facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ريان .. وأنسنة الإنسان


م. بسام ابو النصر
05-02-2022 08:38 PM

مع نشر هذا المقال يكون الطفل ريان إبن الخمس سنوات "إن شاء الله "يعود ثانية إلى حضن أمه، ويرى العالم شجاعة طفل سقط عن بعد 32 متر وعاش بلا ماء أو طعام لما يزيد عن خمسة أيام، وحظي بأهتمام العالم كله حيث تصدرت نشرات الأخبار في كل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة، ووسائل التواصل الاجتماعي، في كل أنحاء العالم، وربما يلقي الضوء على عالم جديد اكثر رحمة ورأفة، وفيه الكثير من الإنسانية المغلفة بالشفقة والعطف والدعاء لطفلٍ لم يدرك الجميع لون بشرته ودينه ولغته، ولك ينظر الجميع إلى السياسة التي تتبعها الدولة التي يعيش فيها، حيث حُبست الأنفاس لدى العدو والصديق، وصار بوسع العالم أن يتحد بكل اللغات والأديان والأمكنة فيما يتعلق بريان، وكأن ريان قد الهم البشرية على أنسنة الإنسان.

تنقل وكالات الأنباء والإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي من موقع الحدث وعلى الهواء، وكأن الدنيا أنتقلت إلى فوهة البئر الذي أستدرج أقدام ريان الصغير، وتنقل نظرات الشجاعة المشوبة بالحزن من على الصخرة التي أستوقفته في وسط البئر، وتنقل لحظات الترقب لأهالي مدينة شفشاون وضواحيها التي لم يعرفها الكثير من هذا العالم إلا من على شاشات الهواتف والتلفزة والصحف، ولم يسمع بها قبل يوم الثلاثاء الماضي، قبيل سقوطه في الحفرة التي حفرها والده، والذي كان يستعد لتغطيتها، قبل أن يقود القدر إبنه وفلذة كبده إلى ظلمة الجب وبرودته.

نترقب خروج ريان بفارغ الصبر لنسجل الكثير من المواقف؛ أولها إصرار الحكومة المغربية على إنقاذ الطفل والسماح لوسائل الإعلام بنقل الجهود الجبارة التي تجريها والاستعدادات لإنقاذه، مع توفير وسائل الإسعاف والطائرة الطبية العمودية المحملة بكل ما يلزم لإسعافه أثناء توجهها للمسشتفى الذي أعد لإسعافه؛ والجهود الإعلامية المحلية وتنظيم عملية الإنقاذ، وإعطاء الفرصة الكاملة للمهندسين والفنيين لإجراء ما يلزم من حفر عمودي وأفقي مهما تكلف الأمر لإنقاذه، والجهود الدولية فيما يتعلق بتقديم أي مساعدة تطلبها الحكومة المغربية وخصوصا من الدول التي سُجلت على أنها كانت مناوئة للمغرب من الدول الشقيقة كالجزائر، و الأشقاء من عرب الجنوب، والجيران من أوروبا وأفريقيا، وهذا يعطي الموضوع طابعا عربيًا ودوليًا، وربما يكون ما تتناقله وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي يؤسس لثقافة جديدة في مثل هذه الأحداث أن العالم بدأ يتحول لعالم أقل دموية وأكثر رحمة، وأن حياة طفل في شمال المغرب تؤرق الناس في كل أنحاء العالم، مع أن الأولى أن يذهب العالم لحياة أطفالِ في مناطق أخرى تحترق ، ولكن ريان ربما يكون تحولًا فيما يشغل الضمير العالمي، ويؤسس لثقافة الأنسنة التي كنا ننتظرها منذ زمن بعيد.

سيكون ريان مثلا في الشجاعة مهما كان المصير الذي يذهب اليه، وندعو الله أن يعود إلى حضن أمه معافى، ويعود الى أقرانه من أبناء شفشاون، ونسجل في ذاكرتنا الجمعية أن ريان قد كان سببًا في التحول العالمي إلى عصر الرحمة، وأن طفلًا إذا تأذى في المغرب فأن كل أطفال العالم سيتأذون ويتوجعون، وسنتذكر جميعا.

الحمدلله على سلامة ريان، الطفل الذي حبس المغاربة وملايين العرب والمسلمين، والكثير من سكان الكوكب أنفاسهم، ونتذكر عمليات إنقاذ كثيرة ساهم متطوعون كثر في جميع أنحاء العالم، ولقد جعل ريان هذا العالم كائنا يتداعى إذا أصابه عضو كافة الأعضاء بالسهر والحمى.

لقد شكونا من حمى وسائل التواصل الإجتماعي، ولكن أثبتت قضية ريان المغربي، أن العالم ما زال بخير وأن الدعوات التي وجهها الكثير من سكان هذا العالم لسلامة ريان وعودته لأهله، وقبل كل ذلك إرادة الله قد أعادته معافى الى أهله وذويه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :