facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بالقليل من السلاح والكثير من العزم


د.بكر خازر المجالي
29-04-2021 10:42 AM

حين نحتفل بمؤية الدولة الاردنية فهي مئوية الجيش العربي الاردني بامتياز ، وقد واجه الاردن محنا كثيرة ، وتحديات جميعها استهدفت كيانه ووجوده ، فمن يقرأ كتب المغفور له الملك الحسين " مهنتي كملك وكتاب حربي مع اسرائيل وكتاب ليس من السهل ان تكون ملكا "يقف عند هذه المحطات الصعبة في تاريخنا الاردني من مثل حين يصف الحسين حتى علم جمهورية الاردن في الخمسينات والدستور الجديد المعد لتلك المرحلة ، او يصف محاولة اختطاف طائرته في الاجواء السورية عام 1958 ، ولكن ما هو اصعب ذلك الهجوم على الاردن في السبعينات من الداخل والخارج وبتمويل من اكثر من دولة ولكن يصمد الجيش العربي الاردني ويسيطر على المعتدين الداخليين من اهل الفتنة ممن هم ضد اقضية الفلسطينية ، ويطرد الغزاة وجعلهم يجرون أذيال الخيبة وينتكسون على اعقابهم .

ولكن كانت النقطة الحرجة هي يوم معركة الكرامة 21 آذار 1968م ، حين هاجم العدو الاسرائيلي المتغطرس المغرور بنصره في حرب 67، هاجم الاردن على جبهة طولها 100 كلم تقريبا ، وتصدى له جيشنا العربي الذي لم يتلق طلقة واحدة تعويضا عن خسائره في حرب 67، ولكنه الجيش الذي يراهن على عزيمة الرجال ،فأعاد تنظيمه بزمن قياسي ، وتوزيع قطعاته على الواجهة بسرعة ، واستخدم نفس اساليبه التعبوية وخططه العسكرية التي كانت معطلة في حرب حزيران بسبب ان الجيش الاردني بموجب اتفاقية الدفاع العربي المشتركة التي لم يمض عليها حينها اكثر من اسبوع قد وضع بامرة قائد عربي مصري يدخل الاردن لأول مرة ولا يعرف نفسية الجندي الاردني ولا ارضه ولا خططه ، فخسرنا ما خسرناه.

معركة الكرامة كانت اختبارا للجندي الاردني الحقيقي ، اختبارا لسلاحه ولمعنوياته ولصموده واستعداده للتضحيات والبطولة.

فكان ذلك النصر المبين الذي صنعه الجندي الاردني بصموده ومعنوياته التي رفعت معنويات كل العرب ، وكان نصر الجيش العربي الاردني يعادل كل صفقات السلاح وكل الجسور الجوية التي امتدت لدول اخرى تعويضا عن خسائرها في حرب حزيران.

هذا النصر الذي تحقق كما يقول المغفور له الحسين القائد الوحيد والاول لمعركة الكرامة " بالقليل من السلاح والكثير من العزم " هذا هو عنوان وروح المعركة ، وهذا هو السلاح الحاسم فيها سلاح المعنويات والعقيدة والصمود ، سلاح الجندي بانتمائه ونظافة عقيدته وادراكه لحب القدس وفلسطين مدافعا عن الاردن الذي يرتبط تاريخيا ومصيريا مع الارض المقدسة التي لاجلها تهون كل التضحيات.

ولا زال جيشنا يطور مهاراته ونظام معركته لتكون معركة سريعة حاسمة ، وهو الجيش المستعد لاي طارئ ولحماية الحدود والداخل، الجيش الذي له تمارين مشتركة شبه سنوية مع اقوى جيوش العالم ، ويسهم في كل عمليات السلم العالمية وله كوكبة من الشهداء، لقد شهدنا قبل اسابيع تسليح احدى كتائبنا بدبابات حديثة مدولبة لزيادة الكفاءة القتالية من حيث السرعة والمرونة والاستجابة السريعة لأي طارئ ، ونلاحظ اهتمام جلالة القائد الاعلى بجاهزية جيشه وكيف انه القريب دائما من جنوده وبينهم.

جيشنا العربي الاردني الذي ابتدأ فقط بحوالي 300 جندي عام 1921 كان هدف القيادة الهاشمية في التطوير والتدريب لانه ركيزة امن الاردن وهو الوعاء الحقيقي للحافظ على مسيرة البناء والنماء ، وكثير من الدول بلغت شأوا بعيدا في التنمية والاقتصاد ولكنها سقطت عند اول اختبار لغياب الجيش القوي الذي يحمي الدولة.

تحية لجيشنا العربي الاردني

وطوبى لكل الشهداء

وسيبقى جيش العهد والوفاء

جيش الانسان الاردني صاحب الهمة والعطاء





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :