facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الهوية الأردنية الجامعة والمبادرة الملكية


السفير الدكتور موفق العجلوني
23-12-2021 12:33 PM

كلما ازددت علماً ازددت علماً بجهلي، ونجهل فوق جهل الجاهلين، وفوق كل ذي علم عليم، واسـألوا أهل الذكران كنتم لا تعلمون، اللهم اني كنت من الظالمين .

تناولت موضوع الهوية الأردنية الجامعة في عمون الغراء بتاريخ ٢٠/١٢/٢٠٢١ بعنوان: " اتركوها فإنها منتنة ". وليعلم الله انني لست معارضاً بالمفهوم السياسي، وانا محب وعاشق لمليكي وللعرش الهاشمي ولأردنيتي وعروبتي وإسلامي وانسانيتي. و لكن يعتقد الانسان أحيانا انه على قمة جبل عالية يشاهد الجهات السياسية الأربعة، ليكتشف انه يقف في ظل الجبل و يحكم على الأجواء السياسية من تلك الزاوية، و هكذا كنت انا عندما تناولت موضوع الهوية الأردنية قبل اطلاعي على حديث جلالة الملك عام ٢٠١١ .

ولكن بعد الرجوع الى اهل العلم والرأي في التاريخ والسياسة، وجدت ان هنالك خلفية لهذه الفكرة، واشعر اننا ظلمنا سمير الرفاعي كشخص وظلمنا سمير الرفاعي صاحب الدولة رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية. و لكن كيف .؟؟؟

لو رجعنا الى لقاء جلالة الملك عبد الله حفظه الله بتاريخ ١٠/١٠/١٠١١ أي قبل عشر سنوات مع نخبة من الادباء و المثقفين و المفكرين والاكاديميين حيث قال جلالته :

أن هويتنا الأردنية هوية جامعة لا مفرقة، وهي هوية عربية إسلامية تحتوي جميع أبناء وبنات الوطن. والدور المهم الذي يضطلعون به في تعميق مبادئ الانتماء للوطن قولا وفعلا، وفي ترسيخ الهوية الوطنية الجامعة لكل الأردنيين والأردنيات.


يجب أن نكون أكثر وعيا وحذرا، وأن نميز في خطابنا السياسي والفكري بين مناقشة الهوية الوطنية، وعدم السماح بأخذ هذا النقاش نحو ثنائية تفتت المجتمع".

يجب أن يكون الحديث عن الهوية الأردنية بشكل إيجابي وواضح". ويجب أن نتحدث بصوت عال بالنسبة للهوية الأردنية والوحدة الوطنية بالنسبة لي خط أحمر، ولن نقبل أو نعطي المجال لنفر قليل مهما كانت منابته ومشاربه وغاياته أن يخرب مستقبل الأردن".

عندما يتطرق النقاش إلى كل القضايا التي تهمنا، هناك أناس لا يعجبهم ذلك، ونجد من هو راض ومن هو غير راض، لكن في النهاية الأغلبية تجمع على مصلحة الأردن ومصلحة أولادنا في المستقبل الذين نريد أن نفتح لهم كل الأبواب".

أن الوطن البديل ليس له وجود إلا في عقول ضعاف النفوس، وما يسمى بالخيار الأردني ليس له مكان في قاموس الأردنيين، وأن الحديث حول هذا الموضوع هو وهم سياسي، وأحلام مستحيلة.

أن "الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين، وهويتنا عربية إسلامية، ونحن نعرف اتجاهنا وطريقنا واضحة لحماية مستقبل فلسطين، ولحماية حقوقنا بمستقبل القدس، وحق العودة، وإننا ندعم حقوق الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية، ونحن سياسيا لم نتغير، ولن نغير، فموضوع الوطن البديل يجب أن لا يكون جزءا من النقاش".

يظهر بين فترة وأخرى في الأردن موضوع الوطن البديل "وهذا غير مقبول على الإطلاق، ولا يجوز أن نتحدث بنفس الموضوع كل سنة. هناك من يكبر الموضوع، والخائفون هم الذين يثيرونه. للأسف هناك أناس كل ما نحاول طمأنتهم يعودون لطرح نفس الموضوع. نريد أن نسير للأمام، ولدينا فرصة تاريخية أن نفتح صفحة جديدة، ونحاول أن نطور الإصلاح السياسي ليس للأردن فقط، لكن للشرق الأوسط أيضا حتى نكون مثالا للجميع في هذا المجال.

أن موقف الأردن بالنسبة لدعم القضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني لا يسبقه علينا أحد. وإن الأردن ومستقبل فلسطين أقوى من إسرائيل اليوم، والإسرائيلي هو الذي يخاف اليوم.

أريد أن أطمئن الجميع لن يكون الأردن وطنا بديلا لأحد، وهل يعقل أن يكون الأردن بديلا لأحد ونحن جالسون لا نحرك ساكنا، لدينا جيش ومستعدون أن نقاتل من أجل وطننا ومن اجل مستقبل الأردن، ويجب أن نتحدث بقوة ولا نسمح حتى لمجرد هذه الفكرة أن تبقى في عقول بعضنا.

سنواصل قيادة جهود الإصلاح حتى تتحقق النتائج المرجوة منها بتعاون الجميع، وأمامنا فرصة هامة لتشكيل أنموذج متقدم للإصلاح في المنطقة، والنهوض بالحياة السياسية والحزبية.

ليس لدينا أي تخوف بالنسبة للإصلاح، ونحن ماضون، ونسير قدما بالنسبة إلى الإصلاح السياسي، ونريد أن نحضر أنفسنا لصفحة جديدة بالنسبة لمستقبل الأردن"، داعيا إلى تحديد ما هو مطلوب حتى نتمكن من دعم الجيل الجديد ليكون ولاءه لمستقبل البلد وبما يقوي الجبهة الداخلية.


وفي هذا اللقاء، عبر جلالته عن تقديره للأدباء والمثقفين والمفكرين على توجيه الرأي العام، وتنوير المواطن في العديد من القضايا التي تهم حاضر ومستقبل الوطن، لاسيما موضوع الهوية الأردنية.

من جهتهم اكدت النخبة من المتحدتين خلال هذا اللقاء:

أن مواقف جلالة الملك المتقدمة حيال مختلف القضايا، لاسيما نظرة جلالته ورؤيته لتحقيق الإصلاح الشامل، هي موضع تقدير من الجميع ووضعت الأردن في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال، مشيدين بالإنجازات التي حققها الوطن منذ تسلم جلالته أمانة المسؤولية.

الأردن دولة ناجحة منذ تأسيسه قبل نحو تسعين عاما على مختلف الصعد محليا وخارجيا، وأصبح نموذجا يحتذى في المنطقة، مؤكدين أهمية تفعيل دور الإعلام، خصوصا الإعلام الرسمي في تبني وطرح مختلف القضايا التي تشغل الساحة الأردنية وإبرازها ومعالجتها.

ليس هناك تناقض وتعارض بين الهويتين الأردنية والفلسطينية والى خصوصية العلاقة بين الطرفين، مؤكدين أهمية تعزيز مفهوم الهوية الوطنية الأردنية الجامعة من خلال الحوار الصريح وإيجاد آليات لإدامته.

عبروا عن تقديرهم لطرح جلالته الجريء لمختلف القضايا التي تهم المواطنين وتحدد مستقبل الأردن، وقالوا إن رؤية جلالته متقدمة بالنسبة للأردن حاضرا ومستقبلا.

ليس هناك صراع بين هوية أردنية وهوية فلسطينية إلا من فئة قليلة تحاول تحويل مفهوم الهوية إلى مصلحة و"بزنس"، مؤكدين أهمية الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، حيث أن أي عبث بها يصب في مصلحة العدو.

ضرورة أن يكون هناك نهضة ايجابية تعمل لصالح مستقبل الأردن تخرجنا من حالة العصاب أو إشكالية الهوية، مشيرين بهذا الصدد إلى الثورة العربية الكبرى التي استمدت نجاحها من تنوع حاملي لوائها والتي ضمتهم تحت هوية عربية واحدة.

هنالك إمكانية تشكيل لجان مصغرة من النخب المثقفة للتحاور مع الناس في مختلف مواقعهم لإيضاح مستقبل الأردن، وماذا يسعى إلى تحقيقه، وضرورة أن تكون هناك صيغة ترضي الأردنيين من مختلف أصولهم حول الهوية من خلال النقاش الصريح وإجراء لقاءات حوارية على كل المستويات بين أبناء المجتمع الذي يثريه التنوع.

يحتاج الإصلاح الشامل الذي يقوده جلاله الملك ويؤكد عليه إلى وجود من يؤمن بالإصلاح وبضرورته، ويمتلك أدوات تنفيذه بما يحقق النفع العام للوطن والمواطنين.

لا مخاوف على موضوع الهوية وان الإشكالات الحقيقية الموجودة في الصالونات والشارع ناتجة عن مخاوف ستتراجع إذا تمت عملية الإصلاح، على المثقفين دورا مهما في عملية التوعية خاصة أن البعض يحاول ترجمة موضوع الهوية الأردنية وإبرازها وتوصيفها بصورة خاطئة ومبالغ فيها.

و لو رجعنا لى محاضرة دولة عبد الرؤوف الروابدة بتاريخ ١٩/١١/ ٢٠١٤ ، حول الشخصية الوطنية لدى استقباله وفدا من الدارسين في كلية الدفاع الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة، فقد قال بالحرف الواحد :

أن الهوية الوطنية الأردنية هوية جامعة لا تقبل الإقصاء أو التهميش.

أهمية الاعتزاز والالتزام بها باعتبارها عنصر أساسي ومتمم للهوية القومية والانسانية .

تميز الاردن بتنوع مكوناته، فهو بوتقة صهرت الى جانب الاردنيين قبل قيام إمارة شرقي الاردن مكونات عديدة منها : احرار بلاد الشام الذين فاءوا الى الاردن بعد معركة ميسلون، وبعض قيادات الثورة العربية الكبرى، واللاجئين والنازحين الفلسطينيين، الى جانب أقليات عرقية من الشركس والشيشان والاكراد والترك والارمن وغيرهم .

أسهمت النشأة العروبية للدولة الاردنية في اختفاء الهوية الاردنية لصالح الهوية العربية، في حين برزت الهوية القطرية في كل قطر عربي .

الأردنيين ليسوا إقليميين ولا يمكن أن يصبحوا إقليميين بسبب نشأتهم العروبية، محذرا في الوقت نفسه من بروز أكثر من هوية وطنية واحدة في وطن واحد.

عناصر قوة الدولة الاردنية التي ساهمت في تكوين الشخصية الأردنية، اضافة الى التاريخ والجغرافيا وأهمها ارث الرسالة النبوية والثورة العربية الكبرى، والديموقراطية، والوسطية والاعتدال، والتسامح، اضافة الى الوحدة الوطنية، والانجاز، والامن والاستقرار، والدور الفاعل.

الشخصية الوطنية الاردنية تعشق الأردن، وتعتز بالانتماء اليه، وتفخر بتاريخه ودوره وانجازاته، وهو عندها اولا وكل الاهتمامات الاخرى تليه . وهي شخصية تعنى بكل قضايا الأمة وفي مقدمتها قضيتنا المركزية في فلسطين، وهي شخصية حاضنة وأم رؤوم لكل عربي فاء اليها.

الشخصية الوطنية الاردنية متدينة بوعي وفهم وموضوعية، وهي وسطية معتدلة بعيدة عن التطرف واستغلال التدين، ومتسامحة تقبل الأديان السماوية وتحترمها وتتعامل معها للمصلحة العامة، و هي شخصية ديموقراطية تؤمن بالحوار وسيلة للوصول الى القواسم المشتركة بعيدا عن المزاودة او المناقصة، وعن احتكار الحقيقة، كما انها ترفض الانعزالية وان تكون في موقف المتفرج .

الشخصية الأردنية تعشق الحرية وتعتز بالكرامة الانسانية وتؤمن بالمواطنة الحقة وبالهوية الوطنية، وتقدس الامن والاستقرار باعتباره الحاضنة للديموقراطية والحريات العامة، وهي شخصية منتجة تأبى التواكل وتؤمن بالعمل والابداع فيه، وتقدر الانجاز الوطني وتحميه من المستغلين والفاسدين والمعتدين.

واذا عدنا الى مذكرات دولة طاهر المصري في الصفحة ٣٨٧ من الجزء الثاني من مذكرات نص لرسالة حول الوحدة الوطنية كتبتها مجموعة من الشخصيات السياسية من بينها أصحاب الدولة طاهر المصري والمرحوم فايز الطراونة وعبد الرؤوف الروابدة إضافة إلى معالي رجائي المعشر وآخرين. تبدأ الرسالة بالجملة التالية:

"إن الهوية الوطنية الواحدة هي الأساس الجامع لأبناء الوطن في وحدة واحدة غير قابلة للتقسيم، وهذه الهوية الوطنية حق مطلق لكل من يحمل الجنسية الوطنية ويترتب مفهوم المواطنة على تلك الهوية الجامعة. "

ويبدوا لي ان هذا هو أول استخدام لمصطلح "الهوية الجامعة" في القاموس السياسي الأردني.

ولو طرح السؤال على دولة سمير الرفاعي رئيس اللجنة الملكية: لماذا لم تتناولوا الخلفية التاريخية لاصطلاح الهوية الأردنية الجامعة، لا نعرف ماذا سيجيب ...!!!

وهنا اكرر للمرة الثانية ان الذين اعترضوا على هذا المصطلح ظلموا دولة أبو زيد وانا منهم. و باعتقادي بعد هذا السيناريو، أصبحت الصورة واضحة لا تحتاج الى الذهاب الى القاضي (مجلس الامة بغرفتيه) .

وربما اذهب بعيداً بعض الشيء الى معالي الدكتور خالد الكركي رئيس مجمع اللغة العربية الأردني، واللجنة الوطنية الأردنية للنهوض باللغة العربية، حول هذه المسألة، لاعتقادي انها ليست ذات جانب سياسي بعد هذا التعليق وان المسألة لا تعدو عن انها ذات جانب لغوي، وان نتوقف عند كلمة جلالة الملك عام ٢٠١١ والمعنى الواضح الذي بينه جلالته.

وكوني لست ضليعا بالجانب اللغوي، أتمنى على علماء اللغة، و مجمع اللغة العربية الأردني ان يوضحوا ما طرحة جلالة الملك عام ٢٠١١، و ما ورد على لسان كل من اصحاب الدولة عبد الرؤوف الروابدة و طاهر المصري، وما يدور على الساحة الأردنية من جدال . وكفى الله الأردنيين شر الخلاف.

ajlounifamily@hotmail.com
مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :