facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكلاب


د. صبري ربيحات
03-02-2022 03:14 PM

لا ادري لماذا انا مغرم بالكلاب..ربما لانها شرسة وسهلة الانقياد... لا اظن ان علاقتنا بها واضحة فهي الاكثر التباسا بين كل العلاقات التي نقيمها نحن العرب مع غيرنا..... فبعضنا يضطهدها ويزدريها ويزجرها ولا يطيق وجودها في المحيط الذي يتحرك فيه والبعض الاخر يدللها ويشبعها اهتماما وحنانا ورأفة.

في بيئاتنا الريفية والبدوية يستأنس الخائف بنباخها.. ويخشاها من يحملون نوايا الغدر وميول الخيانة وفي مراكزنا الحضرية ينقسم الناس بين محبين لها وكارهين لوجودها.

في اقصى الجنوب القاسي كان اهلي لا يستغنون عن كلاب الحراسة....خصوصا في الربيع والصيف عندما نتحول الى بدو رحل.... كنا نجز اذان بعضها ونطعمها لها كي تتوحش..

او ربما لندجنها حتى لا تسمع الا ما نقوله لها..... كانت تلازمنا كخيالنا رغم الجوع والازدراء والاهمال تنبح لحمايتنا ولا تعوي علينا.... في كل مرة نجود عليها بكسرة خبز او كوشة عظام كانت تستبدل عوائها باصوات فيها من الذل والخنوع ما يلفت النظر وربما يثير الشفقة.

احيانا يجري طردها من المراح او ابعادها عن تواجد الادمين بايماءات تصاحبها تمتمات لاصوات تفهمها الكلاب ...تضع اذنابها بين ارجلها وتركض بعيدا بتثاقل وانين فيه الكثير من الرجاء.....

الكلاب البوليسية اهم كثيرا من الصنف البلدي"الجعاري" فالكلب البوليسي يأكل جيدا، ويستحم في مواعيد ثابتة ..يركب السيارات ..يخضع للتدريب وله اسم...يتدرب على الاوامر ويستجيب لها...يعرف ان له رقم ..وتامين صحي..وتاريخ استخدام ..وتقاعد..وساعات عمل لا يتجاوزها....يخضع لتقييم الاداء..يحصل على جوائز..ويميز بين العمل الجيد وغير الجيد.للكلاب مئات السلالات....فمنها السلق..والولف..والجري هوند والجيرمن شيبرد والتيرير.. والبلدي وغيرها.

.ربما انني من اكثر العرب اهتماما بالكلاب فقد جمعت في التسعينيات ما يزيد على عشرين منها.....كنت احرص على غذائهم وصحتهم....كان لكل واحد اسم وشخصيه وطباع....كانت غالبية القطيع من النوع البلدي باسماء بعيدة عن المتداولة محليا "لوسي.....عنتر...وزورو" كانت شخصيات مهمه ولها نفوذ على بقية الكلاب.

للكلاب طقوس وعادات ومجتمع وادوار مثل كل الكائنات الاخرى...الكلاب تفرح وتحزن وتحب وتكره ...وتميز الصدق من التدليس....كنت احب ان انام تحت ضوء القمر في الليالي التي يضيء فيها تلال العالوك....وبلا تعليمات كان القطيع يتناوب على حراستي بحب لا مثيل له.....
لقد تعلمت من الكلاب ان الجراح النفسيه تحتاج الى اسابيع لتلتئم...وهي اعمق وانكى من جراح الجسد....كان الجميع يميز صوت سيارتي ويتهيئون لاستقبالي على بعد1500 متر من بوابه بيتنا.....لقد تميزت بحاسة سمع تزيد عنا بستين ضعف.

الكلاب تدفن جزء من طعامها في الارض قبل ان تباشر الاكل...فالامن الغذائي قضية استراتيجية....الكبار يأكلون اولا....ويسير الجميع بتراتبية منضبطة.....لم افهم فلسفة الحداد على فقدان الاعزاء وامتدادها لاربعين يوما الا من الكلاب...فقد كانت هي الاخرى تتوقف عن روتينها حدادا على موت الاحباء اربعون يوما.

دفعتني ملاحظاتي لاعيد قراءة كتاب الكاتب الانجليزي ديزمون موريس "القرد العاري"..واكتشفت كم نحن متشابهون......الكلاب تصادقنا لانها تحتاجنا....ونستخدمها لتقوم عنا بما لا نود القيام به.

الم تقل ميسون الكلبيه...زوجة معاوية انها تحب الكلب الذي ينبح الطراق دونها....اكثر من حبها للقطط الاليفة.....ربما ان الكلاب ضرورية في كل الازمان.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :