facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المأساة الأفغانية المستمرة


د. زيد نوايسة
18-08-2021 11:39 PM

من المبكر اصدار احكام نهائية عن الأسباب التي أدت لعودة حركة طالبان وسيطرتها على كامل افغانستان تقريبا؛ بعد هروب الرئيس أشرف غني وحكومته وانهيار جيش قوامه 300 ألف مقاتل ومغادرة الولايات المتحدة وحلفائها هذا البلد بعد عشرين عاما من الاحتلال الذي كلفها ثلاثة تريليونات دولار (بعض التقديرات تتحدث عن ثلاثة تريليونات) وأكثر من 2500 قتيل اميركي وحوالي 21 ألف جريح بينما قتل وجرح ما يقارب ثلاثة ملايين أفغاني وهل نحن فعلا امام هزيمة أميركية أو إعادة انتاج الصراع في أفغانستان وتوظيفه في سياقات جديدة.

المفارقة هنا أنه وقبل أيام من السقوط المريع للحكومة الموالية لأميركا وفي لقاء صحفي أجاب الرئيس بايدن عن احتمالية سيطرة حركة طالبان على أفغانستان وأنه بات أمرا حتمياً فكان الجواب بالنفي لأن الجيش الافغاني جيش محترف ومجهز تجهيزاً كاملاً وعديده 300 ألف جندي ويستطيع الصمود امام عناصر حركة طالبان المكونة من 75 ألف عنصر لا يملكون ذات التجهيزات وأن خيار اجلاء المواطنين الأميركيين من على سطح مباني السفارة الأميركي في كابل لن يحدث ولكنه حدث فعلا والفارق ان السفارة كلها نقلت لمطار كابل.

كان السبب المباشر المعلن حينذاك للتدخل الاميركي تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقادة التنظيم للولايات المتحدة الأميركية باعتبارهم المسؤولين عن الاعمال الإرهابية في 11 سبتمبر، وأعلن الرئيس جورج بوش الابن يومها أنه يهدف من التدخل بناء دولة ديمقراطية تعددية تؤمن بحق الجميع في المشاركة السياسية وبحقوق الانسان وحق المرأة في التعليم والعمل ونبذ التطرف والإرهاب.

اليوم؛ وبعد عشرين عاما من حرب استنزفت اميركا يبدو أن هذا الحلم الكبير إذا كان فعلا هو الداعي الأساسي والحقيقي للتدخل انتهى وانهار بشكل سريع ودراماتيكي للدرجة التي فوجئت به الإدارة الاميركية وحلفاؤها ولكنها سرعان ما بررت عبر وزير خارجيتها انتوني بلنكن في حديث لشبكة سي. أن. أن، أن دواعي التدخل الأميركي في أفغانستان قبل عشرين عاما هي ملاحقة منفذي هجمات سبتمبر 2001، بينما ذهب مسؤولون أميركيون لتبرير هذا السقوط المريع للحكومة الموالية لهم هو الفساد المالي والسياسي للمسؤولين الأفغان.

أسئلة عديدة تثار اليوم حول احتمالية وجود صفقة حصلت بين الولايات المتحدة الأميركية وحركة طالبان التي خسرت المعركة في العام 2001 ولكنها عملياً كسبت الحرب بعد عشرين عاما على سقوط دولتها المتشددة التي لم تستمر أكثر من ثلاث سنوات، لكن علينا أن نستدرك أن المفاجأة تتراجع عندما نتذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان قد أعلن في حملته الانتخابية صراحة أنه سينسحب من أفغانستان بذات الوقت الذي بدأت فيه إدارة الرئيس السابق ترامب مفاوضات مباشرة برعاية قطرية في الدوحة وهو ما أفضى لاتفاق الدوحة في 29/شباط/2020، والمؤكد أن المفاوضين الأميركيين لم يكونوا ليتوقعوا أن تنظيماً بشراسة وعقائدية طالبان سيتفاوض معهم ليسلم سلاحه بل ربما ليضمن خروجا آمنا للقوات الأميركية وهو ما حصل فعلياً.

في كل هذا السيناريو الافغاني المعقد والمستمر منذ انقلاب سردار محمد خان في العام 1973 على ابن عمه الملك محمد ظاهر شاه وهو في إيطاليا يجري عملية جراحية لعينه وصولاً لانقلاب الشيوعيين عليه العام 1978 والتدخل السوفياتي لاحقاً لحمايتهم يتكرر مشهد هروب مئات آلاف بل ملايين الأفغان وراء دولة الاحتلال التي سرعان ما تتخلى عن حلفائها ليواجهوا مصيرهم وليصبحوا جزءا من صراع جديد قد يطول أو يتم إعادة انتاجه بأشكال وصيغ مختلفة وأن ما يحكم البقاء أو الخروج هو المصالح الاستعمارية أولاً واخيراً ودائماً هناك صلاحية للاستعمال تنتهي مع انتهاء مصالح المحتل.

(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :