facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فن التعامل مع الندم وقسوته


اسماعيل الخوالدة
27-06-2021 10:12 AM

الندم في اللغة العربية يعني الأسف والحسرة على أمر انقضى، أو كره الفعل بعد فعله، والندم في اللغة العربية يقترن بالتوبة أيضاً، فالنادم هو من كره فعلاً وتاب عنه وتحسر عليه وحزن له.

قد نجني على أنفسنا دون أن نشعر، وقد نمرض أجسادنا بمشاعر سلبية ومريضة دون أن ندرك فداحة ما نجني!! ولعل الندم من أكثر المشاعر الفتاكة بنا، لاسيما لدى الرجال الذين يغرقوا أنفسهم في بحار الندم، وفي الغالب الندم شعور يلازم الإخفاق بسبب قرار لم يأتِ بالنتائج المتوقعة، وهذا الشعور يمتص الحيوية والسعادة من الشخص، ويحرمه الراحة حيث يملأ العقل بالكثير من الأفكار، مثل يا ليتني لم أتخذ ذلك القرار، يا ليتني لم أفعل ذلك وفعلت ذلك، بل إنه قد يحرم الإنسان النوم أيضًا، ويسبب حالات القلق والاكتئاب ...

اعلم انك إنسان طبيعي: أي أنك مثل أي شخص في هذا العالم لست معصوم من الخطأ، وسوف ترتكب الأخطاء دائمًا الكبير منها والصغير بأسباب وبغير أسباب، وهذه طبيعة خلقها الله وقدرها علينا؛ لذلك لا تقسى على نفسك كثيرًا والتمس لها الأعذار، ثم تحمل مسؤولية أخطاءك كاملةً ولكن ليس لتشعر بالندم بل لتتذكر دائمًا أنك مجرد إنسان يعيش ليتعلم.

وفكر في الحقائق بإيمان: هون عليك وتذكر أنه ربما في تلك اللحظة التي اتخذت فيها هذا القرار، وقررتِ تنفيذه كان هو الحل الأفضل حتى لو بدا لك الآن قرارًا سخيفًا، ولم يكن عليك القيام به، فأنت لم تكون مطلع على المستقبل، ولم تعلم أنّ الأمور ستتغير ولن يعود قرارًا صالحًا.

لذا اكتفي بالخبرة: أكثر ما يخلد الندم أن تفكر في الأمر على أنها تجربة اكتسبت منها خبرةً جعلتك مدرك أكثر للواقع وكيفية التعامل معه، وكيفية اتخاذ قرار سليم مع عدم تكرار أخطائك، وبالتالي الحصول على نتائج أفضل في المرات القادمة.

واصفح عن نفسك: تعلم أن تغفر لنفسك ولا تحملها أكثر من طاقتها وقول دائمًا: عفا الله عما سلف، عندها ستكون منفتح أكثر لتقبل نفسك كما هي ومحاولة تصحيح أفكارك ومعتقداتك، مما سيجعل منك أكثر قدرةً على اتخاذ قرار والإسراع بتنفيذه بمهارة ، ابدأ من جديد: مهما كانت النتيجة ومهما بلغ الندم فحتمًا لم يفت الأوان للبدء من جديد، فالحياة دائمًا ما تعطي فرصةً ثانيةً، فلا تضيع تلك الفرص فما حدث قد حدث، وربما لا تستطيع تغيير ما حدث، ولكنك تستطيع تصحيحه، أو إعادة المحاولة بشكل أفضل وقرار أكثر ذكاءً؛ لذا تذكر ما تعلمته وابدأ في تطبيقه على خطة جديدة وقرار جديد؛ لتصل إلى نهاية مختلفة ونتائج أخرى.

اعتذر لنفسك دائما ، إذا كان سبب شعورك بالندم هو سلوك خاطئ أو فعل ارتكبته بحق غيرك فبادر بالاعتذار قبل كل شيء، حيث أن للاعتذار الصادق مفعول قوي.

لا تجلد نفسك ولا تبالغ جلد الذات مشكلة قائمة بحد ذاتها وتحتاج إلى علاج، وإن لم يكن الأمر قد تطور إلى مرض نفسي فعلاج جلد الذات يكمن في أمرين، الأول هو الموضوعية وتحليل الأمور خارج الذهن، أي البحث عن حقائق المشاعر والبوح بها وتجربة تحليلها باستخدام الورقة والقلم، أما الطريقة الثانية للتخلص من جلد الذات فهي الغفران للذات.

وتذكر أن السلوك لا يعبر دائماً عن كيان صاحبة وحقيقة نفسه، هذا لا يعني ألا تكون مسؤولاً عن سلوكك، وإنما ألا تحاسب نفسك بتعسف على تصرفات لا تعبِّر حقاً عنك لكنها صدرت عنك بأي حال.

اغفر لنفسك : أحياناً قد نكون مخطئين وربما تكون أخطاؤنا كبيرة، قد لا يسامحنا المجتمع على أخطائنا، لكننا أولى بمسامحة أنفسنا، امنح نفسك فرصة جديدة لتكون أفضل، واغفر لنفسك ما فات.

ويرى الباحث الاجتماعي "" اسماعيل جبر "" أن الخزي أو العار والشعور بالذنب : التي تحفز مشاعر الندم لدى الإنسان، إذ يرى بعضهم أن توفُّر الفرصة يولّد الندم، ومثال ذلك أنه قد يُشعر العديد من الناس بالندم على تعليمهم؛ وفي الوقت نفسه تكون الفرصة لتصحيح هذا العجز متاحة إلا أن ظروفهم لا تسمح بالحصول عليها، لذلك يحفز بقاء الفرصة مفتوحةً مع عجز تحصيلها مشاعر الندم، إلى أن يتم اتخاذ إجراء تصحيحي.

وغي علم النفس : أنه من المرجح أن تحدث مشاعر الندم وبشكل أكثر بروزاً عندما تضيع الفرصة ولا تكون هناك أي فرصة لتصحيح القرار.
ويرى الباحثون في هذا السياق أن السّن عامل يمكن أن يؤثر على الفرص المتاحة، إذ يغدو توفر الفرص أكثر صعوبة كلما تقدم العمر.
إعادة تدوير مشاعر الندم

وللندم تأثير إيجابي إذا ما تم استثماره بشكل جيد، إذ يمكن أن يساعد الناس على فهم سبب تفكيرهم أو تصرفهم الذي أوصلهم إلى هذه النتيجة، وتفاديها في التجارب اللاحقة.

هناك عدد من المقترحات يمكنها إعادة تدوير مشاعر الندم بشكل إيجابي، من ضمنها أن يَقبل الفرد ما حدث له ويتعامل معه على أساس أنه أمر واقع، ولا يدع مشاعر الندم تأكله، وأن يتقبل فكرة أنه لا يوجد حياة بلا ندم، مع ضرورة عدم المبالغة في تحميل النفس المسؤولية ولومها باستمرار.

ونشيرا هنا إلى أهمية التفكير الإيجابي في الاستجابة للأحداث، كضرورة أن يفكر الفرد في جعل نفسه شخصاً أفضل، وأن لا يماطل في تصحيح فعله الذي أشعره بالندم.

إلى جانب ذلك، حاول الاستفادة من الفرص بشكل أفضل، بدلاً من التركيز على النتائج السلبية، فحين "يذكِّرنا الندم بأن وقتنا قصير وأن الفرص قد تكون مؤقتة، سوف يساعدنا ذلك في السعي لأجل حياة جيدة.

* للاسف كل ما كتبته مجتمعنا العربي ينسفه بإجزاء من الثانيه





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :