facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تونس والأردن والإخوان المسلمون


باسم سكجها
30-07-2021 06:25 PM

لا تعيش حركة الإخوان المسلمين، الآن، أحسن أوقاتها، وإذا كان لنا أن نسمّي ما حصل معها في مصر بالنكسة، فما جرى ويجري معها في تونس، هذه الأيام، فيمكن تسميته وبضمير مرتاح: النكبة!

نعرف أنّ الوجود تحت الأرض السياسية ما زال قائماً للحركة، في كثير من الأقطار العربية، ولكننا نعرف أكثر أنه لم يعد له وجود واضح فوق تلك الأرض، اللهم إلاً في قطاع غزة بتمثيل من حركة حماس، وفي الأردن بتمثيل من حزب فاعل معترف به هو جبهة العمل الإسلامي، وفي قطر باعتبارها ملاذًا لبعض القيادات والأفكار، أما الوجود في تركيا فلا مجال للحديث عنه هنا، باعتبار أن السلطنة السابقة ليست عربية، وفي كل الأحوال فقد تمّ تحديد حركة (الحركة) فيها.

وعلى الجميع الاعتراف أن حركة الاخوان المسلمين ليست تنظيمًا مجتمعياً عابراً كما مرور الكرام، بل على العكس من ذلك، فقد ظلّ عابراً للحدود، تختلط فيه الدعوة الدينية بالسياسة، وقُدر له بالانتخابات أن يصل إلى السلطة، وقُدر له أن يصل إليها بالانقلاب أيضاً، وهذا حصل في غير دولة، ولكنّه لم يستطع أن يقدم نموذج الحكم الذي يرضي الناس، حتى هؤلاء الذين قاموا بانتخابه.

ظننتُ، شخصياً، أن الناس ستخرج مؤيدة لحركة النهضة التونسية، أو في القليل، نصرة لزعيمها الشعبي راشد الغنوشي، وهو رئيس البرلمان المنتخب، وعرّاب الثورة، مع ما سمّي بالانقلاب، ولكنّ الأمر كان على العكس تمامًا، فقد امتلأت بعض ميادين تونس بالمؤيدين، وبدا وكأن النموذج الإخواني التونسي سقط أيضاً، مع كل ما حمله من تقدمية عقائدية وبراغماتية ميّزته عن غيره، لأنه حافظ مع ذلك على ممارسة الفوقية، ومارس التعطيل، ولم يستفد من تجاربه، أو ممارسات غيره من نفس حملة الفكر، والإخوة في غير مكان.

يهمّني، هنا، أن يدرك الإخوان المسلمون العبرة مما جرى، في كلّ تلك التجارب، وألا يواصلوا تمثيل دور الضحية التي تريد المؤامرة الدولية رأسها، فهناك أخطاء لا بدّ من الاعتراف بها، وهناك انشقاقات خرجت منهم لتذهب إلى أقصى اليمين وآخر الشِمال، وهناك من هؤلاء من نظّم للإرهاب العبثي، وكانت نتائجه كارثية على الجميع، ولا بدّ من الإعتراف أكثر بأن الحركة التي بُنيت على عقل ويد حسن البنا، حادت في كثير من الأحيان عن فكره وأسلوب عمله.

هناك عبر كثيرة يمكن أخذها من تجارب مصر، والجزائر، وليبيا، وسوريا، واليمن، وليبيا، والعراق، ولبنان، وفلسطين، وربما السعودية ودول الخليج العربي، لتبقى هنا التجربة الأردنية التي أخذت من المدّ والجزر الكثير، فحافظ النظام السياسي على شعرة معاوية، مع كثير من الحزم، وحافظت حركة الإخوان المسلمين على بعض من رشاقة وسماحة التعاليم الأساسية للمؤسس، وإذا كانت انطلت عليها كذبة الربيع العربي لوقت قصير، فقد عدّلت المسار.

في تقديري أن حركة الإخوان المسلمين في الأردن، هي الباقية وحدها مُمثلةً رسمياً لتيار عربي يبلغ من العمر نحو تسعين عاماً، الآن، أمام تجربة تاريخية، واختبار حقيقي، قد يكون له ما له من إعتبار في دول أخرى مستقبلا إذا نجح، فهي ممثلة بشكل واسع في لجنة ملكية للاصلاح السياسي، سيكون من شأن نتاج اعمالها تغيير حقيقي في الممارسة السياسية، وهكذا فهي الفرصة لإثبات أن الفكر يتماشى مع العصر، وأن التعامل مع الواقع يتماهى مع المنطق الديمقراطي الحقيقي، وأنّ هذه تجربة يمكن تعميمها، وللحديث بقية.

(CNN)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :