facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحموري صاحب الحريات الأسيرة، الإحتجاب الأخير


د. نضال القطامين
02-02-2022 12:44 AM

في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أَجِدُ.. أهذهِ صَخرةٌ أم هذهِ كَبِـدُ..

إنّا إلى اللهِ ! قولٌ يَستريحُ بهِ..
ويَستوي فيهِ مَن دانوا ومَن جَحدوا..

ويترجل عروبي آخر، وتودع إربد في الثرى إحدى نخلاتها الباسقات، وقاماتها الثقات، ليغيب فؤادٌ صَارِم صَيْدح قَوِيّ كَمِيّ، حيث يتبصّر البواسل مآلات أحلامهم، فيؤثروا الرحيل لحظة تداعيها.

يغيّب الموت الفقيه الدستوري العروبي القومي الإنسان، محمد الحموري، ويرحل عن هذه الدنيا وهو معبأ بأحلام الوحدة والنهضة، مبقياً تاريخا طافحاً في العروبة والقومية وفي الفقه الدستوري والحكمة.

عرفته نابها واعظا جزيلا حصيف، ضالته الفكرة والوحدة، تقاطعت حياته كثيرا مع صديقه أبي نضال، ورأيتهما في بيتنا وفي شرفات المنتديات العروبية، يرقبان معا، هلال العروبة وقمرها المنير.

رأيته في حفل إشهار مذكرات أبي نضال فارساً يمتطي صهوة الكلمات فيصنع منها موقفا ورجولة، مبدأً ومستهلّا، كان يصنع من الكلمة سيماء ثورة وعلامة جهاد، كان رجلا في أمة، أو لنقل، روسو العرب كما وصفته الدكتورة الحروب، تنويري إلى حد بعيد، ودستوري حصيف.

تخرّج من كامبردج، ثم نثر علمه على الطلبة في الجامعة الأردنية وقبل ذلك كان جنديا في الجيش ثم صار وزيرا، وفي سائر حياته، كان صامداً مشاكسا معتدا بنفسه عنيدا.

وكان فهيما عبقريا ذكي، ويا ما كنت أداعبه بوقف التدخين أو بالتقليل منه، لكنه شره على الحياة جسورا على الكلمة.

يرحل صديق العائلة الكريم، ويتهاوى عمود من أعمدة العروبة والقومية، يرحل وحرياته الأسيرة تقاوم القيود، وقد رسم لنا فيها طريقا للخلاص بين ما دعاه استبداد الحكم واستغلال الدين.

يرحل والوطن بحاجة أمثاله وقد تكالبت عليه الظروف، واستهدفته ألعاب سياسية قذرة، وكأني به يهتف بالعروبة للنخب، أن حافظوا على شعلة العروبة متقدة، وعلى مبادىء الحرية عالية، وعلى هذا الوطن عزيزا منيعا وكونوا مع قيادته في المشروع النهضوي الأردني، وفي كفاح الجهل والمؤامرات.

يرحل غاضبا وركائب العرب تسير مهرولة نحو السلام والتطبيع، وفلسطين والقدس حائرتان في هذا المد التطبيعي الجارف، يرحل أبو طارق، ويترك لنا مهمة الإنصراف نحو الحفاظ على هذا الحمى العروبي وعلى هذا الوطن الذي تتناهشه الخصوم، يرحل ويترك فينا الحسرات، على فتى القومية العروبي الأصيل، الصادق السمح الكريم.

لروحه الرحمة ولعائلته خالص التعازي والمواساة...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :