facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصالونات الثقافية ..


السفير الدكتور موفق العجلوني
23-06-2021 09:50 AM

جذب انتباهي خبر منشور في وكالة عمون الإخبارية الغراء هذا اليوم بعنوان: "سهرة ثقافية في صالون الدكتور عبد الفتاح البستاني".

وجاء بالخبر أن السهرة الثقافية شهدت محاضرة لنائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني. وشارك في السهرة الثقافية الدكتورة سهام الخفش، وعدد من أعضاء الصالون الثقافي بحضور سيادة الشريفة بدور.

ونظراً لعشقي للصالونات الثقافية ومشاركة قامات سياسية وثقافية وأدبية ومن ضمنهم معالي استاذي الكبير الدكتور جواد العناني، وللدرر الثقافية الغنية التي يتكرم علينا دائما من خلال العديد من النشاطات التي يصعب تعدادها، والاحترام والتقدير الكبير الذي أكنه للمعزب والضيوف من قامات وشخصيات لها كل التقدير والاحترام، فقد حاولت ان ابحث عن اية معلومة تسعفني بتعزيز ثقافتي الفقيرة فلم اجد باستثناء الصور الجميلة، ولم اعثر ولو على كلمة واحدة تحمل مضمون عنوان هذا الخبر.

ومن هنا ابعث بعتبي الشديد للصديق العزيز الاستاذ الكبير رئيس تحرير وكالة عمون الإخبارية الغراء لماذا لم يتضمن الخبر نص محاضرة استاذنا الكبير الدكتور جواد العناني، وكذلك الحديث القيم من بقية الحضور الكرام. فهذه سهرات ثقافية قيمة بصالونات موقرة وبمشاركات محدودة بسبب ظروف كورونا لقامات وشخصيات أدبية نجلها ونحترمها ونسعد بالتعلم منها وتعزيز ثقافتنا المتواضعة.

هذه الصالونات مع التقدير لأصحابها الكرام تذكرني بصالونات تركت بصمات في تاريخ الثقافة والعلم. حيث تعتبر الصالونات الثقافية والأدبية من أقدم التراث الفني الذى عمل على زيادة صقل الذوق العام لدى الشعوب، وتعمل هذه الصالونات على الإكثار من المعرفة وتبادل المحاكاة والحوارات التي تحمل جوانب عديدة من المعلومات الشيقة، والتي نحن احوج الناس اليها هنا في الأردن وعالمنا العربي.

ومن اشهر هذه الصالونات الأدبية الشهيرة على مر التاريخ المتواجدة في كتاب صالون "كوكو شانيل" الذى اعتمد على ابراز العديد من المفكرين الحاصلين على شهرة واسعة خلال القرون الماضية:

صالون نتالى كليفورد بارنى
صالون مدام دو رامبوييه الأدبى
صالون جيرترود شتاين واليس الأدبى
صالون نينون دى اينكلوس الأدبى
صالون جلوريا أورنشتاين النسائى الأدبى

يعد صالون بارنى من أشهر الصالونات الأدبية المتواجدة فى 20 شارع يعقوب فى باريس. كان الصالون متواجدا بمنزلها ويبلغ عمره أكثر من ٦٠ عاما، حاولت "بارنى" أن تضم العديد من الشخصيات البارزة فى الأدب الفرنسي والإيطالي والأمريكي، وعرف عن "بارنى" أنها كانت تهتم فى صالونها الأدبية بقضايا المرأة.

كما أنها استطاعت أن تبرز المساواة بين الجنسين، هذا بالإضافة إلى أنها كانت تبحث فى ايجاد حل للخلافات بين الأمم بطريقة سلمية، حققت نسبة مبيعات عالية عندما طرحت روايتها Sapphic Idyll، مستغلة العديد من المواقف الشخصية التي تعرضت لها ليكن موضوعا مثيرا للجدل.

اما صالون دو رامبويه وهي رومانية الأصل، فقد اهتمت بالثقافة الواسعة، حيث إنها استطاعت تكوين صالون أدبي فى فندق بيسانى بباريس، والذي سمته فيما بعد "بفندق رامبوييه" ويقع الصالون فى شارع سانت توماس دو لوفر، بين متحف اللوفر والتويلرى.

وعرف عن دو رامبويه أنها خصصت أجنحة صغيرة لكي تستقبل ضيوفها من الأدباء والمثقفين أصحاب الطبقات الارستقراطية الفرنسية وأدبائها آنذاك، لكى يحصلوا على المزيد من الخصوصية، ونال الصالون الأدبى شهرة واسعة حتى منتصف القرن.

أما الكاتبة جيرترود شتاين من أشهر الكاتبات فى أمريكا، ومن أكبر الشاعرات الشهيرات فى صالونات لها فى باريس خلال العام ١٩٢٠، حيث إنها استقطبت نخبة ثقافية كبيرة فى ذلك الوقت. اهتمت شتاين بشكل كبير بأبحاث "تيارات الوعى"، وهو ما كان واضحا فى كتاباتها.

أما نينون دى اينكلوس من أكثر النساء الحاصلة على شعبية كبيرة فى امتلاكها الصالونات الأدبية الشعبية، حيث إنها استطاعت أن تكون غرف الرسم الخاصة بها، كما أنها فتحت مركزا لمناقشة الفنون الأدبية.

ويشار إلى أن صالون نينون دى لقى شهرة واسعة، بعام ١٦٦٠، حيث إنه أصبح ملتقى الأدباء والمثقفين، كما أنها استطاعت أن تؤلف كتاب تدافع فيه عن إمكانية العيش بحياة كريمة فى ظل غياب الدين.

وفى بداية السبعينات، اهتم خمسة من الكاتبات النسويات أشهرهم مارلين كوفى واريكا وكارين مالبيدى، جلوريا وقررت وأورنشتاين، بإنشاء منتدى نسائي للمناقشة الفكرية التي تخدم جيل جديد من الكاتبات، وقد تم تأسيس هذا الصالون فى نيويورك وسمى بصالون المرأة فى الأدب، وازدهر فى عام ١٩٧٥ إلى عام ١٩٨٥.

وكان الصالون يضم العديد من الجوانب الثقافية، مثل صالون للنساء فى الموسيقى وصالون لتقديم أعمال النساء فى السجون.

وهنا لا بد ان نشير الى صالون الجد الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين طيب الله ثراه الذي كان حافًلآ بالمساجلات الشعرية، وكان من رواده عرار وفؤاد الخطيب، فقد كان الملك المؤسس رحمه الله أيضًا شاعرًا مجيدًا يكتب الشعر والمعارضات وله قصيدة مهمة وبليغة عارض فيها الشاعر العربي الكبير المتنبي.

فيما يرى بعض النقاد وهذا رأيهم ، ربما تفق او اختلف معهم أن ما يحدث في الصالونات الأدبية في عالمنا العربي اليوم، لا يرتقي إلى المعنى الحقيقي والهدف الاسمى منه ، فما هي سوى " تعليله او سهرة " حيث تجد الاسماء مكررة إضافة إلى عملية حشد الألقاب ما أنزل الله بها من سلطان ، مثل الشاعر الكبير والشاعرة الكبيرة والروائي العظيم و المؤرخ الكبير و سفير النوايا الحسنة و الصحفي المتميز ، و رجل الاعمال ، و الشيخ الجليل ، بمعنى آخر هو مجرد تقليد والحصول على صفة الأديب وصفة الصالون ... و نجهل فوق جهل الجاهلين .

نتمنى ان يكون لدينا صالونات ثقافية وادبية و سياسية ترقى الى الصالونات العالمية التي تركت و حفرت بصمات من ذهب في تاريخ المسيرة الثقافية والأدبية والفنية في العالم المتحضر .

و لنا قدوة حسنة باللقاءات الدائمة في صالون جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله و اخرها صالون اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، و الذي نتمنى لمخرجاتها التوفيق والسداد، وان تكون عند طموح جلالة الملك والشعب الأردني الكريم. و الله ولي التوفيق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :