عمون - قدر اختصاصيو الغدد الصم والسكري أن نصف الأردنيين الذين تزيد أعمارهم على خمسين عاما مصابون بمرض السكري والسكري الكامن. وأن 15 % من سكان المملكة لديهم استعداد للإصابة بـ"السكري الكامن" في بلد قدر عالميا انه من بين الدول العشر الأولى بالإصابة بالمرض، وينفق سنويا ما يقارب 600 مليون دينار أردني على علاجه.

وطالب الاختصاصيون خلال مؤتمر صحافي عقد الأربعاء لإطلاق فعاليات أربع مؤتمرات طبية أردنية وعربية وأميركية بالعمل "بشكل جاد على إعداد استراتيجية وطنية لمكافحة السكري والسمنة عقب دراسات وطنية كشفت أن حجم مشكلة انتشار الأمراض المزمنة في الأردن باتت تشكل وباء مخيفا بين المواطنين".

يشار إلى أن أحدث دراسة وطنية للمركز الوطني للسكري والغدد الصم أكدت أن 30 % من الأردنيين مصابون بالسكري. وأن 70 % من الوفيات سببها السكري ومتلازماته، إضافة إلى أن لدى 30 % من المواطنين توتر شرياني. فيما يعاني 50 % من اختلاط دهون، و82 % لديهم سمنة مفرطة.

وقال رئيس المؤتمر الدكتور عبدالكريم الخوالدة، خلال المؤتمر، الذي تنظمه الجمعية الأردنية لاختصاصي الغدد الصم والسكري، إن عمان تحتضن الأسبوع المقبل، أكبر تظاهرة علمية وطبية تنظم على مستوى منطقة الشرق الأوسط حول الغدد الصم والسكري والذي يفتتح تحت الرعاية الملكية السامية.

ويضم المؤتمر العالمي الذي يباشر أعماله في فندق الميريديان في الثالث من شهر أيار (مايو) المقبل، أربعة مؤتمرات، يشارك فيها ما يقارب 500 طبيب وعالم من مختلف دول العالم يمثلون 16 دولة أوروبية وأميركية وعربية، بحسب الخوالدة.

والمؤتمرات الأربع هي "المؤتمر الثالث للجمعية الأردنية لاختصاصي الغدد الصم والسكري وأمراض الاستقلاب، والمؤتمر الأردني الأميركي المشترك الثاني للغدد الصم والسكري، والمؤتمر العربي التاسع للغدد الصم والسكري، ومؤتمر الجمعية العالمية لسكري الأطفال واليافعين".

وأوضح الخوالدة، وهو رئيس الجمعية الأردنية لاختصاصي الغدد الصم والسكري، أن الإصابة بالأمراض المزمنة كالسكري وضغط الدم وأمراض القلب والشرايين تعود إلى العوامل الجينية والاستعداد الوراثي والنظام الغذائي الخاطئ.

من جانبه، قال رئيس اللجنة العلمية الدكتور محمد الزاهري إن المؤتمر العالمي سيشهد ما يزيد على 66 محاضرة طبية تبحث آخر المستجدات بأمراض الغدد الصم والسكري وأمراض الاستقلاب يلقيها 50 محاضرا متخصصا، منهم 32 من دول أجنبية و18 من الأردن وسورية ولبنان ومصر والسعودية والكويت.

وبحسب الزاهري، فإنه سيعقد على هامش المؤتمر الذي تستمر أعماله 5 أيام، دورة تدريبية حول الموجات فوق الصوتية للغدد الدرقية والجاردرقية ويشرف عليها أربعة أطباء من أميركا وإيطاليا.

ويركز المؤتمر على مستجدات أمراض الغدة الدرقية والنخامية وسكري الأطفال واليافعين وأمراض السكري ومضاعفاتها بشكل عام، فيما تعقد الشركات الدوائية 7 ندوات علمية على هامش المؤتمر تتناول فيه مواضيع علاجية في السكري والدهنيات والكوليسترول واضطرابات وظائف الغدد الصم ومعالجة سرطان الغدة الدرقية.

وأكد رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر الدكتور رشاد نصر على أن مؤتمرات الغدد الصم والسكري تدعو للحد من انتشار الداء الذي يتوقع أن يصيب نحو 3 ملايين مواطن بحلول العام 2050، وسيكلف علاجهم الدولة نحو 6 بلايين دينار.

وأوضح أن على كل شخص يسجل في دمه نسبة السكر فوق 100 بدء العلاج، واتباع حمية غذائية، ونشاط رياضي تحسبا من إصابته بالسكري.

وأشار إلى أن كل رجل يرتفع محيط خصره عن 100 مرشح للإصابة بالسكري والضغط واختلاط في الدهنيات ومقاومة للأنسولين وكل امرأة محيط خصرها أكثر من 90سم تتعرض للمشكلة ذاتها.