facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عزام الأحمد .. لم يكن الحصان وحيداً !


عامر طهبوب
18-07-2021 12:46 PM

لم يكن الفلسطيني وحيداً أبداً، لا في نضاله، ولا في انكسار نصاله، رغم خذلان من المحيط العربي بدأ مع الأيام الأولى للضياع.

الفلسطيني لم يكن يوماً وحيدا، فقد لبس الأردن ثوب فلسطين منذ سقطت دماء أبنائه منذ العشرينات من القرن الماضي على ثرى فلسطين، ومنذ استشهد رجالات الجيش العربي في قلب القدس، وعلى أسوارها، وفي اللطرون، وفي غير موقع عام ١٩٤٨، ولم يحدث مرة أن نزع الأردن عن جسده ثوب فلسطين، لا الأردن الرسمي، ولا الأردن الشعبي، وتلك حقيقة على الفلسطيني أن يقرها، ويثمنها، ويعظمها، ولولا الأردن ربما كان الفلسطيني وحيداً في ناحية أو في نائحة، وهذا كلام في العموم.

وهناك سؤال يجب أن يسأل: لماذا يغيّب الأردن في العقل الفلسطيني أحياناً، وأنا لا أعمم، ولا أتحدث عن شعب يعرف "الطنجرة" كما يغرف غطاءها، وإنما عن "فصائل" أو رجالات فصائل، وعن أقلام، وعن أزلام، أنكروا تضحيات الأردن عامدين متعمدين في غير محفل، وفي أكثر من قضية، وأنكروا ما دفعه الأردن الرسمي والشعبي من أثمان، نتيجة مواقف تزداد صلابة، كلما اشتدت على الأرض المحن.

لم يكن حال الأردن هذه الحال لو أنه وافق في زمن ترمب على صفقة كوشنير، ولو أنه رضخ لضغوطات ترمب العديدة التي من أبرزها إغلاق "الحنفية" عن الأردن، وتجفيف منابع الدعم الاقتصادي له لإجباره على تقديم تنازلات طُلِب إليه أن يتنازل عنها، ولكن الأردن العنيد، والملك العتيد، أبى أن يُساوم أو يلين أو يتزحزح عن مواقفه الوطنية القومية، والأخلاقية، تجاه القدس وفلسطين، وقد أصبح صاحب خبرة طويلة في التعامل مع الضغوط الدولية، ولم يكن من الصعب علينا تلمس حجم الضغط الذي عانى منه في زمن ترمب، والجميع يذكر ما قاله الملك من تصريحات معلنة في تلك الأيام حول القدس من أنها خط أحمر، وجميعنا يذكر تعابير وجه الملك، ولغة الجسد التي كان من السهل قراءتها من قبل طالب في الصفوف الابتدائية، وهي تقول: "نعاني من ضغوط كبيرة ولن نتنازل"، وهكذا رحل ترمب، ورحل كوشنر، ورحلت معهما مشاريعهما وضغوطاتهما، فكيف بعزام الأحمد، الفصائلي الفتحاوي، يدعي أن الفلسطيني وقف وحيداً في رفض صفقة القرن، وما هو سبب تغييب دور الأردن هنا، هل هو متعمد، ام رغبة في الانفراد بالبطولة، وقد أدمن هؤلاء ادعاء الفوز في بطولات فردية حتى لو كانت زوجية أو جماعية .

والشيء بالشيء يذكر ، فعندما دخل الملك الراحل الحسين طيب الله ثراه بعد أيام من معركة الكرامة، إلى دائرة المخابرات العامة، وجلس في مكتب مديرها آنذاك محمد رسول الكيلاني واستمع إليه، ثم طلب "أبو رسول" من مساعديه للشؤون الداخلية والخارجية، مضر بدران، وأديب طهبوب، تقديم إيجازهما في حضرة الملك، قبل أن يدخل "محلل الدائرة" عدنان أبو عودة، - مع حفظ ألقاب الجميع والترحم على من رحل - كان "أبو السعيد" يراقب عن كثب عقب النصر في الكرامة، إعلام الفصائل، وقد قيل في البداية أن الحرب دارت بين الفدائيين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي بمساندة أو دعم من الجيش الأردني، ثم قيل أن الجيش لم يساند، وأن الفصائل هي من قادت المعركة وحيدة، قيل: كنا وحدنا، كما قال عزام: كنا وحدنا، إنها رغبة في تحقيق بطولة فردية، أو خشية من تسجيل نقطة لصالح الأردن في ملعب يخلو من ضربات الجزاء الأردنية، لأن الأردن كان وما زال أكبر من أن يصغُر. في ذلك اليوم رأى "أبو عوده" أن ما يقال، قد جانب الحقيقة، وقفز عنها، واستشعر سوء المآل في القادم من الأيام، وقال للملك ما أغضبه، وجعله يطفيء سيجارته ويغادر الدائرة حانقاً لأن الحسين رحمه الله كان يتحاشى أن يحدث ما حدث فيما بعد من صدام.

وحتى عندما نعود إلى عام ١٩٤٨، نجد رجل دين فلسطيني موتور يخطب في الناس ليقول أن رجالات الجهاد المقدس التي شكلها عبد القادر الحسيني، هي من أنقذت القدس الشرقية، وليس الجيش العربي، فيما روى الدكتور حازم نسيبه، وهو المقدسي الذي كان يعمل آنذاك في الإذاعة الفلسطينية، قصص البطولة للجيش العربي الذي حاصر حامية صهيونية في منطقة هداسا، وكادت الحامية أن تستسلم للجيش العربي لولا قبول الدول العربية بعقد الهدنة الأولى .

تصريحات عزام ليست الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة، سواء على لسانه أو لسان غيره، لكن الشمس لا تغطّى بغربال، وصحيح أن مثل هذه التصريحات لا تنقص من الأردن شرفاً وقدراً، ولكنها بلا شك مؤسفة ومخزية، وعلى أن الأردن لا ينتظر جميلاً من أحد مقابل مواقفه الوطنية والقومية تجاه فلسطين، إلا أنه أيضاً، لا يقبل أن "يُهضم"، ولن يقبل من يشتهي قول كلمة الحق أن يسمع الباطل، وهذه كلمة حق في كلام باطل، وما أصعب الخدلان .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :