facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تفسير الأحداث بعقلية المؤامرة


د. هايل ودعان الدعجة
31-03-2021 12:55 PM

ما كنا لنجد تحليلا او تفسيرا لبعض الظواهر التي باتت تفرض نفسها في ساحتنا المحلية والعربية تحديدا، ونحن نتابع كتابات وتحليلات البعض تعليقا او تعقيبا على ما يحصل من احداث وحوادث يأبى الا وان يضعها في دائرة المؤامرة التي لا تحتاج الى ادلة او قرائن، متأثرا بالعقد التي يعاني منها ويريد من غيره الانجرار خلفه وتصديقه وتبني وجهة نظره. الامر الذي يتضح عند وقوع حدث او حادث معين هنا او هناك، وسرعان ما يعزو اسبابه الى وجود مؤامرة من ورائه، كما هو الحال بالتشكيك بجائحة كورونا وتوابعها من سلالات ولقاحات او بجنوح سفينة الحاويات العملاقة بقناة السويس واغلاقها، او عند سقوط طائرة وفيها شخصية او شخصيات مهمة او اي حوادث او اشكاليات من هذا القبيل، دون ان يعطي اي احتمال بان يكون سبب ذلك القضاء والقدر مثلا او خطأ بشري او فني او عامل من عوامل الطبيعة او اي سبب اخر..

فتجده يختلق السيناريوهات والروايات مدعيا انها حوادث مقصودة ومفتعلة وان هناك ايادي خفية وراءها، وغالبا ما تكون دولة او دول بعينها، لتستفيد منها سياسيا او اقتصاديا او ماليا او عسكريا، مطلقا العنان لخياله الواسع في التجول والبحث عن موقف قد ينسج منه روايته، ويبدأ بتعميمها وتسويقها على شكل خبر او تحليل من نسج خياله ومن موقع المحلل والعارف بالامور المتأثر بهستيريا المؤامرة والاجواء التآمرية حتى خيم الشك والوساوس على تفكيره كحصيلة لعقدة النقص التي تمكنت منه وان هناك من يتربص به ويضمر له الشر ويحاول النيل منه والسيطرة عليه، مما يدفع به الى توجيه هذه الاحداث في مسارات وهمية ليس لها وجود على ارض الواقع. وهو ما يجعل هذا البعض يربط كورونا وحتى حادثة سفينة الحاويات العملاقة في قناة السويس بالمؤامرة.. فاذا بها تنتشر وتجد هناك من يصدقها لان هناك ارضية مهيأة لتقبل هذه الخرافات والخزعبلات طالما اننا ما زلنا نعتقد ونرى في كل حادث او حدث مؤامرة.. في كل تطور او تغير مؤامرة.. وطالما اننا شعوب محبطة ومأزومة، ونعاني من الشعور بالعجز عن مواجهة الواقع وفهمه. لذلك فساحتنا مستباحة وليس هناك اسهل من اختراقها واغراقها في الاشاعات والادعاءات والخرافات حتى انك لا تميز بين متعلم وغيره.. لا بل ان هذه الاختراقات اكثر ما تحدث وتجد بيئتها في اوساط الفئات المتعلمة التي لم تخلُ هي الاخرى من الانقياد خلف الوهم والخديعة.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :