عمون - الموهبة والاجتهاد والصبر هي الأسلحة التي استخدمها الرامي المصري عزمي محيلبه، بالإضافة للبندقية لتحقيق إنجاز رياضي غير مسبوق بحصوله على الميدالية الذهبية في بطولة كأس العالم للرماية بإيطاليا للمرة الأولى في تاريخ اللعبة بمصر.

وحرص وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي على تكريم عزمي وشقيقه عبد العزيز بعد حصولهما على المركز الأول والثالث في بطولة كأس العالم الأخيرة في منافسات السكيت والتراب والتي انتهت فعالياتها في 17 مايو.

وأكد صبحي في بيان رسمي أن الاتحاد المصري للرماية حقق إنجازا لم يحدث منذ عام 1950 بحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم واقتناص ميداليات عدة في بطولة واحدة، موضحا تقديره لجميع الأبطال الذين يساهمون في النهوض بالرياضة المصرية.

ويتحدث محيلبه عن الإنجاز التاريخي قائلا: "لحظة استثنائية، فزت من قَبل في بطولات عديدة لكن الحصول على الميدالية الذهبية له مذاق آخر خاصة بعد التغلب على أبطال العالم في الدورات السابقة".

ويضيف بطل العالم في الرماية "شهدت البطولة منافسة شرسة من الجميع، المتسابقين حضروا لتقديم أفضل ما لديهم قبل أولمبياد طوكيو، والأجواء في ميادين لوناتو تُلهب حماس الحضور لكونها من معاقل رياضة الرماية في العالم".

وقبل البطولة بنحو أسبوعين توجه محيلبه إلى إيطاليا للدخول في معسكر مُغلق مع مدربه دييغو غاسبريني للاستعداد بقوة للحدث الرياضي الكبير، وفقا للرامي المصري، وعكف على التدريب لـ 6 ساعات يوميا على الطريقة الأفضل لضرب الأطباق وكيفية التعامل بهدوء وثقة في المباراة النهائية.

ويتابع لاعب نادي الصيد والمنتخب المصري لموقع "سكاي نيوز عربية": "كان لدي إيمان بقدرتي على الفوز بالميدالية الذهبية وقبل أيام من البطولة أخبرني مدربي بأن هدفنا هو المركز الأول، لم نأتِ إلى إيطاليا للظفر بغيرها".

وفي التصفيات الأولى ببطولة كأس العالم بإيطاليا وصل الرامي المصري إلى المركز الثاني بنتيجة 124 طبقا من أصل 125، وعند بلوغه النهائي نجح في ضرب 56 طبقا من 60 ليتخطى الأميركي فنسنت هانكوك صاحب الميدالية الذهبية في أولمبياد لندن.

ويملك محيلبه رصيد كبير من النجاحات في عالم الرماية، فهو المصنف الثاني عالميا وأحرز 8 ميداليات دولية منذ أن نال المركز الثالث في كأس العالم بإسبانيا عام 2014، والميدالية الفضية في نهائيات كأس العالم بأذربيجان عام 2015، حتى حصده للميدالية البرونزية في فنلندا المؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو، وذهبية إيطاليا في 2021.

وأثناء البطولة الأخيرة وقعت صعوبات كادت أن تؤثر على النتائج يوضحها البطل الثلاثيني قائلا: "واجهت تحديات خارجة عن الإرادة في المباراة النهائية، غابت الشمس قليلا ولم تعد الرؤية واضحة فضلا عن شدة الرياح، لم يكن اصطياد الأطباق في تلك الظروف بالأمر الهين".

يسترسل محيلبه: "كلما تعرضت لمواقف صعبة أتذكر دائما والدي، أسلوبه الفريد في دعمي منذ صغري، فهو صاحب الفضل الأكبر في دخولي رفقة شقيقي إلى مجال الرماية، قام بتدريبي في طفولتي وحرص على توفير مدربين أجانب على نفقته الخاصة حتى أصل إلى مصاف الكبار".

وعقب عودته إلى القاهرة قادما من إيطاليا دار حديث مطول بين وزير الشباب والرياضة المصري ومحيلبه يسرده لموقع "سكاي نيوز عربية": "تحدثنا عن خطة الاستعداد لأولمبياد طوكيو، تطرقنا إلى جدول المعسكرات ومتطلبات التجربة ومواعيد السفر والإجراءات التي وضعتها اليابان لاستقبال الفرق في ظل تفشي فيروس كورونا".

ويؤكد رئيس الاتحاد المصري للرماية اللواء حازم حسني على وجود منظومة عمل متكاملة تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة لوضع الرماية في المكانة التي تستحقها دائما وتذليل كافة العقبات ومنح اللاعبين الدعم اللازم لحصد البطولات القادمة.

ويشيد حسني بالأداء المتميز لجميع اللاعبين في المنتخب المصري خلال المنافسات العالمية وأيضا المستويات العالية التي قدمها عزمي وشقيقه عبد العزيز في بطولة كأس العالم بإيطاليا مشددا على أن مصر تمتلك مواهب كبيرة في الرماية.

ويطمح حسني إلى فوز منتخب مصر بميدالية أثناء المشاركة بدورة الألعاب الأولمبية بطوكيو التي ستقام في شهر يوليو القادم، ويقول عن ذلك: "هدفنا واضح ونثق في أنفسنا وهناك مؤشرات جيدة، نتائج قوية على الصعيد العالمي ومواهب من طراز رفيع ومدربين كبار".

الرامي المصري محيلبه يشارك رئيس الاتحاد المصري للرماية في مراده، يرغب في الصعود إلى منصة التتويج في أولمبياد طوكيو موضحا أنه أصبح مؤهلا لذلك بعد اكتسابه لخبرات واسعة خلال الأعوام الماضية والبطولات التي فاز بها وانتصاره على أبرز المنافسين في مناسبات عدة.

ويكشف بطل العالم في الرماية عن أمنيته الكبرى في الحصول مع شقيقه عبد العزيز على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى المجال الرياضي بعد الإنجازات التاريخية التي تحققت مؤخرا وتمثيل كلا منهما لاسم مصر بصورة مشرفة في أبرز المحافل الرياضية.

(سكاي نيوز عربية)