facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بعد أن ذاب الثلج


د. محمود عبابنة
01-02-2022 04:21 PM

في كل يوم تتحفنا الصحف والأخبار عن تصريحات لمسؤولين حكوميين يتحدثون بها عن انجازاتهم الاقتصادية والخدماتية، ويتحدثون عن الأتمته والحوكمة والخدمة الالكترونية، لكن بارومتر الحقيقة يظهر عكس ذلك، وهذا ما يزيد من فجوة الثقة بين الشعب والحكومات بمؤسساتها المختلفة، فجوة الثقة هذه تنكرها الحكومات ودوائرها التابعة لها، رغم أن جلالة الملك بشجاعته المعهودة وشفافيته يدعو لجسر هذه الفجوة، ويدعو لتبني الخطط والبرامج الشاملة لتجاوزها، بناء على جهود ومخرجات قابلة للقياس.

نسوق هذه المقدمة لنلتفت على (يوم الثلجة الكبيرة) وما خلفتهُ من أضرار، ومن أهمها انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وتكسير للأشجار التي بقيت رابضة في الطرق لعدة أيام وما زالت، وسقوط أعمدة الكهرباء على السيارات والشوارع، بالإضافة الى الإغلاقات في بعض العبّارات والأنفاق.

الأهم من هذه المظاهر ونتائج يوم الثلج هو غياب التنسيق بين الهيئات ذات العلاقة للوقوف في وجه العاصفة الثلجية، وقد كشفت حلقة برنامج نبض البلد التي يديرها الإعلامي القدير محمد الخالدي عن هذه الآفة التي لا تقل عن ما حصل في يوم الثلج، فأمانة عمان تلقي بالمسؤولية على وزارة الزراعة، التي يجب ان تنسق مع وزارة البيئة، ووزارة الزراعة تتباهى بأنه لا يوجد شكوى بحق الوزارة منذ 20 عاماً، وأنها تفوض شركة الكهرباء لقص وتشذيب الأشجار، وخلاصة الأمر أن المواطن يشعر بأن إدارة الأزمة عبارة عن طاسة وضائعة، ويبدو أن المشكلة تعود الى سنوات ماضية وتتلخص بعدم وجود استراتيجية ثابتة وواضحة تنظم هبة هذه المؤسسات عند حدوث أي طارئ، بل يستمر الأمر على أسلوب الفزعة، رغم أن يوم الثلجة الكبيرةلم يكن طارئاً ولم يأتي على حين غرة، فقد تنبأت دوائر الأرصاد الجوية بالعاصفة الثلجية القادمة، وتأكد ذلك بظهور المسؤولون على شاشات التلفاز يطلقون التصريحات عن استعدادهم وتأهبهم بما في ذلك شركة الكهرباء المعروفة بكفاءتها في التحصيل وفصل الخطوط.

لا نريد أن نغرق في السوداوية أو أن ننهج نهج الترصد والنقد المجرد، لكننا نشير الى وقائع ثابتة تؤكدها سقوط الأشجار التي وقعت على الشوارع والسيارات، ومثال ذلك أشجار رصيف المدرسة المعمدانية، والتي بقيت ثلاثة أيام تغلق الشارع، وكذلك معظم الأحياء التي ما زالت الأشجار وأعمدة الكهرباء ترابط في جزء من الشارع وتعيق حركة السير والمارّة رغم انقضاء العاصفة وذوبان الثلج.

وبهذا الصدد نشير الى أن هواتف وزارة الزراعة والأمانة التي اتصل بها الإعلامي محمد الخالدي والتي لم تجبهُ، ما زالت مُعطّلة حتى الآن، كما هي سياسة التلاوم ورمي الكرات على ملعب الآخر والله المستعان.

كنا نفرح لمجيء الشتاء وسقوط الثلوج ونستمع لفيروز وهي تغني (رجعت الشتوية) و (ثلج ثلج) وأصبحنا الآن في كل صباح ننظر للسماء ونتأمل غيمة على اليمين او الشمال وبدل أن نفرح نُصاب بالهلع ونردد يا الله يا مجيب الدعاء رد عنا هذا البلاء ونقرأ سورة الفلق لعل الله يحمينا من الغرق..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :