facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تعويم الاصلاح


د. صبري ربيحات
25-01-2022 12:00 AM

في الاردن لا شيء يبدو اكثر غموضا من مفهوم الاصلاح فهو يعني اشياء متنوعة بتنوع الجهات التي تطالب به. ولا اظن ان هناك اتفاق بين الفئات التي تنادي به.

الاختلاف على الاصلاح لا يتوقف عند المقصود بالمفهوم بل يمتد الى ماهيته ومدى الحاجة والاتجاهات التي ينبغي ان يتخذها كما يفتقر الجميع الى تصور مشترك للحالة التي تريد الفئات او المكونات المتنوعة الوصول لها.

في الاردن هناك افتراضات متباينة عن طبيعة الناس ومدى جاهزيتهم لتحمل مسؤولية ادارة شؤونهم او تقرير خياراتهم. البعض يعتقد ان الامور على افضل حال وان المطالبة بالاصلاح ترف والبعض يذهب الى ابعد من ذلك فيرى ان الاصلاح ينبغي ان يذهب باتجاه مزيد من التضييق وتحديد الحريات وملاحقة من يعتقدون انهم "بزيدوها" على الصعيد الشعبي يرى غالبية الناس ان الاصلاح ضرورة للنهوض بالدولة وتحصينها وحمايتها. ولايرى الناس املا في التحسن الاقتصادي والنهوض بمستوى حياة المواطن ووقف الفساد والهدر والترهل دون اصلاحات سياسية تعيد تعريف العلاقة بين الدولة والمجتمع وتتحمل الجماهير مسؤولياتها من خلال البرامج الحزبية التي تعرض على الناخبين في انتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة.

من وقت لاخر يظهر بعض من امضوا حياتهم في مواقع السلطة لينادوا بالحرية والديمقراطية والمساءلة ثم لا يلبثوا ان يبدلوا مواقفهم.

في الاردن فقط يمكن ان ترى الثوري السابق محافظا ويتحول المحافظ الى ليبرالي ويجدد الاشخاص او يلونون خطابهم حسب مقتضى الحال او حجم المنفعة والعائد.

في حالات اخرى يجري التعامل مع الاصلاح على انه مشروع يخص فرد او جماعة يجري تلزيمه لفرد او لجماعة او شلة او طبقة تعمل على ضخ تصوراتها وايدلوجيتها فيه وتقدمه للاخرين علي انه خيار وطني.

ايا كانت عبقرية الاشخاص ومواقعهم فلا احد يملك القدرة ولا الامكانية للتفكير نيابة عن الناس.. المدهش هو استمرار التعامل مع المقترحات وتقديمها على انها حلول للمشكلات واستجابة للامال والطموحات... وتصدي بعض الاشخاص للمناداة والشرح والتبشير قبل ان يقول الشعب كلمته تجاهها.

الجهود المبذولة من قبل من دخلوا السباق تنحصر في محاولة تبيان مواهبهم وقدراتهم على التواصل مع اطياف المجتمع والحديث عن التغيير الموعود واستمالة بعض تشكيلات المجتمع للانخراط في العملية التي لا يعرف الكثير من الناس عن ماهيتها ولا اتجاهاتها ومداها.

في الارياف والمدن والبادية لا يكترث غالبية الناس لما يجري في العاصمة فهم يصارعون غلاء الاسعار وتردي الاوضاع والمخاوف المتنامية من ما تخبئه الايام وما يتبدى من تسريبات تفصح عن عمق وتشابك الازمات وتداخلها.

في تقديري ان ما يجري على الساحة اليوم من تهافت على تشكيل احزاب من اشخاص لا يرتبط غالبيتهم بمواقف معروفة او انحيازات لفكر او منهج او برنامج معروف مؤشر على اصطفافات تشير الى حاجة المجتمع الى حوارات اوسع حول عشرات القضايا التي يمكن ان تحدد مواقف الناس وتغذي اطروحات الاحزاب الجديدة.






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :