facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فاسدون ضد الفساد


رولا نصراوين
29-11-2020 01:41 PM

أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة كما يقول مارتن لوثر كينغ، ونحن (ولا أعمم هنا) مع الأسف من أُولَئِكَ الذين قرروا أن يبقوا على الحياد في كثير من معارك الفساد في هذا البلد العظيم.

بالحقيقة، لا يحق لنا كمواطنين النوح والعويل على الفساد طالما نساهم فيه (عن قصد أو بغير قصد)، نحن فاسدون بامتياز! فمنظومة الفساد لدينا ما عادت حكراً فقط على فئة معينة من المتنفذين وأصحاب المصالح والمرتزقة وإنما تعدى ذلك نحو الشعب، نعم، الشعب بأغلبيته فاسد وفاسد جداً، شعبٌ ينتمي فقط لمصلحته الشخصية واهتماماته المادية في زمن اختلت فيه الموازين والمعايير الأخلاقية.

عندما بدأت جائحة الكورونا ظهر الفساد فينا باستيحاء؛ فكان أغلب المواطنين يرتدون الكِمامة على ذقونهم ويرفعونها فقط عندما يرون جلاديهم في الأماكن العامة أو أماكن العمل، بغض النظر طبعا عن ممارسة التلكؤ المعتادة بنظرية المؤامرة التي بات الجميع يتكلم بها وكأن الوباء جاء فقط عقاباً لشعوبنا العربية!

ومع دخول العرس الديمقراطي الوطني وامتحان الانتخابات النيابية؛ سقط القناع عن الغالبية العظمى من الشعب، ذلك أن فئة منه قررت ألا تنتخب واكتشفنا بعد ذلك أنها فعلت حسناً، وفئة أخرى توجهت بصمت لصناديق الاقتراع بكل مسؤولية والتزام.

أما الفئة المتبقية فحدث ولا حرج؛ مارست عُرسها الوطني الديمقراطي بأكمل وجه واستخدمت حقها الشرعي بالانتخاب بأبشع أنواع الاغتصاب الجماعي؛ فكانت التجمعات والاحتفالات وإطلاق العيارات النارية بشتى أشكالها وأنواعها، وللناظر أن يتخيل التكلفة المالية لكمية الأسلحة المستخدمة التي أشعلت سماء الوطن تلك الليلة رغم الفقر والعوز، رغم البطالة وقِلة الموارد ورغم التباكي المستمر على ظروف هذه المدن الأقل حظا.

ليلة لم تكن من ليالي ألف ليلة وليلة وإنما كانت من ليالي الأردن الحزينة التي خرقت بها هذه الفئة غير المسؤولة سيادة القانون واستهانت بأوامر الدفاع واستباحت بالتجمعات صحة الوطن وعافيته!

بصراحة وبكل شفافية (رغم أن الشفافية فقدت شفافيتها منذ زمن بعيد!) نحن نعيش حالة من ازدواجية الشخصية مع حكوماتنا ومع أنفسنا، ومشكلتنا الكبرى تكمن في نقص الإخلاص وهو السبب المزمن لهذه الحالة العبثية من الخسران الدائم.

إننا اليوم نقف في منتصف الطريق، في مرحلة تصدر بها شعار الأردن أولا قائمة الدول الأكثر تضرراً بالكوفيد_19 على مستوى العالم مع الأسف، لذلك، لا يجب علينا التعويل على وعي الشعب ولا على من يدير الأزمة؛ فالتجربة أسقطت الجميع في الامتحان، لذلك ومن واجب عدم الوقوف على الحياد في معركتنا الأخلاقية من أجل الوطن، علينا أن نضع الأردن نصب أعيننا أولاً وأن نراه بعين ضميرنا، أن نعمل منه وفيه ولأجله لخلق بيئة مناسبة لأبنائنا وللأجيال القادمة، علينا الاستمرار بفكر المقاومة، مقاومة الفساد، مقاومة الوباء، مقاومة المرتزقة، مقاومة الأيدي الملوثة العابثة بقوتنا وصحتنا ومستقبلنا..

الأردن أمانة في رقابنا وحدقة من حدقات عيوننا؛ فكيف يستقيم النظر دون توازن ووضوح بالرؤية!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :