facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حماية نصف إغلاقية


د. صبري ربيحات
11-09-2020 12:19 AM

السياسة الجديدة التي يتبعها الأردن في التعامل مع الوباء سياسة هجينة فلم تعد اغلاقية كالتي طبقت في منتصف آذار ولا هي سياسة انفتاح شامل كالتي اتبعت في السويد وانجلترا وألقت على الناس مسؤولية اتخاذ التدابير التي تساعدهم على الوقاية وحماية انفسهم من الوباء.

السياسة الأردنية الجديدة توليفة غريبة حافظت على شعار التباعد والحث على النظافة وتقييد الحركة جزئيا مع العمل على اعادة فتح المؤسسات وتحفيز الانتاج والحيلولة دون تزايد الازمات الاقتصادية المرتبطة بفقدان الوظائف وتوقف تصدير المنتجات للحيلولة دون ظهور مشكلات جديدة تهدد الأمن وتعصف بالعلاقات العمالية.

في الأردن الذي كان بين الدول الاكثر صرامة في تبني اجراءات الوقاية بما في ذلك الحظر والحجر والعزل وتقييد حرية الحركة والتنقل يشعر الناس هذه الايام بوجود تناقض كبير بين السياسات الحكومية المعلنة والإجراءات المتخذة على ارض الواقع.

لا يستوعب الكثير من الناس كيف أقدمت الحكومة التي عملت على ايقاف العملية التعليمية في المدارس عندما كانت الاصابات خارجية وفي حدودها الدنيا على اعادة الطلبة للمدارس وسط اجواء انتشار اوسع للوباء وتغير في شراسة وطبيعة العدوى.

التعارض الذي يراه المراقبون يتلخص في وجود التباين بين السياسات الحكومية المعلنة والاجراءات والقرارات المتخذة. ففي الوقت الذي تستمر فيه الحكومة بالتأكيد على شعارات التباعد كإجراء وقائي لتجنب الاصابة تدعو نفس الحكومة اكثر من مليوني طالب الى المدارس التي تتكاثر فيها الاصابات وتنتقل فيها العدوى دون ان توضح لنا علاقة ذلك القرار بسياسة التباعد التي قالت انها افضل وسائل الوقاية.

لا أظن أن الاهالي والمجتمع يمانعون في استعاضة الوزارة عن ارسال الطلبة للمدارس غير مكتملة التجهيزات والشروط الصحية بتقنيات التعلم عن بعد فالأسلوب ضرورة حتمية ليس بسبب كورونا فقط بل لأنه يشكل تحولا في علاقة الجيل بالتكنولوجيا ومناسبة لتطوير كفاءة المعلمين والنظام المدرسي برمته.

لقد أصبح وجود الطلبة في بيئات تعرضهم للعدوى احد ابرز مصادر القلق والخوف والتوتر للآباء والأمهات الذين يكدون لتوفير لقمة العيش لصغارهم. في كل لحظة تتوقف انفاس الآباء والاهالي وهم يلاحقون الانباء التي تتحدث عن اغلاق صف هنا او عزل مدرسة هناك فالتعليم لا يتقدم بأي حال من الاحوال على الصحة والسلامة والبقاء التي هي أول وأهم حقوق الطفولة واعظم احتياجاتها.

لا أعرف بالضبط عدد المدارس التي سجلت حالات ولا أفهم معنى الحماية التي يجري الحديث عنها وانت تكتشف امكانية حدوث الاصابة يوميا وانتقالها الى المئات وربما الآلاف. أفننتظر حتى نصل الى الوضع الذي لا حول لنا فيه ولا قوة؟ المنطق الذي تستخدمه الحكومة غير مقنع لي ولا لكثير من الآباء.

لا أحد يفهم سر التعنت والاصرار على ارسال الطلبة للمدارس مع وجود بديل تعليمي آمن ولا ندرك الاسباب ولا المبررات التي أدت الى هذا التحول السريع من الافتراضات التي عملت بموجبها الدولة والانتقال من وضع يرى ان المرض خطير ينبغي تجنبه الى ان بالإمكان الذهاب الى المدرسة ومقابلة مئات الاشخاص دون الخوف من معادلات المخالطين ومخالطي المخالطين. الخلطة السحرية للإجراءات الحكومية التي تمزج بين التباعد كشعار والتقارب والاكتظاظ كممارسة خلطة يصعب فهمها وتفسيرها ضمن المعطيات التي نتداولها.

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :