facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جمهورية الموز ومملكة التفاح 1/2


د. حازم قشوع
23-01-2021 12:11 AM

جمهوريات الموز هو مصطلح سياسي واقتصادي وليس مصطلحا مجازيا فحسب مبني على فاكهة الموز ومغزاها، هذا لان اصل حكاية جمهورية الموز جاءت مع دخول الموز الى الولايات المتحدة سنة 1870عن طريق تاجر تجاوزت ارباحه منها 1000%، لكن فاكهة الموز لاتنمو في امريكا بحكم طقسها البارد فذهب المزارعون والتجار، لزارعتها في هندوراس في جنوب القارة الامريكية وذلك في القرن التاسع عشر، حيث سيطرت ثلاث شركات امريكية على زراعة الموز في هندوراس كانت قد ذهبت من اجل الموز وتصنيع زراعته وما لبثت الا ان سيطرت على خطوط النقل والسكة الحديد اللازمة للتصدير، ومن بين هذه الشركات الشركة المتحدة التي كانت تعرف باسم الاخطبوط بسبب قوة نفوذها وهيمنتها على الاقتصاد في هندوراس.

وفي تلك الفترة بدأ (او هنري) رحلته الى هندوراس والف كتابا اطلق عليه (الملفوف والملوك) حيث وصف فيه بدقة طبيعة الحياة وكيفيتها والوسائل التي تستخدمها الشركات في ضبط الايقاع حيث استخدم هذا الكاتب في كتابه هذا لاول مرة مصطلح (جمهوريات الموز )عندما وصف الاليات والوسائل التي استخدمتها الشركات الامريكية من السيطرة على جواتيملا وكوستاريكا ونيكاراجوا وكوستاريكا وبنما وبليز وهندوراس، من خلال الموز، ومن اجل الموز على اعتبار نقله واستخداماته المتنوعة وسياساته اللازمة والبنية التحية الضرورية لانماء الموز ونمائه.....!!، على الرغم ان مآربها لم تكن من اجل الموز فحسب،

وفي عام 1911 قامت شركة ( ذا فروت الأمريكية ) بتوفير الاسلحة اللازمة للاطاحة بالرئيس ( ميكيل دافيلا) الرئيس القوي في هندوراس لكونة قام بمنح شركة منافسة اسمها (فاكارو برذرز ) مشروع خط سكة الحديد دون غيرها، وهو ما جعل من نفوذ الشركات يسيطر على الاقتصاد باكملة كما يقوم بحكم النفوذ من السيطرة على السياسات والترتيبات الداخلية وحتى العلاقات الخارجية وكانت هندوراس تعتبر نموذجا لجمهورية الموز التي مازال يتداول معناها السياسيون بمعنى سيطرة نفوذ الشركات او راسمال على السياسة الاقتصاد كما على السياسية العامة،وهو ذات المصطلح الذي استخدمه جورج بوش الابن، عندما وصف سياسات ترامب اثناء احداث الكابيتول انة يتعامل مع امريكا وكانه يحكم جمهورية الموز بعدما أدخل اتباعه للحرم الديموقراطي بالكونجرس في واشنطن حيث اعتبر ان هذه السياسات تصلح في جمهورية الموز ولا تصلح لبيت القرار الامريكي.

صحيح ان مصطلح جمهورية الموز يعبر عن حالة سياسية متدنية. نتيجة حكم نفوذ الشركات لكن ما هو صحيح ايضا ان الشركات هذه، عندما غادرت لم تاخذ التكنولوجيا معها لاسيما ما يتعلق منها بالصناعة الزراعية، وهذا ما جعل معدلات النمو في هذة البلدان تكون متسارعة، وهذا ما بينه رؤساء البرلمات والحكومات عندما التقيتهم في مؤتمر كرس مونتاتا على متن اليخت الذي كان ما بين مدينة الداخلة في الصحراء المغربية وكازابلاكا، ولقد اكدوا ان معدلات النمو في بلدانهم في تسارع مستمر نتيجة توطينهم للتكنولوجيا المعرفية الخاصة بالصناعة الزراعية واستخدامه لذات المسارات المعرفية في التجارة.

فالشركات المنتجة كما المؤسسات الخدماتية اصبحت جزءا اساسا من عجلة الاقتصاد لهذة المجتمعات، والشركات اصبحت تقوم بدور الحماية الذاتية نتيجة الاستثمارات الخارجية وهذا ما يمكن مشاهدته في نماذج البرازيل والارجنتين والمكسيك التي اخذت تشكل نموذجا تنمويا صاعدا ومازلت فنزويلا تقاوم على السيادة الوطنية للالتحاق بركب المجتمعات التي سبقتها في امريكا اللاتينة.

وهذا يدل ان جمهويات الموز لم تعد تدار برموت من قبل الشركات في ظل زيادة معدلات النمو طيلة فترة الاستثمار كما ان المجتمعات التي تمتلك هامشا من الديموقراطية قادرة على اعادة توزيع الثروات بما يسمح لها باعادة بناء القوام الداخلي، للانتقال بالمجتمع من دور الوظيفي اما بشكل مباشر او غير مباشر الى منزلة الاقتصاد الانتاجي، القادر على فرض الايقاع السياسي الى حد ما، وهو ذات الايقاع الاقتصادي الذي يعبر عن الذات، فان مسالة توطين الاستثمار مسالة مهمة في البعد الاستراتيجي لكنها بحاجة الى رزم ضريبية وتحديد بوصلة الاتجاهات التنموية لتحقيق مناخات جاذبة للاستثمار، وهذا ما يمكن اضافته للاستراتيجية المئوية القادمة للدولة الاردنية.

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :