القدس العربي اللندنية : صحيفة "عمون" الالكترونية تزعمت محاولات فتح الفضاء امام التعليقات
08-06-2007 03:00 AM
الصحافة الالكترونية في الأردن: انتشار للنكتة السياسية والتعليق الساخر.. واقتراحات بشمول كلاب المسؤولين بالتأمين الصحي ..
حزب الأخوان المسلمين يتهم الحكومة باعتقال موقعه الإلكتروني. واعتراض واسع علي معالجة كبار الموظفين وعوائلهم في مشاف خاصة..
عمان ـ القدس العربي ـ من بسام البدارين: نجحت مواقع التصفح علي شبكة الانترنت المحلية في الاردن في ابراز ملمح جديد لم يكن مألوفا من ملامح الشخصية الاردنية، حيث يزيد ظهور وتأثير التعليق الساخر والنكتة السياسية، خصوصا عندما يتعلق الامر بقرار حكومي او مشروع رسمي.
ومن جانبها انتشرت بين الاردنيين مؤخرا ظاهرة النوافذ الالكترونية والمدونات التي تنشر وتبث تعليقات القراء الساخرة وتعكس في المضمون انطباعا اوليا عن توجهات الرأي العام، كما اضطرت الصحف العادية لركوب الموجة نفسها عبر الاهتمام بتخصيص مساحة للنشر تنشر الاخبار الخفيفة واخبار الكواليس خصوصا تلك التي تتعلق بالاشخاص والنخب وسكان الطبقات العليا في المجنمع الاردني.
وبشكل اساسي تزعمت صحيفة عمون الالكترونية محاولات فتح الفضاء امام التعليقات المتعلقة بالمواطنين والقراء العاديين.
واخر مناورة بهذا الصدد استضافتها عمون تعلقت بخبر صغير ما كاد ان ينشر حتي امتلأت الاجواء بفضاء التعليقات الالكترونية وانشغلت الشبكات والمواقع في تبيان ردود فعل الناس علي الخبر الذي يتحدث عن موافقة مجلس الوزراء علي تعديل جديد يخص الانظمة الصحية الرسمية.
وحسب المقتضي تقرر تأمين العلاج في مستشفيات القطاع الخاصة وعلي نفقة الدولة لكل من يحمل لقب دولة من رؤساء الوزارات السابقين ولكل من يحمل لقب معالي من الوزراء الحاليين والسابقين، ولا يقتصر الامر علي هؤلاء، فالعلاج في المستشفيات الخاصة وهو مكلف بكل الاحوال سيشمل ابناء وزوجات من يحمل القاب الدولة والمعالي وحتي تتوسع دائرة المنفعة في هذا القرار الغريب تم شمول طبقة كبيرة من موظفي الدرجة العليا والخاصة بالخدمة الصحية التي تتميز بأنها خمس نجوم هذه المرة.
والمفارقة ان اصحاب الالقاب الذين خصصت لهم الحكومة هذا الامتياز هم اصلا علي الاغلب من الاثرياء والميسورين واذا لم يكونوا كذلك فهم من القادرين علي تدبير شؤونهم ومصالحهم الصحية عبر الحصول علي افضل الخدمات في القطاع الصحي الرسمي.
ووكان يمكن لخبر من هذا النوع ان يمر مرور الكرام لكن التعليقات الالكترونية اظهرت حجم الضجة الشعبية التي اثارها القرار، كما كشفت عن ميل الاردنيين للنكتة السياسية والتعليق الساخر وخفة الظل، فقد تساءل احد المواطنين ما اذا كانت التوجهات الجديدة تشمل علاج كلاب وقطط اصحاب المعالي والعطوفة، فيما اتهم تعليق اخر الحكومة بذبح الشعب، وتحدث تعليق ثالث عن الطريقة المثلي في محاربة الفقر عبر تخصيص علاج بامتياز خاص لفئة الكبار في المجتمع.
واستغرب احد المعلقين من الضجة المعترضة علي القرار متحدثا عن مبررات سياسية وامنية قوية ومتسائلا: ما الذي يمكن ان يقوله صاحب معالي مثلا تحت تأثير البنج خصوصا مع وجود اطباء غرباء في بعض مستشفيات الحكومة؟.
ولن توضح الحكومة بطبيعة الحال مبررات قرارها الجديد، فكبار الموظفين واصحاب المعالي والدولة لا يعانون اصلا من صعوبات في العلاج الصحي ومستوي دخولهم ورواتبهم يؤهلهم للحصول علي العلاج الافضل سواء في القطاع العام او الخاص ولتمرير القرار واحتواء الضجة تحدث الخبر الرسمي عن زيادة اقتطاعات التأمين الصحي من المشمولين.
ولا يبدو ان الجديد علي صعيد الصحافة الالكترونية التي اصبحت جزءا من تقاليد الاردنيين الان يتوقف عند حدود الدعوة لمعالجة قطط اصحـــاب المعالي وكلابهم فالتيار الاسلامي وهو ابرز التـيارات السياسية في البلاد اتهم امس الخميس الحكومة الحالية بالقرصنة متحدثا عن برامج تخريب موجهة طالت امس الاول الموقع الالكتروني لحزب جبهة العمل الاسلامي الذي اتهم في بيان رسمي له حكومة معروف البخيت باعتقال موقعه الالكتروني مع اعتقال بعض نشطائه علي خلفية التحضير لانتخابات البلديات.
وقال الحزب بان محاولات تخريب موقعه الالكتروني تحصل بالتزامن مع نشر الموقع للاخبار عن الهجمة الحكومية المنظمة ضد الحزب وقياداته مقترحا علي الحكومة ان تتوقف عن ملاحقة الشبكة الالكترونية في الفضاء الافتراضي.
وبطبيعة الحال اعتبر الحزب ان التخريب علي نافذته الالكترونية خطوة حكومية مقصودة في سياق الاستهداف والتشويش.
والتعامل مع الهوامش الالكترونية اصبح سلوكا يوميا للاردنيين الذين يفكر كثير منهم بتأسيس صفحات ومواقع خاصة يقولون فيها ما لا يستطيعون قوله عبر الصحافة المحلية ، ومن هنا تنتشر المدونات الالكترونية بكثافة في اوساط الاردنيين ، ومن هنا ايضا تحاول السلطات احتواء الموقف خصوصا بعدما تم الحاق ما ينشر علي الشبكة بسبب المحظورات التي يعاقب عليها القانون فيما يتعلق بجرائم النشر والطباعة.
وفي غضون ذلك تفرض الصحافة الالكترونية نفسها بقوة علي الواقع الاردني رغم ان اجتماعا رسميا قرر الاسبوع الماضي بان انتشار استخدام الانترنت في اوساط الاردنيين لا يشـهد معدلات الارتفاع المأمولة، حيث يراهن قطاع الاتصالات علي نهضة شاملة في هذا الاتجاه لحماية استثماراته ، فيما يهرب احيانا كبار الكتاب والمراسلين والمعلقين من مقص الرقيب الرسمي والاهلي باتجاه المدونات والمواقع التي ثبت بالوجه القاطع انها تخضع كالصحف المطبوعة للرقابة الخفية.
والشغف العام بهوس الشبكة وصل الي حد افتتاح عشرات المقاهي التقليدية في عمان والترويج لها عبر الاشارة لتوفر خدمة الاتصال اللاسلكي، والامر لم يعد يتعدي جهاز كمبيوتر محمول وعقد اتصال سريع مع احدي الشركات والجلوس في مقهي وانتاج الشغب في كل الاتجاهات.