facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"كورونا" بين التهويل والتضليل ورسالة الاعلام الموثوق


فيصل تايه
17-12-2021 08:11 PM

في عصر الأزمات التي يعيشها العالم الان ، والتي تسيّدتها "بلا منازع" أزمة كورونا ، تتضاعف مسؤولية الإعلام الرسمي في دعم الإدارة الحكومية والمؤسسية لهذه الأزمات، خاصة في احتواء الآثار الناجمة عنها ، ولعل تفشي فيروس كورونا ، باعتباره أزمة صحية عالمية، كانت كاشفة لهذا الأمر ، ففي الوقت الذي كان الإعلام أحد أهم مرتكزات إدارة هذه الأزمة في بعض الدول ومنها الأردن ، لكنه اصبح جزءاً من الأزمة في تفاصيل الحياة اليومية التي يعيشها المواطنون ، ذلك حينما تتخلى بعض وسائل الإعلام عن مسؤوليتها الوطنية، لتقع في فخ التسويف والشائعات والتهويل، فبدلاً من أن تكون هذه الوسائل عامل طمأنة للمجتمع ، كانت للأسف سبباً لاستمرار وتفشي ظاهرة الخوف والرعب كلما دق "الكوز بالجرة" في ظهور متحوات جديدة لفيروس كورونا ، ذلك بالتركيز المفرط على الأخبار السلبية في التغطية اليومية للأزمة الصحية التي تتصاعد وتيرتها بتنامي الحالات والاصابات وازديادها بشكل ملحوظ ، في وقت يشهد الأردن بالفترة الأخيرة ذروة الموجة الثالثة وارتفاعاً متصاعداً في عدد الإصابات بكوفيد-١٩ .

اننا وبحكم الظروف التي نمر بها ونحن بانتظار انفراجه ، لا بد من دعوة المسؤولين عن محطات التلفزيون والقنوات الفضائية المختلفة إلى "الاضطلاع بمسؤولياتهم الاجتماعية تجاه المواطن وعدم التفاعل المفرط على الأخبار السلبية والتهويلات الإخبارية المقلقة خاصة مع ظهور المتحور الجديد "اوميكرون" ، لما لذلك من آثار سلبيه في اعادة بث الذعر والخوف واليأس في أوساط المجتمع ، الأمر الذي يصعب من معالجة الوضع إعلاميا ، وفي نظرة الدول الأخرى لوضع الاردن الوبائي وتصنيفه الى الدرجة الحمراء ، ما يؤثر على مختلف مناحي الحياة الاقتصادية وازدياد سوءتها ، والضرر الذي قد يلحق بالسياحة ، فبعض الدول امتنعت عن إرسال الجروبات السياحية ومنها إيطاليا للاردن بسبب التهويل الاعلامي للوضع الوبائي في الأردن ، لذلك فمن الضرورة بمكان "الامتثال للقواعد المهنية والتحلي بالتوازن والموضوعية في التغطية ، والدقة في تحري الأخبار والصور قبل نشرها، خصوصاً عندما تشكل القنوات الفضائية والصحف الإلكترونية وسائل التواصل الاجتماعي "مصدراً رئيسياً للمعلومة .

اننا الان وبعد كل تلك الظروف والاحوال ، وما عانيناه من انعكاسات لهذا الوباء اللعين ، فمن الواجب على كافة الوسائل الاعلامية الاستمرار في الالتزام بإيصال رسائل الطمأنة لدى أفراد المجتمع ، وتأكيد الثقة بقدرة المنظومة الصحية في الاردن على التعاطي مع تطورات هذه الأزمة وتداعياتها المحتملة ، خاصة أنها تطبق أفضل المعايير في مجال الإجراءات الاحترازية والوقائية ، فنجاح إعلامنا الأردني في إيصال رسالة الإيجابية في التعامل مع الأزمة إنما هو بالتأكيد تجسيد لنجاح الدولة في إدارة الأزمة بشكل عام ، وتعاملها بكل شفافية ووضوح مع هذا الوباء ، فالمعلومات التي تحرص الجهات الرسمية في المركز الوطني لإدارة الازمات على توفيرها على مدار الساعة ، لا شك سهلت للإعلام القيام بدوره على الوجه الأمثل ، لذلك يجب الحرص على توخي المصداقية والشفافية في نقل الخبر من مصدره الموثوق ، حيث من الواجب مساعدة إدارة الإعلام الأردني للاستمرار بحملات التوعية والالتزام بالإرشادات التي يتم بثها على مدار الساعة ، لتتعمق المسؤولية المجتمعية في مواجهة الفيروس.

اعود إلى القول ان الإعلام الاردني تعامل بكل كفاءة واحترافية مع أزمة كورونا المباغته ، فكانت رسائله الموجهة إلى الداخل واضحة ودقيقة ونجحت في تحصين المجتمع من الشائعات التي تستهدف بث الخوف ، في الوقت الذي يستمر فيه ببث رسائل الأمل والطمأنينة ، وتجنب الذباب الإلكتروني الذي يتغذى على ترويج الفتن والشائعات فقد علمتنا أزمة كورونا أن الأثر الاهم لـ «كورونا» في صناعة الإعلام يتمثل في إعادة صياغة أولويات للموطنين وصناع الأجندات الإعلامية، لذلك فقد أمكن لنا أن نختبر قدرة المواطنين على الإخلاص لأولويات جادة ضمن التغطيات الموثوقة، فمع ما نعيش من سرعة انتقال المعلومة ، وطبيعة «السوشيال ميديا» غير الخاضعة لأي نوع من أنواع الضبط ، فلا بد من ان يبقى الاعتبار للصحيفة والتليفزيون ووكالة الأنباء ، رغم ان التفاعلات على «السوشيال ميديا» تنحسر في الأهمية والاعتماد رغم كثافة التعرض، أو على الأقل بات الناس أكثر حرصاً على تدقيق ما يرد عبرها، وأبعد خطوة عن الوقوع ضحية لشططها.

لا شكّ في أنّ الأخبار الزائفة كثيرة والتي ما زالت تطُبع في ذهن المواطن خاصة في الأسابيع الماضية ومع تفشي الفيروس المتحور الجديد "اوميكرون" ، وارتفاع اعداد الاصابات حيث عادث بعض السرديات المختلقة للنهوض من جديد ، وعادت نظريات المؤامرة حول كورونا تبنى من جديد ، لكنها سرعان ما تصبح كالأبنية المفككة والمعلّقة في الهواء ، ولأنها تظهر في زمن الخوف والقلق وقلّة الخبرة بالتهديدات الموجودة، تصبح ذات قدرة أكبر على الانتشار.

وأخيرا فما يلزمنا أن نربي ثقافة محاربة التضليل خاصة ما يشاع على شبكة الإنترنت، والوثوق باعلامنا الرسمي فإنّ كافة السرديات التي تتحول في عقولنا لا تقدّم شيئاً جديداً بالضرورة ، بل قد تكون إعادة تدوير لنظريات ومعلومات زائفة ما زالت تروج خلال كل أزمة وكلّ ما في الأمر أنه “أعيد توجيهها لتخدم السياقات الجديدة”، وهي تظهر فوراً وتنتشر كالنار في الهشيم لأن “الطلب على المعلومات بشأن مسألة "ما" يكون مرتفعاً، لكن المعلومات الموثوقة يجب أن لا تبدو محدودة ، وبالتالي يظهر العجر في المعلومات ، وهذا العجز ستملؤه المعلومات الخاطئة.

وللحديث بقية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :