facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




متحورات كورونا والدوران في فلك اللامعقول


فيصل تايه
28-11-2021 10:05 AM

مع ما يشهده العالم من عودة لانتشار متحورات كورونا بشكل سريع يتزايد معه الذعر البالغ الذي ينشره، فهذا الفيروس يعود ليختبر الأنظمة الصحية مرة أخرى، خاصة بعد تحصين أعداد كبيرة من سكان الكوكب، ما يشكل تهديدا حقيقيا في مواجهة هذا الوباء وتخطي مثل هذا التهديد الجديد، لكننا في الأردن ما كان ملفتاً هو عدم اكتراث العديد من المواطنين لانتشار هذا الوباء، بشكل يتناقض مع المشهد السائد عالمياً، والذي يشهد حالة من الترقب لظاهرة انتشار هذا الفيروس الغامض، فما زلنا نعيش استمرارية المخالفة الصريحة لتعليمات الجهات الصحية، وعدم تقيد الكثير من المواطنين بالإرشادات والنصائح الطبية والصحية التي تحميهم وتحمي غيرهم من انتقال العدوى، بالرغم من توجيهات الدولة اليومية للمواطنين وتوعيتهم، والضغط باتجاه التزام الجميع بالامتثال الصارم لتعليمات وزارة الصحة والمركز الوطني للامن وادارة الازمات ولجنة الاوبئة.

دعونا نتحدث بكل صراحة فيما يتعلق بهذا الموضوع وعلى أهميته القصوى ، فالكثير من المواطنين قد يفعلون بانفسهم وأحبّتهم واقربائهم وأصدقائهم وجيرانهم وبني وطنهم ما لا يفعله الدّ أعدائهم ، ومن تهيّأ لفكره او تبادر لذهنه أنّ الدعوات إلى الاحتراس والحذر من هذا الوباء فيها تهويل ومبالغة فهو قمة في الجهل ، فكلّ القرائن تؤكّد أنّ هذا الوباء خطير ، ويجب الالتفات لخطورة الموقف الكارثيّ المنذر بعودة الفاجعة الإنسانية إلى المربع الأول ، ما يحتاج منّا أفراداً وعائلات ومجموعات ومؤسسات إلى بذل مزيد من الحرص والجدية باستخدام لغة تحذيرية قوية ، تبدأ بالذات والمحيطين والمجتمع ككل ، لكننا نجد وللأسف الإمعان من عدد كبير من المواطنين لمن يروجون لعكس ذلك والاستخفاف بهذا الخطر الماحق ، فقد امتدّ إلى السلوك والفعل والحركة، حين نشاهد ألوانًا من التمرّد تجلت في عدم الالتزام الكثيرين بالتباعد الجسدي ، والاكتظاظ في الأسواق ، والخروج عن التعليمات الاحترازية ، فكان ذلك من علامات الفوضى والخروج عن التوجهات والتعليمات والقرارات .

للاسف ان هناك فئة ما زالت تستهتر بالتعاليمات الخاصة باتباع الإرشادات الصحية ، يمكن لهم أن ينقلوا العدوى للأكثرية في غضون لحظات ، لتزداد إعداد الاصابات اليومية بشكل جنوني ، لذلك يجب على الحكومة اعادة اتخاذ القرارات الرادعة ضد كل من يتلاعب بأرواح الناس من خلال عدم التزامهم بالضوابط والاشتراطات الصحية في هذه الظروف الاستثنائية ، وعلى الجهات الرسمية المكلفة بالعودة لتنفيذ أمر الدفاع رقم ٨ ، والتعامل مع هؤلاء المستهترين بصرامة ، فلا تهاون مع المخالفين ليكونوا عبرة لغيرهم ، فحين يعود المرض للانتشار كسرعة النار في الهشيم ، سنعود إلى اعادة حالة الطوارئ القصوى ، إلا اننا نجد البعض يضرب بعرض الحائط قرارات الدولة التحذيرية ، ونجدهم بالمئات يسرحون ويمرحون في الأسواق ، وكأن المرض لا يعنيهم!

اننا ونحن نتحدث عن هذا الموضوع نجد أن المشكلة في مجتمعنا ، بأن لدينا شريحة كبيرة تفتي وتتحدث بما تشاء في كل شأن وموضوع ، وتجد لها مساحة إعلامية واسعة ، لتظهر عندنا ردود أفعال غير متوقعة ذلك مع تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بطرق مختلفة وفريدة من نوعها ، ونلاحظ ان طابع السخرية قد طغى على المشهد العام ، لنجد العديد من نشطاء فيسبوك يتداولون نشر الشائعات ، كان آخرها ما هو متعلق بعودة التعليم عن بعد ، لكن الأخطر من ذلك أيضاً، هو بعض العقول التي تعشق اختلاق القصص وفبركتها في ظل وجود الهاجس الساكن في الثقافة والعقول ، فأصبحت السيطرة على ذهن المواطن أمرا سهلا ويسيرا عبر منصات التواصل ، وأصبحت ألسنتنا ترتل ترانيم و تعاويذ مفبركة أكثر من أي أمر آخر بلغة استهتارية لامعقولة ، وهذا يستدعي تشديد عقوبة مروّجي الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، والوقوف بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه بث الفزع والهلع في نفوس أفراد المجتمع.

واخيراً ، فنحن بحاجة ال ثقافة تضرب بعمق ضمائرنا، وعدم تصديق كل ما ينشر من أكاذيب على هذه المواقع والمنصات الاجتماعية ، والرجوع إلى الجهات المسؤولة في الدولة لاستقبال المعلومة ، حيث ان معظمها لديها حسابات نشطة على هذه المواقع ، اضافة لأهمية دور الإعلام في نشر الوعي المجتمعي وطمأنة المواطنين من خلال نشر الحقائق التي تعلنها الجهات الرسمية بصفة مستمرة.

حمى الله الاردن .. وقيادته .. وحمى الله الاردنيين من اي مكروه .

والله ولي التوفيق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :