facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف نستعيد الثقة بالقرار الصحي؟


د.محمد المومني
20-10-2020 12:10 AM

من أكبر التحديات التي تواجه الحكومة في بدايات عهدها استعادة الثقة بالقرار الصحي. تغيير الشخوص لا يعني استعادة تلقائية للثقة، حتى وإن كان المعنيون الجدد من الداعين سابقا لمزيد من المنطقية بالقرار الصحي. علينا أن نعترف أن الثقة التي بدأت مرتفعة جدا في بدايات كورونا، تراجعت كثيرا بسبب لا منطقية القرارات الصحية، وبسبب غياب التوازن بينها وبين القرار الاقتصادي. الناس لا تتباعد ولا تلتزم بلبس الكمامة لأنها لم تعد تثق بالإجراءات الحكومية بالتعامل مع كورونا، وقد مسهم الضر بعد أن قرصت القرارات جيوبهم، ونالت من مستوى دخلهم وقدرتهم على إعالة أسرهم.

أمام المعنيين بالقرار الصحي قائمة من القرارات والإجراءات التي تحتاج تفسيرا أو إصلاحا، منها على سبيل المثال لا الحصر: لماذا حظر الجمعة والسبت وما هي فوائده لتسطيح المنحنى؟ هل الحظر مجد سيما وأنه يسبق ويلحق بدرجات من الاكتظاظ تنشر الفيروس؟ لماذا التباين بأسعار فحص كورونا ولماذا التفاوت في نتائجه؟ لماذا كل هذا التأخير بفحص المخالطين الذي يصل أحيانا لأيام ينشر فيها المصاب عدواه قبل أن يتم حجره؟ لماذا لا يجيب الرقم المخصص للاستفسار عن كورونا؟ ما هو عدد الإصابات اليومي المراد الوصول إليه حتى نتوقف عن حظر نهاية الأسبوع؟ وهل عدد الإصابات المرجو أقل من عشرة ما سيعد مهمة مستحيلة؟ لماذا الاستمرار بالتعلم عن بعد مع أن تعطيل الصف أو الطالب المصاب قد يكون كافيا؟ وهل التكلفة التعليمية أقل من تلك الصحية في حال استمرار التعلم عن بعد؟ ما معنى أننا دخلنا مرحلة التفشي المجتمعي، والتعايش مع الفيروس، ما دامت نفس إجراءات الحظر مستمرة؟

كل هذه الأسئلة وغيرها يتداولها الناس لا يجدون لها إجابات، ولا يوجد من يتصدى لتفسيرها، وبالتالي فمن المرجح أن لا يثق الناس بالقرار الصحي ولا يلتزمون بالتباعد أو الكمامة. حسنا فعلت السلطات عندما ربطت وقف الحظر بزيادة الالتزام بالتباعد والكمامة، ولكن هذا لن يجد تطبيقا له ما دامت الثقة قد تراجعت بالإجراءات الصحية. يحتاج الناس لإجابات وتفسيرات تجعلهم يستعيدون الثقة، وبعدها سنجد حتما درجة أعلى من الالتزام بالتباعد والكمامة. والأهم من كل ذلك، لا بد لأي قرار صحي أن يكون يقظا ومنتبها للتداعيات الاقتصادية، وأن يتجنب الإضرار بالناس ومعيشتهم، بل أجزم أن الحالة الاقتصادية الأردنية الصعبة توجب تجاوز التوازن بين الصحي والاقتصادي والانحياز لصالح الاقتصادي، فضرر الفيروس المعيشي أشد فتكا وضراوة على المجتمع الأردني من خطورته الصحية.

إذا اشتبكنا مع الناس وقدمنا إجابات وأداء صحيا مختلفا، وإذا ما أظهرنا حساسية واستجابة لأوجاع الناس الاقتصادية في ظل هذا الظرف الصحي والمعيشي الملح، أجزم أننا سنكون أمام درجة التزام مجتمعي أكبر بكثير مما نراه الآن فيعود الناس للالتزام طوعا بلبس الكمامة والانتباه للتباعد الاجتماعي.

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :