facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السعود .. شخصية، حضور، جدل، وغفران!


د. صبري ربيحات
04-11-2020 02:14 PM

بداية اترحم على روح النائب السابق وابن بلدتي الذي عاش حياة مثيرة ورحل عن الدنيا رحيلا دراميا هز شعورنا وايقظ في نفس كل واحد منا اسئلة عميقة عن الكون والوجود والعمل والعلاقات والحياة، لروحك يا يحيى الرحمة ولشقيقك المرحوم عمر وتمنياتنا لنجليك محمد وعزالدين السلامة والشفاء، إنا لله وإنا اليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.

رحيل يحيى في هذا الظرف الذي تمر به الدنيا ووسط زوبعة الانتخابات وما حولها من جدل ومعاناة للناس. تحاول ان تنظر في الاوراق والملفات المختلطة اخذتني عبر التاريخ الى طفولتي لاجول في المنبت الذي بزغت منه بذرة يحيى وتتبع رحلته وقصته وكفاحه واحببت ان اشارك القراء علها تساعد في فهم شخصية الرجل الذي ملء الفضاء ضجيجا وأشغل الجميع فاحبه البعض وتوقف البعض عند باب شخصيته يصدقه تارة ويتردد تارة اخرى.

يحيى الذي ولد في الطفيلة 1965 وامضى معظم سنوات طفولته فيها قبل ان ترحل اسرته الى عمان ويلتحق بالعمل العام لبرهة ويسافر الى اليمن للتعليم الذي عاد ليستكمله في الاردن ويؤسس رابطة حي الطفايلة مع مجموعة من ابناء الحي ويقوده ذلك الى الترشح الى مجلس الامانة ويحصل على مقعد فيها فيواصل مسيرته في مجلس النواب ويصبح علما من اعلام الدائرة الثانية التي اصبحت مجالا حيويا لنشاطه بعد ان اجاد التخاطب مع اهلها واتقن التعبير عن الاوجاع والهموم التي تشغلهم.

الرحيل المفاجئ ليحيى السعود لم يصب اهله ومعارفه ومحبيه فقط بل اصاب الكثير ممن لم يرو الرجل الا على الشاشات فقد اسهمت الكريزما التي امتلكها وقدرته على اتقان فن الاعتذار في تعاطف الناس معه ومغفرتهم له وتناسي زلاته واخطاءه.

على الصعيد الشخصي اعرف يحيى منذ أن كان طفلا فأنا أكبره بسنوات وكان يأتي إلى القرية مع اخوته لزيارة جدته ام توفيق وبقينا نلتقي في المناسبات التي تعقد في حي الطفايلة وحول قضاياه، ومع انني من مدرسة سياسية مختلفة وقد لا التقي مع بعض ما كان يراه مهما الا انني اشعر بالفقد الكبير، فقدم يحيى الكثير من الخير لاهله وللمحتاجين في حي الطفايلة وكان طيب القلب عديم الحقد يغضب بشدة ويرضى بصدق. وبحق اقول انه انقى سريرة من العشرات الذين يتظاهرون بالصدق وهو منهم براء. لم يكن يحيى لئيما ولا متجبرا ولم يكن خجولا وقد كان مندفعا ايما اندفاع.

في عشرات اللقاءات التي تمت في الحي بغياب يحيى وحضوره كنت اقول ان يحيى ابن هذا الزمان يعرف مداخله ومخارجه وتسعفه الفوضى في الوصول الى ما يريد الوصول اليه ويمكنه من قضاء حاجات الناس. الخدمات التي قدمها يحيى للحي لا تحصى ولا تعد فقد تمكن بجرأته ومرونته من تشجيع الاهالي على دخول معترك العمل السياسي في المدينة وكان رائدا حتى اصبح من ابناء الحي ممثلين منتخبين عن اهم مناطق عمان في الامانة وبنسبة تصل الى 10% من المقاعد.

قبل دخول يحيى ما كان ذلك ليكوم ممكنا.

سيرة يحيى السعود وانجازاته ولون شخصيته ليست وليدة صدفة ولا حادثة عابرة فقد عاش حياة تتداخل احداثها تداخلا سيرياليا ما كان ليفضي الا لما الت اليه.

الحادثة التي لا يعرفها الكثير من الناس ان المرحوم يحي كان عام 1977 احد الاطفال الذين يرقدون على أسرة الشفاء في مستشفى الطفيلة يوم وجه النداء عبر البث المباشر إلى الحكومة للاطلاع على الخدمات السيئة في المستشفى وقد حضرت جلالة الملكة علياء ومعها محمد البشير وزير الصحة ومهند الخص والطيار ظاظا وقد وقفت الملكة يومها على حالة يحيى وتلقت الشكر من والده ورحلت جلالتها في طريق العودة من الطفيلة كما رحل يحيى.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :