facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عرب الاعتدال بين صلافة نتنياهو وتحدي "قلب الطاولة" في سرت


28-03-2010 07:40 PM

يجاهد حلفاء أمريكا لاعتماد خطاب حسّاس في "قمة القدس" يوازن بين إسناد شبه الإجماع العالمي المناهض للتصعيد الإسرائيلي المنذر بنسف أسس السلام، وبين مواجهة ردود أفعال انفعالية من عرب "الرفض" قد تتضمن المطالبة بالتخلي عن خيار السلام ومبادرته المعروضة منذ عام .2002

لذلك ستناور ما تعرف بدول الاعتدال من أجل تغذية الزخم الدولي المتململ حيال ممارسات إسرائيل الاستفزازية من خلال الخروج بقرارات عربية غير متزمتة، تبقي حكومة اليمين الإسرائيلية تحت ضغط الدول الغربية - لا سيما الولايات المتحدة وأوروبا. وستحاول قطع الطريق على محاولات إحداث "شغب سياسي" قد يتمحور حول سحب المبادرة العربية، لأن ذلك يصب في تحقيق حلم بنيامين نتنياهو المحشور في الزاوية، والذي يحاول قذف الكرة صوب مرمى العرب مرة أخرى.

فشبح نتنياهو المأزوم يلقي بظلاله على قمّة تتسم بتعقيدات خاصة وسط شلل عربي وتشرذم غير مسبوق، وتراجع في دور الجامعة العربية أمام اكتساح إيران وتركيا الرامي لتوسيع قاعدتي نفوذهما في المنطقة.

في هذه الأجواء المكهربة، يرغب زعماء دول "الاعتدال" المحافظة على زخم الحصار الدبلوماسي الدولي غير المسبوق ردا على سياسات إسرائيل الاستفزازية في تهويد القدس وابتلاع ما تبقّى من الضفة الغربية، لوأد حلم قيام دولة فلسطينية. إذ يعتقد هؤلاء بأن الأسرة الدولية تبدو اليوم أكثر تماسكا وقدرة على خوض معركتهم مع إسرائيل بالإنابة، طالما حافظ العرب على "هجوم" السلام، على ما يرى ساسة ودبلوماسيون في المنطقة.

ذلك سينعكس إيجابا على محمود عبّاس الواقع بين ضغط واشنطن وعبثية إسرائيل، وأيضا على ملف القضية الفلسطينية المتعثر.

ثمّة آمال لدى العواصم العربية بأن يتطور موقف الغرب إلى قرار أمريكي نوعي مدعوم بمواقف أممية متماسكة لمعاقبة اسرائيل واستعادة زخم عملية السلام المتوقفة منذ ثلاث سنوات، عبر بوابة المفاوضات التقريبية (بالإنابة) ضمن إطار زمني واضح لتسوية قضايا الحل النهائي.

الشهر الماضي، قبل عبّاس على مضض مشاركة الفلسطينيين في هذه المفاوضات غير المباشرة، على أمل وقف الاستيطان وفتح الطريق أمام مفاوضات مباشرة. لكن إصرار نتنياهو على استمرار الاستيطان في القدس الشرقية خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة أحرج واشنطن وحلفاءها العرب.

عشية القمة العربية، قال الملك عبد الله الثاني في مقابلة مع رؤساء تحرير الصحف اليومية: "علينا التمسك بخيار السلام وفق الأسس والمرجعيات التي تضمن استعادة كل الحقوق العربية، خصوصا حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني".

ودعا الملك أيضا إلى "قراءة الموقف بدقة. فهنالك ضغط دولي متصاعد على الحكومة الإسرائيلية ورافض لمواقفها وسياساتها التي تقوّض جهود السلام". وما تريده الحكومة الإسرائيلية هو "إزالة هذا الضغط عبر استفزاز الفلسطينيين والعرب للانسحاب من الجهود السلمية حتى تقول للعالم إنهم لا يريدون السلام ولا يوجد شريك فلسطيني وعربي في المفاوضات". على ما يضيف، ليخلص إلى التنبيه: "يجب أن لا نسمح لإسرائيل بتحقيق هدفه، وعلينا التمسك بخيار السلام وفق الأسس والمرجعيات" الدولية.

لكن هذه المقاربة التي تعتمد على خليط من البراغماتية، النفس الطويل والحظ ستكون مكلفة على دول الاعتدال المحرجة أمام قواعدها الشعبية، والتي تشعر بخذلان من عجز أوباما وكبار مسؤوليه عن لي ذراع إسرائيل لوقف الاستيطان غير المشروع كحد أدنى.

فما هي مبررات هذه الليونة السياسية؟

ترى هذه الدول أن نتنياهو ارتكب سلسلة حماقات ضد إدارة أوباما خلال الأسبوعين الماضيين، بإصراره على استثناء القدس الشرقية من التوسع الاستيطاني، وإهانة أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، الذي زار الفلسطينيين بعد أن اتخذت اللجنة الرباعية الدولية في موسكو مواقف قوية ضد إسرائيل. ثم استغل نتنياهو خطابه أمام منظمة إيباك اليهودية في واشنطن للقول إن "القدس ليست مستوطنة، وإنما عاصمة دولة اسرائيل". ردّت عليه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بكلام قاس غير معهود من حليفة تقليدية بحجم أمريكا. ونبهّت إلى أن استمرار النزاع "لا يخدم مصالح الولايات المتحدة". قبل ذلك، اعتبر الجنرال ديفيد باتريوس قائد القوات المركزية الامريكية أن استمرار الوضع الحالي يهدّد "المصلحة القومية الأمريكية" ويهدد حياة الجنود الأمريكيين في مناطق النزاع بما فيها العراق وأفغانستان. في ذلك تأطير جديد للمؤسسة العسكرية والسياسية الأمريكية.

أوباما الذي كان يبدو حتى الأمس القريب ضعيفا في مواجهة كونغرس يسيطر عليه لوبي داعم لإسرائيل، مرّر قانون إصلاح الرعاية الصحية رغم الجهود الضخمة التي بذلها الجمهوريون لإجهاضه. هذا يوفّر للرئيس مدخلا مهم، بحسب ساسة أردنيين، عشية الاستعداد لمعركة الانتخابات النصفية في الكونغرس نهاية العام. دولي، يقترب أوباما من توقيع معاهدة جديدة في براغ الشهر المقبل تسمح بتخفيض الترسانة النووية الأمريكية والروسية.

لجنة "الرباعية الدولية"، قرّرت في بيان صيغ بعناية وتوازن وضع الطموحات الوطنية الفلسطينية والاسرائيلية على قدم المساواة، وأعطى القدس الشرقية مكانة قانونية في وجه محاولات إسرائيل لهضمها. كذلك وضع عمليا المرجعية المطلوبة فلسطينيا وعربيا للمحادثات التقاربية. ويبدو أن البيان دشّن دورا جديدا للرباعية - أمريك، روسي، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة- وأطرّ العملية التفاوضية بمهلة زمنية، كما تحدّث عن "مراقبة" وعن "خطوات اضافية" محفزّة تتخذها الرباعية لدى الضرورة.

بان كي مون، الذي يحضر قمّة سرت يتحرّك بتكليف من الرباعية لضمان تحقيق أهدافها الأربعة بما فيها: لا بديل عن حل الدولتين، وقف الإجراءات الإسرائيلية السلبية على الارض مثل الاستيطان ومواصلة حصار غزة.

قيادات الدول العربية تأمل في البناء على هذا الزخم في سرت وبعدها. لكن الرأي العام المحبط لا يشارك القيادات في متابعة مسرحية سراب السلام. فبرأيهم، وبرغم ما يعلنه الأمريكيون والأوروبيون، فإن إسرائيل لا تزال الجهة الأهم التي تحدّد مستقبل السلام. وثمّة رأي بأن القيادات تغش ذاتها وشعوبهما حين تجتر مبادرة السلام التي تجاوزها التاريخ كما تجاوز فقاعة سياسة التغيير التي حمل لواءها أوباما. فالسلام الذي "تهبه" إسرائيل ناقص في غياب ثلاث قضايا مفصلية; اللاجئين، القدس والحدود. فذلك سيفرز كيانا فلسطينيا بسيادة منقوصة سيحتاج لبناء روابط مع جهة ثالثة.

خروج الرئيس منتصرا من معركة "الرعاية الصحية" لا يعني أن الكونغرس سيقبل تمرير ما تصوّر على أنها معركة اوباما مع السلام. فما يحاول تحقيقه "غير قابل للحل، البلع أو الهضم". قد يكون الكونغرس الموالي لإسرائيل مرّر له نظام التأمين الصحي مقابل إجهاض السلام.

بعكس القراءة الرسمية الأكثر تفاؤل، يعتقد المشكّكون بأن الأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل وأمريكا لا تتعدّى زوبعة في فنجان، ذلك أن تركيز أمريكا يتمحور حول أمن إسرائيل وليس وقف بناء المستوطنات.

يقول سياسي أردني: "كل الكلام الذي يخرج من واشنطن بلا أنياب، لأنه لو كان نتنياهو يدرك قوة تأثير أمريكا لما تجرأ وقال كلامه الشهير في مؤتمر إيباك عشية قمة سرت". كل الأطراف بمن فيهم العرب يعلمون أن غالبية المستوطنات ستستثنى من أي تسوية مستقبلية، مقابل تبادل أراض. هذه المعادلة تفرّغ المبادرة العربية من أي مضمون. "إذن التحدي الحقيقي أمام دول الاعتدال هو أن إبقاء السلام على الورق يحمل تداعيات كارثية عليهم".

لإسرائيل أدوات سياسية تروج من خلالها استراتيجيتها وتفرضها على الأمريكيين. حتى الآن نجحت في تفريغ خطة أوباما من محتوياتها.

أمريكا والرباعية الدولية غير قادرين على وقف بلدوزر إسرائيل، اللاعب الأساسي في المنطقة، فيما تتقاسم إيران وتركيا بقية النفوذ.

خريطة تموضع أحجار الشطرنج تظهر أن سورية تبقى الرابح الأكبر. أما "المعتدلون" فلا أدوات بأيديهم لفرضها على المجتمع الدولي.

وإذا استمر "بيع الكلام" حول ضرورات إحياء مبادرة السلام العربية، تنعقد القمة على وقع نجاح إسرائيل في لفلفة ما تبقىّ من ملفات الحل النهائي.

فعدو العرب الأول والأخير هو إسرائيل. وعليهم في قمّة سرت أن يحدّدوا من هو العدو، من يدعمه؟ من هو الصديق وكيف نسانده؟ قد يكون من الأفضل وقف النظر إلى إيران كعدو وقبول تركيا كصديق، فربما يساعد ذلك على إنقاذ ما تبقىّ من ملفات السلام. ويبقى السؤال: هل سيقدر العرب على إسقاط استفزاز نتنياهو الأخير بأن القدس المحتلة ليست مستوطنة؟

في انتظار غودو على مسرح القمة؟.
rana.sabbagh@alarabalyawm.net
28/03/2010
عن جريدة العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :