facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الثلج وحكايات العشق الخجول


د. صبري ربيحات
27-01-2022 11:22 AM

على مر الاجيال كان الاهل يوثقون مسيرة حياتهم ويؤرخون ما يعايشونه من احداث كالولادة والموت والخصب والقحط من خلال ظواهر المناخ والجيولوجيا وغزو الجراد وتفشي الاوبئة سريعة الانتشار. كانت هذه الظواهر تستخدم لاستيعاب التاريخ كما نستخدم النقاط والفواصل والاقواس لقراءة وفهم النصوص الادبية.

السنوات التي تحدث فيها الهزات الارضية او تثلج فيها السماء بمستويات تعيق الحركة "الثلجات الكبار" والمواسم التي يأتي فيها الجراد على محاصيلهم كانت المفاصل التاريخية لحساب الزمن.

من بين كل هذه الاحداث اكتسب الثلج دلالات وارتباطات ايجابية وظل استذكاره يبعث في نفوس الاهل الفرح والرضا والحب. وقد بقيت هذه المعاني تتدحرج في ثقافتنا من جيل الى جيل.

باضافة الى الاستبشار بموسم زراعي خصب وتفجر المزيد من عيون ارتبط الثلج لدينا بشدة البرد والبياض الناصع وبطء الحركة وملازمة البيوت وتناول بعض الاطباق التي ترتبط بطقس الشتاء.

في قرانا البعيدة كانت النساء تتبارى في اعداد اطباق الباستا الاردنية التي جرى تصنيع و تخزين مكوناتها الاساسية من منتجات الاسرة الزراعية. الشعيرية والرقاقة والششبرك منتجات تفننت الامهات في تصنيعها من العجين لتكون عماد مطابخهن الى جانب مخزون الاسرة من القمح والبرغل والعدس والحمص والسمن واللبن والجريش.

الوجدان الشعبي في الريف والبادية يرى في الامطار نعمة تستحق الشكر فالعديد منهم يسارعون الى الاحتفال بهطول الثلوج بذبح الخراف واعداد الولائم ابتهاجا بتساقط حبات الثلج ورغبة في تلوين الغطاء الابيض باللون الاحمر في رسالة للجيران والاقارب ليحذووا حذوهم.

في البيئات الريفية المحافظة يخرج الشباب والاطفال للساحات والفسح وفي الحارات والازقة ليلعبوا بالثلج في الوقت الذي ترقب فيه النساء والصبايا مهرجانات الابتهاج التي يشارك فبها الجميع بعفوية لا مثيل لها.

للكثير من المعجبين الصامتين وصغار العشاق والمراهقين يمنح هطول الثلج وعجقة اللعب به في الساحات والشوارع والركض العشوائي واعمال المطاردة فرصة للتعبير عن اعجابهم من خلال استراق النظرات او ارسال بعض الكرات الثلجية باتجاه المعشوقة الخجولة ولو تطلب الامر اعتبار ذلك خطأ غير مقصود يستوجب الاعتذار.

في اوائل السبعينيات من القرن الماضي كانت الجامعة الاردنية المؤسسة التعليمية الوحيدة التي تستقبل اجيال الخريجيين الراغبين في استكمال رحلة تعليمهم الجامعي على الاراضي الاردنية للبعض رحلت كل الذكريات وبقيت ذكريات لعبهم بالثلج على ارض فضاء جامعتهم الفسيح.

في تلك الايام كانت الجامعة احد اهم نقاط التواصل والتلاقي والتعليم والاختلاط كان الشباب يعدون انفسهم للحياة ويرعون وينمون احلامهم في الانتقال الى افاق تتجاوز حدود المكان.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :