facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




زكريا محمد: أحببناك شاهداً ونكره أن نرثيك شهيداً


عريب الرنتاوي
29-06-2021 01:20 PM

يخوض زكريا محمد معاركه وحيداً.. وحده من يقرر متى يبدأ الهجوم ويرسم خطوط النهاية ويحدد سقوف مواقفه ومقارباته.. لم أجد أحداً من المثقفين والسياسيين الفلسطيني، بلغ ما بلغه زكريا وهو يرمي بسهام نقده اللاذع، صوب السلطة والرئاسة والحكومة في رام الله.

لطالما تساءلت: من أين يأتي زكريا بـ"الحصانة"، وهو يقذف بكرات اللهب صوب "المقاطعة".. ظننت وأنا أغرق في "مونولوج" البحث عن إجابة: "أن ديمقراطية غابة البنادق" ربما توفر ملاذاً آمنا لشاعر وباحث بحجم زكريا.. لكن بعد أن سقطت الديمقراطية وتحولت البنادق عن وظيفتها، لم يعد هذا التفسير مقنعاً ولا مصدراً للطمأنينة.

قلت: ومن يكترث بما يقوله "ناسك في محراب القصيدة" أو منقب في النصوص والآثار الدارسة؟.. لكن زكريا وهو يخوض معركة تصويب النص والنقش – وحيداً كذلك -، لم يتوان عن خوض معركة شعبه، إن في مواجهة الاحتلال والعنصرية، أو بالضد ممن الذين اختطفوا الحركة والمنظمة والسلطة، وقرروا أنها لهم، ولهم وحدهم يفعلون بها ما شاءوا، ويصرفون إرثها وتاريخها، على موائد الصفقات والمقايضات، ودائماً بهدف البقاء على رأس سلطة، لا سلطة لها.

وكلما كان جمهور متابعي زكريا، يتوسع وتتغير سمات عناصره، كلما كان القلق يساورني أكثر ... لم يعد قرأ زكريا "حفنة" من المثقفين والشعراء والأدباء والآثاريين والشغوفين بجذر النص وأصل الكلم ... بات جمهوره من نشطاء الشارع والحراكات وكل الغاضبين والمتمردين على حالة الضعف والهوان الفلسطينية ... يخرج زكريا من صومعته وكهفه، إلى دوار المنارة وشوارع الخليل ... ذلكم أدعى للقلق.

في زمن التخوين والتكفير، في عصر الإلغاء والإقصاء، حيث تزدهر أحاديث "الفتن" و"المؤامرات الخارجية" و"العناصر المندّسة" و"الطابور الخامس"، من واجبنا أن نقلق، ليس على النشطاء فحسب، بل وعلى "العابدين في محاريبهم" كذلك ... فرج فودة، برغم اختلاف الزمان والمكان والسياق، لم يكن يتصدر حشود المتظاهرين والمعتصمين، لكن رصاصات القتلة طالته في لحظة غدر وتخلٍ ... نسعد أن نرى زكريا محمد كشاهدٍ على حقبة، ونكره أن نرثيه شهيداً.

تصفية الناشط البارز نزار بنات، بدم بارد، وعن سبق الترصد والإصرار، وبكل هذه الوحشية والهمجية التي لا نعرف من أين جاء بها القتلة، أمرً يثير قلقنا ... وعمليات "السحل" و"دق الرؤوس بالحجارة"، التي لا تستدعي إلى ذاكرتنا سوى صورٍ مماثلة لشبابنا وصبايانا المقاومين والمقاومات على أيدي القتلة المدججين بالسلاح والكراهية والعنصرية، تسيل الأدرينالين في عروقنا التي تيبست ... سقطت الحصانات يا زكريا، وتبددت نظرية "ديمقراطية غابة البنادق".

أقف حائراً وأنا أكتب هذه السطور: ما الذي يمكن أن أقوله لزكريا، إن كان لي أن أزجي النصح له، سيما بعد أن قرأت ما باح به مؤخراً: قرار قتلي لن يستغرق اتخاذه سوى دقيقتين بغياب العشيرة والحزب والسند والعزوة ... هل أقول له توقف عن الإدلاء بشهادتك؟ ومن ذا الذي سيفعلها غيره؟ ومن سينقل مشاعل التنوير من أبناء جيلنا ليسلمها إلى الجيل الجديد... هل أقول لك: ألقي بنفسك إلى التهلكة؟ ... وهل أقبح من أن تنصح أحدهم بفتح صدره للموت، فما بالك وهذا "الأحد" صديق لأزيد من أربعين عاماً ... أصدقك القول يا زكريا، أنني لا أعرف ماذا أقول لك، وسألوذ بما تفعله العجائز من الأمهات في ظروف مماثلة: حماك الله، و"أبعد عنك شر بني آدم".

مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :