facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن بغداد التي لم أزرها


خالد سامح
09-11-2021 09:33 AM

أعادتني المسرحية العراقية (The home) والتي عرضت قبل أيام ضمن مهرجان الأردن المسرحي، وتناولت المأساة العراقية لسؤال أحد الأصدقاء العراقيين لي في رسالة عبر المسنجر عن الصورة التي تتركها منجزات الفنانين والأدباء العراقيين في ذهني عن بغداد وربما أذهان الذين هم مثلي لم يزوروها بعد ويتمنون أن يتحقق ذلك يوماً.

بالعودة الى سؤال الصديق العراقي، فقد كانت إجابتي:

عند الحديث عن بغداد يحضرني ما قالته الكاتبة السورية غادة السمان، فبعد عودتها من زيارة للمدينة سألوها عن الصورة التي حملتها في ذهنها، أجابت:

"تحتاج دهر كامل لتعرف بغداد..ودهر آخر حتى تنساها".

ربما تتوافق تلك الاجابة مع ما أحمله أنا أيضاً في ذهني عن تلك المدينة من صورة متخيلة، أو لربما رسخت في وعيي تلك الفكرة منذ قرأت اجابة غادة السمان تلك ومعها الكثير من إبداعات كتاب عرب كجبرا ابراهيم جبرا وعبد الرحمن منيف وغالب هلسا وغيرهم ممن كتبوا المدينة وسعوا لرصدها في حالاتها وتحولاتها وتقلبات أقدارها ووجوهها المتناقضة –ألم يكتب غالب هلسا فيها روايته ( ثلاثة وجوه لبغداد)؟

لم أزر بغداد العظيمة –للأسف الشديد- لكنها في ذهني مدينة الأساطير والحكايا الغامضة، كأنها قطعة من التاريخ ...عصية وصعبه وعنيدة، يستحيل نحتها للوصول الى قلبها وجوهرها، أو الاحاطة بها وفك شيفرتها ...ثم تأتي حرائق العام 2003 لترسم صوراً جديدة لحاضرة الثقافة والعلم والابداع والليالي الألف ، صوراً قاتمة وسوداوية وجنائزية، تتخاطفها وكالات الأنباء وشاشات الفضائيات، فما هي الصورة المتوقعة التي يمكن لمثقفي المدينة ومبدعيها أن ينقلوها لنا في ظل كل هذا الخراب والجحيم! الاحتمال الأكثر منطقية ساد خلال تلك الفترة، عشرات الروايات والدواوين الشعرية والمجموعات القصصية ومثلها وأزيد معارض تشكيلية وعروض مسرحية توثق للمأساة توثيقاً ابداعياً خلاقاً، صراع وعنف عبثي، موت مجاني ، مدينة مستباحة في مواجهة مستقبل ما زال مجهولاً وأسئلة لا نهائية تتوالد كل يوم، أتمنى لو يقع في يدي يوماً ما كتابا لأديب بغدادي يوحي بصورة أخرى للمدينة أو أحضر مسرحية أو معرض تشكيلي يذهب في ذاك الاتجاه، ولكن قدر المثقف والمبدع أن يكون ابن بيئته ونتيجتها المباشرة، هل يمكن له أن يبيع الوهم أو يرسم صورة وردية للواقع مناقضة لحقيقته وينقلها للآخرين؟ كم سيبدو ذلك ساذجاً ومملاً وغير نبيل أيضاً.

المفارقة العجيبة هنا – والتي تبعث بكثير من الأمل أيضاً- أن بغداد ما زالت تنتج ابداعاً وجمالاً في مواجهة القبح والألم وخطاب الكراهية، ولا تكف عن ولادة مبدعين حقيقيين يحققون انجازات عالمية وينالون التكريم لأهمية ما ينجزون وما يحمل من قيمة فنية وانسانية عالية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :