ستستمر الحياة... عندما بدأت الآلات الإعلامية بضخ اخبارها عبر جميع القنوات، أوصلت للناس رسالة واضحة ومحددة، بانكم ميتون لا محالة ، عليكم الاستسلام للمرض ، فبدأنا نفتش عن اعراضه، قال لي بعضهم بانه لا يفتأ يتشمم زجاجة العطر ، ويتذوق علب الملح والسكر والبهارات ، يتفحص حواسه ليتأكد انه مازال حيا، هذه الهواجس تدخلنا بكل بساطة الى نفق مظلم من الترقب والحذر، والتوقعات ...
لقد غيرنا كل شيء على مقاسات المدعو (كوفيد ١٩) التزمنا بالواقيات، والكمامات، وتعطرنا بالمعقمات من كل نوع، وشكل وحجم، لقد سكبنا لأجله المنظفات واجتهدنا في غسل كل شيء وتنظيفه، حتى النقود الورقية نالت حظا من التعقيم، وازرار الهاتف ومفاتيح المصاعد نالت منه الكثير، ان التوجس والقلق امتدا الى مالا نهاية، حتى أولئك الذين قضوا بأمراض نعرفها صاروا ضحايا لهذا الفيروس المدمر اللعين.
اين ايماننا العميق بأن كل شيء مقدر علينا، ومكتوب لنا، اين ايماننا بقدرة الله تعالى، لقد سمعنا حكايات وقصص لا تعد ولا تحصى عن هذا الفيروس ، علينا أن نلتزم بمحاربته، وعلينا ان نستمر في اخذ الاحتياطيات القياسية واستخدام أساليب الوقاية والسلامة المناسبة، ولكن يجب أن تستمر الحياة، رغم انف كوفيد ١٩، ورغم انف البرمجة الاعلامية التي جعلت الناس اسرى الخوف والقلق والتوجس ، وضاعفت حجم الوهم والترقب.