية التي تعمل على تنمية القدرات الذهنية والجوانب الوجدانية والحركية لدى طلبتنا ، ليكونوا مواطنين فيهم الصلاح لوطنهم وأمتهم .

وأخيراً .. دعوني أقول : كان الله في عون المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وكل العاملين فيها ، وهم امام تلك التحديات التي تحتاج الى ارادة صلبه وعزيمة فولاذية وعمل قويم وتعب لا ينتهي ، لكن هي المسؤوليه "وهم قدها" ، لذلك دعوني أهنئ الوطن مع بداية العام الدراسي وكل المخلصين من هذا التكوين التربوي العتيد بدءً من أعلى سلطة إلى المعلم في صفه خاصة الذين يُجيدون التمسك بجميع الحبال القوية لبلوغ النجاحات المشرفة ، تسبقهم في ذلك النية الصادقة والمبيتة لرفعة هذا الوطن الذي نسير على نهجه قولاً وتطبيقه وفعلاً ، فقد جادت هذه الأرض بمسؤولين لا تحركهم المصالح والمطامع وإنما يحركهم ضميرهم الحي الذي لا ينام ولا يقبل حتى بالإغفاءة أو أنصاف الحلول .

بقي ان اقول .. أدام الله الجميع وأبقاهم ذخراً وفخراً للوطن وأبنائه وأجياله اللاحقة في ظل قيادتنا الهاشمية الفذة.

وفقنا الله وأبناءنا الطلبة وحمى أردننا العزيز الغالي من شر هذا الوباء ومن أي مكروه لا قدر الله

والله ولي التوفيق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :