facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رحلة الحب والجمال والمعرفة .. والإرادة الصلبة


حسين دعسة
31-01-2021 09:24 AM

كانت عمان على موعد مع آخر أيام كانون الثاني، ففي تمام الدقيقة السابعة والعشرين،بعد الساعة الخامسة من صباح يوم الثلاثاء الموافق للثلاثين من كانون الثاني للعام 1962، أطلّ فجر آخر على المملكة الأردنية الهاشمية بميلاد الأمير عبدالله،الملك الهاشمي ملك الاردن ووارث العترة النبوية الشريفة من آل هاشم الاشراف الكرام.

..ما بين ذاك الفجر الندي، وتلك القطرات من مطر الصباح، انتشرت البشرى وعمت المملكة بشائر عز موصول امتد مع امتداد صاحب الجلالة، امتداد الحكمة والقيادة والجمال، فتتجدد الارادة وتصلنا بالرضا والسعادة الى يومنا هذا، فنحن من يحتفي بسيد البلاد وملكها المعزز شامخا، مهيبا، يناصر المحبة ومعه نرنو الى صفاء الاعوام،على مشارف الارض التي أحبها أبا عن جد.

..انه العيد التاسع والخمسون لميلاد الحفيد الحادي والأربعين لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،الملك عبدالله الثاني؛ الابن الأكبر للمغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه وسمو الأميرة منى الحسين.

منذ تسلم جلالته سلطاته الدستورية، ملكاً للمملكة الأردنية الهاشمية، في السابع من شهر شباط عام 1999، ليعلن بقسمِه أمام مجلس الأمة العهد الرابع للمملكة، عهدا متواصلاً مع اثر دائم لبناة الاردن الرجال الرجال، التي كان تأسيسها قبل مئة عام على يد جلالة الملك عبدالله الأول ابن الحسين بن علي، ثم صاغ دستورها جده جلالة الملك طلال، وبنى المملكة ووطّد أركانها والده جلالة الملك الحسين، طيب الله ثراهم، و ملكنا الاب هو هو يسمو ويقود البلاد نحو مشارف العز والمجد بعزم وقيادة تصل الليل بالنهار.

تتجمل الدنيا، تأسرك عمان بماء يغسلها ويجعل الارض حبلى بالازاهير والعشب اليانع،انها امطار الخير،تحاول ان تمس تعب أزمات ووقائع لم تمنعنا من اعلان الحب لملكنا الهاشمي، ففي ظلال رؤيته يرانا العالم ودول اخرى تمطر عليها ذات السحب في كوانين، لكنها سحب ومزن يتزامن مددها وهطلها مع احتفالنا بعيد ميلاد الملك، وقطعا ليس اي ملك كملكنا الهاشمي الميسور بالحب والحكمة والارادة فعلى ارادته خرجت البلاد من جوائح تزف العالم، وكنا في الاردن، نديرها ازمة الى ان تفتتت، وهي ايقونة هاشمية،نحتفي بها بكل عز وامن وكرامة، تتوافق بعون الله مع بدايات احتفالات المملكة الارض والانسان بدخول المئوية الثانية للدولة الأردنية وذكرى النهضة على مدى القرن الماضي المليء بوقائع وإشارات وتنبيهات وأزمات ومنجزات مصيرية في كل مقاييس التراث البشري.

لعل من فيض الرحمن أن تكون مئة عام من اسطورة شرعية مشروعة ومحكمة جاد بها خير وعزم مئة عام من الحب والجمال (1921-2021)،تزامن يأتي محملاً برائحة عشب البلد الشيح والقيصوم والبلسم والريحان وزهرة اللويبدة وذاك القمح الذي ينشأ من ارض حبلى بالحكايات عن اعياد القائد، المطرزة مع أعياد الوطن، تزهر بالجمال وبها الملك الهاشمي المنافح عن الحق والعدل والصابر،العزيز في أردن الخير والنشامى.

نسب شريف أصيل

..يزنر المجد ميثاق العهد والتشريف الملكي، نسب شريف اصيل منذ شاءت اقدار البلاد ان يكون مولد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في عمان، عاصمة للتآخي والتعاون والمحبة وموئلا لكل محتاج ومهاجر، ليكون النطق السامي ذو النسب الاصيل، هو الابن الأكبر للملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه والأميرة منى الحسين. ولجلالته أربعة إخوة وست أخوات، يجمعهم مجد عتيد وتراب عزيز، وملك تمتد يده في مواطن الخير والجمال فتزهر بحماية من المولى سبحانه وتعالى وجيش اردني عربي مصطفوي، ليتناثر زهو الاردنيين النشامى.

تولى جلالته في هذا التاريخ مسؤولياته تجاه شعبه، الذي اعتبره عائلته، موائما بين حماسة وحيوية الشباب المتكئ على العلم والثقافة، وبين الحكمة التي صقلتها الخبرات الموروثة.

الهاشميون..ملوك صناعة الدولة الدولة

..على هدى الصفحات الملكية، نقرأ قصة الملوك الهواشم من آل البيت، حينما قاد الهاشميون حركة النهضة العربية الحديثة من أجل الاستقلال والسيادة العربية، وكانت البداية بإطلاق رصاصة الثورة العربية الكبرى في 10 حزيران 1916، لتبدأ مسيرة الاستقلال وبناء الدولة العربية، بعد أكثر من أربعة قرون من التغييب والاستلاب خلال فترة الحكم العثماني.

تلك الحركة لا تنفصل عن حركة الوعي العربي، التي أخذت تنمو وتتّسع آفاقها مع ازدياد نشاط الأحرار العرب، الذين انتظموا في جمعيات استقلالية، وكان معهم الأمير فيصل بن الحسين، الذي كان حلقة الوصل بين العرب ووالده الشريف الحسين بن علي أمير مكة، الذي أراده العرب أن يكون قائدا لحركة النهضة والثورة؛ لمكانته الدينية والشرعية والتاريخية، ولأنه أراد للعرب الاستقلال والحرية منذ نهاية القرن التاسع عشر، فكان مصيره النفي الأول إلى إسطنبول عام 1893، وليمكث فيها إلى أن عاد أميراً على مكة المكرمة عام 1908.

السلالة والشرعية الدينية والتاريخية

يُعتبر قُصي بن كِلاب باني ومؤسس مجد بني هاشم من قريش، فكان للهاشميين شرف إدارة الحج، وعلى عاتقهم تقع أعمال الرفادة والسقاية والحجابة، ويظهر أن نزعة الاستقلال كانت موجودة لديهم، من خلال ريادتهم وقيادتهم السياسية والاجتماعية، فأسسوا أول مكان للانتداء والاجتماع والتشاور، وهو دار الندوة، وكانوا يعقدون مجلسهم (مجلس الملأ الذي يضم زعماء قريش من ذوي الحكمة والخبرة والرأي) لمناقشة الشؤون العامة، وقسّموا مكة إلى أرباع، وكانت هذه البداية مع نظام الدولة الذي عرفه بنو هاشم، وأرادوا تنظيم شؤون الناس على أساس العدل والمساواة، مثلما كان تأسيس الهاشميين لحلف الفضول الذي قاده بنو عبد مناف، وكان يهدف إلى توفير الأمن والاستقرار لمواكب الحج قبل الإسلام، ودفع الأذى عن الناس وتحقيق العدالة.

ظلّ حلف الفضول قيمة أساسية في مجتمع مكة، بوصفه أنموذجا للعمل الاجتماعي الإنساني، وقد شهد الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- الحلف في شبابه. وكان اجتماع الناس لأجله في دار عبدالله بن جدعان، وظلّ الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «لقد شهدتُ في دار عبدالله بن جدعان حلفاً لو دُعيتُ إليه في الإسلام لأجبت.. تحالفوا أن يردوا الفضول على أهلها، وأن لا يعزّ – يغلب – ظالمٌ مظلوماً».

هكذا كانت قريش، وروادها من بني هاشم، وما يزالون، وما سيرة التاريخ وحوادثه وحقائقه إلا شواهد على تلك النزعة والقيمة الإنسانية التي رافقت مسيرتهم حتى اليوم، التي تتمثّل بإدراكهم العميق لقيمة إنسانية عالية الشأن، وهي قيمة الحرية المسؤولة، وقيمة المجتمع المستقل والدولة ذات السيادة، وهذه بمجموعها من القيم التي يؤكدها الإسلام على الدوام.

احتفظ بنو هاشم بريادة السلالة القرشية، وظلّوا يمثِّلون طليعة المجتمع في مكة والمدينة، باعتبارهم صفوة أخلاقية وفكرية وأهل الإدارة السياسية، وقد حظيوا بتقدير واحترام زوار البيت الحرام، وكان لرحلتَي الشتاء والصيف أطيب الأثر في أن عرف الناس في الحجاز ومصر واليمن والشام وغيرها، مكانة الهاشميين ومنزلتهم التاريخية والدينية.

كان هاشم، جدّ الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، أوسط الناس داراً في مكة وأعلاهم قدراً، وكان يهشم الثريد ويطعم الجوعى، وفي ذلك قال شاعرهم:

عمرو الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون سوانف

ومن هنا لُقِّب بهاشم، أي هاشم الثريد، وغلب ذلك على اسمه. وتنقّل بين البلاد حمّال أسفار جوّاب آفاق، حتى إذا ما ارتحل إلى غزّة وافته المنية فيها، لتحمل اسمه في ما بعد حتى اليوم، وقبره فيها شاهد على التاريخ، وقد بنى الغزيّون مسجدا كبيرا عليه قائما إلى يومنا هذا.

رسالة الإسلام والسلام

جلالة الملك عبدالله الثاني وارث الشرعية الدينية، ابا عن جد، مؤمن بربط رسالة ومبادئ السلام بصدق رسالة الإسلام، ويعبر عن ذلك برعايته للفكر الإسلامي البناء والمستنير، وبحرصه على اجتماع علماء المسلمين وتقارب وجهات نظرهم، في سبيل تعميم ثقافة وسطية تجمع المسلمين والمؤمنين ولا تفرقهم، وهو في هذا التوجه يؤكد التزامه بالدفاع عن الإسلام كأحد واجباته ومهامه كعربي هاشمي واعٍ لخطورة ما ينال الإسلام من وتجريح وتشويه، بسبب موجات الطائفية والتطرف والانغلاق، التي باتت تشكل خطرا على العالم بأسره، وهو في المحافل الدولية كلها، يشدد على أن: «على المسلمين في هذه الأيام أن يجاهروا بجرأة دفاعا عن إسلام معتدل: إسلام يعزز قدسية الحياة الإنسانية، يصل إلى المضطهدين، يخدم الرجل والمرأة على حد سواء، ويؤكد على أخوة الجنس البشري بأكمله، وهو الإسلام الحقيقي الذي دعا إليه رسولنا الكريم، وهو الإسلام الذي يسعى الإرهابيون إلى تدميره».

رحلة الحب والجمال والمعرفة

..يحيط بنا، والرأي وكل صحف واعلام الاردن والعالم، تلك المبادرات والسنوات التي اشتعلت، واطلقت الحب والجمال والمعرفة لقد كانت مراحل حياة جلالته، منذ ميلاده في عمان، سجلا معرفيا راكم لديه وعيا وثقافة ومعرفة جعلت من سيرته نموذجا لطالب المعرفة من مصادرها، مع إدراك حقيقي لأهمية التواصل الحضاري بين مختلف الشعوب، وإصرار على امتلاك خبرة نوعية معززة بتعليم مدني وعسكري في آن واحد.

بدأت رحلة جلالة الملك التعليمية من الكلية العلمية الإسلامية في عمان عام 1966م، وأكمل جلالته دراسته في أكاديمية ديرفيلد في الولايات المتحدة الاميركية، وفي جامعة جورج تاون في العاصمة الأميركية واشنطن.

وقد أضاف على الدراسة الأكاديمية خبرات عسكرية متنوعة في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، تدرج بعدها في درب الجندية، بعد تخرجه من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، حيث بدأ في الجيش العربي قائدا لسرية في كتيبة الدبابات الملكية/17، عام 1989م، وبقي في صفوف العسكرية حتى أصبح قائداً للقوات الخاصة الملكية عام 1994م، برتبة عميد، وأعاد تنظيم هذه القوات وفق أحدث المعايير العسكرية الدولية.

إن هذه النوعية المتميزة من التعليم التي حظي بها جلالة الملك عبدالله الثاني، شكلت لديه الدافع القوي لتمكين أبناء وبنات شعبه من الحصول على تعليم متقدم وحديث، وقد عبر عن هذا بقوله: «طموحي هو أن يحظى كل أردني بأفضل نوعية من التعليم، فالإنسان الأردني ميزته الإبداع، وطريق الإبداع تبدأ بالتعليم».

الاستثمار في الإنسان

ثروة المملكة الحقيقية هي الإنسان الأردني،. وفي البلد ايمان راسخ بأن جلالة الملك عبدالله الثاني، يؤمن كما آمن والده المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، بأن الاستثمار في الإنسان هو أفضل استثمار في بلد مثل الأردن يعاني من شحّ الموارد والمصادر الطبيعية.

وانطلاقاً من هذه القناعة، بدأ جلالته، ومنذ اليوم الأول لتسلم سلطاته الدستورية عام 1999، مرحلة جديدة في إدارة الدولة، وقيادة مسيرة التنمية الشاملة، التي تتطلب اتخاذ خطوات كبيرة وعديدة، من أجل التحديث والتطوير والتغيير. ولأن الإنسان هو العامل الرئيسي في عملية التنمية، وهو هدفها ووسيلتها، فقد أكد جلالته ضرورة تمكين المواطن الأردني من خلال إعادة النظر في برامج ومناهج التعليم في مختلف مراحله ومستوياته، ووضع برامج التأهيل والتدريب، التي تؤهل المواطن للمنافسة في سوق العمل، والإفادة من ثورة المعلومات والتكنولوجيا التي تميز هذا العصر.

والمملكة الاردنية الهاشمية، ميراث وارث رسالة الثورة العربية الكبرى، ولذلك يجب أن يظل الأكثر انتماء لأمتيه العربية والإسلامية، والأكثر حرصاً على القيام بواجبه تجاه قضايا الأمتين، وتطلعات أبنائها المستقبلية. وعلى رأس هذه القضايا، القضية الفلسطينية. ومن هنا فقد سار جلالته على طريق والده وأجداده في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، والوقوف إلى جانبهم بكل ما للأردن من إمكانيات وعلاقات مع العالم.

كما استمر جلالته في العمل من أجل توحيد الصف العربي وتعزيز علاقات الأردن بأشقائه العرب، وبمختلف الدول الصديقة في أرجاء العالم.

أما على الصعيد الداخلي، فإن جلالته يعطي أولوية قصوى لتعزيز مسيرة الأردن الإصلاحية والديمقراطية في مختلف المجالات، وحماية التعددية الفكرية والسياسية، وتشجيع الأحزاب البرامجية، واحترام كرامة الإنسان وحرياته في التفكير والتعبير والعمل السياسي.

كتاب فرصتنا الأخيرة:..والسعي نحو السلام في وقت الخطر

..وضع الملك بحكمته وقيادته كتابا سياسيا فكريا ضخماً ،قام بتأليفه، ونشر باللغتين العربية والإنجليزية، يستعرض فيه جلالته مذكراته ويوثق من خلالها أهم الأحداث والمحطات، كما يعرض فيه جلالته رؤيته لحل الصراع العربي-الإسرائيلي.

صدر الكتاب باللغة العربية عن دار الساقي في عام 2011، كما صدر باللغة الإنجليزية عن فايكينج برس في العام نفسه.

لقد سعى الأردن باستمرار لاختراق حاجز النار بالسلام والاعتدال، وسط حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. ولعل مقولة إن الأردن «بيت هادئ في حي مضطرب» تمثل إسقاطاً تاريخياً واقعياً لمثل هذه الحالة.

ومنذ صارت فلسطين قضيةً، لازَمَها الأردن أملاً وألماً، فكان أول من دفع الثمنَ بدمٍ الشهيد المؤسس الملك عبدالله (الأول) طيب الله ثراه في باحة المسجد الأقصى المبارك، ليزكي ذلك الرباط الذي ما انفصم يوماً، ولجيشه العربي على أرضها ألفُ شاهد وشاهد، وليس انتهاءً بمعركة السلام التي خاضها بحكمة واقتدار المغفور له بإذن الله جلالةُ الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه لتثبيت الحق والعدالة.

وكرّس جلالته الجزء الأكبر من جهوده واتصالاته لحمل القضية الفلسطينية إلى جميع المحافل الدولية، لاقتناعه بأنّ الهمّ الفلسطيني هو همٌّ أردني، وبأنّ قضية فلسطين هي قضية الشعب الأردني مثلما هي قضية الشعب الفلسطيني، وبأنّ مستقبل المنطقة واستقرارها وأمن شعوبها مرتبط بحلّ الدولتين الذي يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة على الأرض الفلسطينية.

وقد أكد جلالته مراراً أن الأولوية ستبقى للدفاع عن الحق الفلسطيني، وتمهيد الطريق إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية، وبما يضمن الحقوق الفلسطينية الراسخة في القدس، وحق عودة اللاجئين، والسيادة الكاملة للدولة الفلسطينية.

وأعاد جلالة الملك القضية الفلسطينية إلى مركز دائرة الضوء العالمي بخطاب تاريخي ألقاه في مبنى الكونجرس أمام الجلسة المشتركة لمجلسي النواب والشيوخ الأميركيين في 7 آذار 2007، وحظي باهتمام عالمي، لما تمتع به من عقلانية ورؤية.

وبالرغم من أن جلالته يرى أن قضية فلسطين هي القضية المركزية، وهي مفتاح السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، إلا أنه لم يُغفل لحظةً واجبه تجاه قضايا المنطقة العربية وخاصة البلدان التي ترزح تحت وطأة أوضاع مشتعلة.

وفي مجالات أخرى، حافظ جلالة الملك على انفتاح الأردن نحو جيرانه وأصدقائه، وتصدّر الدعوة إلى ضرورة الوقوف بحزم في وجه التطرف والإرهاب، ووقّع الأردن، منذ عام 1999، العديد من معاهدات التصدّي للإرهاب الدولي، وهو يقوم بدور مهم في حل النزاعات على المستوى الدولي، ويشارك بنشاط في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ففي كل عام ينضم مئات العسكريين الأردنيين إلى القوات الدولية للقيام بالمهمات الموكولة لها في حفظ السلام في البقاع المضطربة، وفي الاستجابة لدعوات معالجة الأزمات الإنسانية، وفي توفير المساعدات الطارئة لدى حدوث الكوارث الطبيعية.

النمو السياسي شريك حيويّ للنمو الاقتصادي

يتفاعل جلالة الملك مع مفاهيم تعزز التواصل مع المجتمع الاردني، يحاور ويجدد الالتقاء بكل شرائح المجتمع ويدعم الحب بالجمال والقوة وتعزيز الامن والامان،ويرى الملك ان قاعدة الاصلاح والتنمية تنطلق من وعي: «النمو السياسي شريك حيويّ للنمو الاقتصادي»، فإن رؤية جلالة الملك لبناء الأردن الحديث تنطلق من ثوابت راسخة، فالأردن عربي الهوى والانتماء، وصاحب رسالة وشرعية تاريخية ودينية، يوفر لأبنائه وبناته فرص الحياة الكريمة في مناخ من الحرية والديمقراطية التي تمكّن كلٍّ منهم من المشاركة في صنع القرارات التي تؤثر في حياته ومستقبل أبنائه.

وتقوم رؤية جلالة الملك للإعلام على مرتكزات أساسية، هي: أن يكون إعلاماً صادقاً ومسؤولاً، ديمقراطياً ومهنياً، يجسد التغيير بكل فاعلية وشجاعة ويُبرز دور الأردن إقليمياً ودولياً.

كما تجلّى دعم جلالة الملك للثقافة عندما أمر جلالته بإنشاء صندوق مستقل لدعم الحركة الثقافية والنشر والإبداع، ورفع مستوى الخدمة الثقافية، والحفاظ على الآثار والمعالم التاريخية وصيانتها، وإنشاء المتاحف، وحماية المخطوطات القديمة وترميمها.

ومن منطلق سعي جلالة الملك لتحقيق مبدأ «العدل أساس الملك» تشكلت اللجنة الملكية لتطوير الجهاز القضائي وتعزيز سيادة القانون وسط قناعة ملكية بأن «لا تنمية سياسية وإدارية وتعليمية واقتصادية من دون إصلاحات جذرية» تشمل جميع محاور عملية التقاضي.

ولتحقيق التنمية بمفهومها الشمولي، أولى جلالته عناية خاصة لتأسيس العديد من صناديق الدعم، وفي مقدمتها صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية الذي يستهدف زيادة الإنتاجية الاقتصادية والاجتماعية من خلال تأسيس مشاريع تنموية إنتاجية في مناطق المملكة.

ولأن تحقيق التنمية يحتاج إلى تضافر جهود المؤسسات الوطنية في القطاعين العام والخاص، سعت رؤية جلالة الملك إلى تحفيز هذه المؤسسات من خلال إطلاق عدد من الجوائز، التي تمثلت في: جائزة الملك عبدالله الثاني لتميز الأداء الحكومي والشفافية، وجائزة الملك عبدالله الثاني للتميز لجمعيات الأعمال، وجائزة الملك عبدالله الثاني للتميز-القطاع الخاص، وجائزة الملك عبدالله الثاني للّياقة البدنية.

أما الشباب، فتستند رؤية جلالة الملك إلى أهمية مشاركتهم والتواصل معهم وتنمية قدراتهم ورعايتهم وترسيخ جذور الثقة لديهم، وانطلاقاً من أن هذا ركيزةٌ أساسية لبناء الأردن الحديث، أطلق جلالته مجموعة من المبادرات الرامية إلى تعزيز دور الشباب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بدءاً بالاستثمار في تعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم، وحثّهم على التفكير والتحليل والإبداع والتميّز، مروراً بتوفير البيئة المناسبة لمشاركتهم في العمل والبناء، وانتهاء بتعزيز انتمائهم الوطني وممارسة دورهم الفاعل والجادّ في الحياة العامة.

وأولى جلالة الملك عناية خاصة لتوفير فرص العمل للأردنيين، والتركيز على مشروعات التدريب والتأهيل للحد من البطالة، وذلك ضمن جهوده لإحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فكان المجلسُ الوطني للتدريب المهني ثمرة اهتمام جلالته بهذا المجال. وبدأ المجلس عمله بخطة طموحة هدفها تأهيل الآلاف من الشباب الأردني وتدريبهم تمهيداً لإدخالهم سوق العمل.

وحرصت رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني على جعل الأردن بوابة للمنطقة في مجالي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتجارة الالكترونية، وتحويل الأردن إلى مجتمع معلوماتي يتمتع بكل ما يتطلبه الاقتصاد المعرفي العالمي من إمكانيات وقدرات.

ولتحقيق هذه الرؤية، أطلق جلالته مشروع «تطوير التعليم نحو الاقتصاد المعرفي» للارتقاء بمستوى النظام التعليمي في المملكة ومواكبة المتطلبات والاحتياجات المحلية والإقليمية والدولية.

عيدنا وتاج المعالي

اهتمّ جلالة الملك عبدالله الثاني بتثوير وبتحسين مستوى خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين، وأوعز خلال ما تعرض له العالم من تفش لوباء كورونا بضرورة العمل بكل البروتوكولات الصحية وبناء المستشفيات وتعزيز قدرة الجيش الابيض وتوسيع مظلة التأمين الصحي لتشمل شرائح أوسع من المجتمع.

..سيدي يا صاحب مجد كل عيد، بك نمت كل هذه المرابع وبها نفديك،فأنت عيدنا وتاج المعالي ومنك هديتنا في اردن الامن والسلام وتلك الدحنونة الرقيقة وسياج من سوسنة نادرة تنبت الى جوار البلسم وعطر الاردن الارض والانسان.

تعزيز الحوار الوطني

المتجول في السيرة الهاشمية ينتبه الى ان جلالة الملك ومنذ أن تسلم سلطاته الدستورية في عام 1999، أرسى رؤية واضحة للإصلاح الشامل ومستقبل الديمقراطية في الأردن. ومن خلال سلسلة من الأوراق النقاشية يسعى جلالة الملك إلى تحفيز حوار وطني حول مسيرة الإصلاح وعملية التحول الديموقراطي التي يمر بها الأردن، بهدف بناء التوافق، وتعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار، وإدامة الزخم البناء حول عملية الإصلاح.

..ونجد في مفاصلها :

-الورقة النقاشية الأولى

مسيرتنا نحو بناء الديمقراطية المتجددة

-الورقة النقاشية الثانية

تطوير نظامنا الديمقراطي لخدمة جميع الأردنيين

-الورقة النقاشية الثالثة

أدوار تنتظرنا لنجاح ديمقراطيتنا المتجددة

-الورقة النقاشية الرابعة

نحو تمكين ديمقراطي ومواطنة فاعلة

-الورقة النقاشية الخامسة

تعميق التحول الديمقراطي: الأهداف، والمنجزات، والأعراف السياسية

-الورقة النقاشية السادسة

سيادة القانون أساس الدولة المدنية

-الورقة النقاشية السابعة

بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :