ها أنا أعود وأتواصل معكم من خلال نافذة من نوافذ عقدة المجتمع وأطل عليكم على عقدة نعاني منها أيضاً في المجتمع وهي عقدة (الدال) أي الحصول على لقب الدكتور بحيث يكون سابقاً للاسم اينما كان سواء في مكان العمل او في اللقاءات العامة او على بطاقة التعارف وغيرها، واذا لم يتم المناداه عليه بذلك او وضعه على كافة بطاقات الدعوة الموجه اليه، فانه لن يشارك فيهما اطلاقاً . وبالرغم من ان لقب الدال في كثير من الاحيان يكلف صاحبها خصوصاً عند الحصول على شهادة الدكتوراه لوحدها بعد البكالوريوس والماجستير فقط ثلاث سنوات متواصلة من الدراسة مع عشرات الالاف من الدنانير وغيرها، و بعد ذلك تجده لا يحاول البحث عن وظيفة اكاديمية او غيرها تتناسب مع الخبرات الجديدة التي يتمتع بها علماً بأنه في دول أمريكا وأوروبا تجد أن الغالبية العظمى من المسجلين في هذه البرامج من الدراسات العليا يكونوا من الجنسيات الاجنبية لانه لا يكون ضمن هذا البرنامج الا الباحثين عن العمل الاكاديمي فقط من ابناء هذه الدول وان الغاية من الحصول على شهادة الدكتوراه كما قال احدهم هي (رخصة للبحث العلمي) وليس للاستعراض والتكبر على عباد الله ( يأرض اشتدي ما عليك حدا قدي)، وانما للتواضع واحترام الرأي والرأي الآخر.
وان قدسية هذا اللقب تكون في مقدار اعطاء الآخرين من هذا العلم وما نهل منه لتزويد الآخرين به وعدم التحكم بعباد الله من الطلبة، وان دور الاستاذ الجامعي هو تطوير ونقل اتجاهات ومهارات الطلبة نحو الافضل بحيث تكون مناسبة مع متطلبات العمل المحلي والخارجي وليس فقط تأديب الطلبة واشعارهم دائماً بالنقص وان اجتيازهم للامتحانات ما هو الا احدى عطاياه ومكارمه ، لذا دعونا نتخلص من هذه العقدة ونجعل منها منارة للعلم والتواضع وبناء الآخرين وليس كبح الآخرين وعدم احترامهم.
bsakarneh@yahoo.com