facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ريان وحد العالم وذهب


م. بسام ابو النصر
06-02-2022 06:32 PM

توجهت النزعة الإنسانية أمس الأول حينما كانت أنظار العالم أجمع تحبس أنفاسها، تتمركز حول ذات الحفرة، ولم تكن المخصوصة هي الحفرة؛ إنما ريان الطفل الذي أستقر في منحنياتها، وكان يعاني الخوف والجوع معًا، كان يفتقر للأمنين، ويتسم بشجاعة المواجهة، وشجاعة البقاء للحد الذي لفظ أنفاسه، وصعدت الروح إلى الباريء لتكون طيرًا في عليين، ويصير ريان المشفوع شفعة لوالديه، ويصير ريان حالة كونية تزلزل الكراهية، وتسترق القلوب القاسية، وتجعل من الذين ترنوا قلوبهم لبراءة طفل تصير عنوانًا لوحدة العالم.

توحدت الأمنية الإنسانية من شتى البقاع، ولهجت الألسن داعية باختلاف اللغات، وتزملت القلوب بالرجاء على إختلاف عقائدها، وحتى الشاشات صغرت أم كبرت أخذت تنشر ذات الخبر والحدث، وبشكل أوحى أن هناك كارثة تحل في الكون وأن الكثير من الناس في خطر، ورافقتها مواقع التواصل الإجتماعي التي تنافست في نقل الحدث من خلال أهل شفشاون وما حولها، حتى ظن الكثير من سكان الكوكب أن هناك تعمدًا يحصل نتيجة مبالغة متوقعة، ولم يفطنوا أن ريان هو كل طفل وكل كائن، وأنه رمز للبشرية جمعاء، وأخذ الكبار والصغار يتابعون الحدث بذات الاهتمام.

ريان طفل الخامسة أستفز إنسانية العالم في لحظة ليلتفت إلى الإنسان، الروح والجسد.

هل كان ريان طفل مختلف؟ هل كانت المشاعر من نوع آخر؟ لم تكن هذه ولا تلك وإنما الإنسانية المتجذرة في صلب الإنسان، الشعور المشترك الذي هب لإنقاذ الإنسان، علها لهفة الإنسان على جنسه، عله مصير الإنسان صاحب القيمة، القيمة المتمثلة في وجوده، فلولا وجود الإنسان لما ازدهر ونما الكون.

قد يكون الحدث قد جذب الأنظار ووحد الرجاء في الصورة العامة المرئية والظاهرة للعيان، ومنتظر من الإنسان في كافة بقاع الأرض أن ينظر بعين الإنسانية لأخيه الإنسان، الإنسان الواقع في بئر الفقر أو بئر الحروب، أو بئر الجهل، أو بئر الظلم وسلب الحريات، وبئر الأوبئة، وبئرالنزاعات، وكافة أنواع الابار التي تنتزع منا الأعز، وتنتزع منا حرياتنا، وأرواحنا التي تطفح بالحياة.

عل هذا المشهد يفتق الإنسانية لتهب مجتمعة لإنقاذ الإنسان في كل مكان، رافعة عنه ظلمة البئر الذي وقع فيه، ففي مساحات الرخاء يد العون يانعة، قادرة على المساعدة والمساندة، فمن تحبس أنفاسهم في شتى آبار العالم المظلمة لن ينقذهم بصيص نور يطل من بعيد، ولا نظرة شفقة.

ريان سقط في بئرعميق، ودون تخطيط وتنفيذ فوري وحس بالمسؤولية، وتجنيد للجهود والمعدات، ولن يسمى صريعًا، فما آل اليه مآل ريان، هو ما كان يتوقعه الملايين، ولكنه مع، ما لم ينقذ ريان هو الحس الإنساني، وبمثل هذا ينقذ لإنسان من مهاوي عديدة جرفته إلى القيعان وغمسته في الظلمه وسلبته حقوقه الشرعية كإنسان.

الإنسان هو من ينقذ الإنسان.
فالصراعات والإنغلاق على فلسفات الماضي تعيق من نهوض أمم، وتذهب بالإنسانية إلى منحنيات مغلقة تصبح آبار تمسك على قاطنيها، وبهذا سيبقى الكوكب عالقا ما بين النهوض والتعثر، وما بين التقدم والتأخر، فيه من ينعمون بإرتقاء العلو المصطنع، وفيه من يصارعون في أسفل الحفر، ما أحوجنا لو أمسكت أمة بيد الإنسانية أمة أخرى لتنهضها بدلا من أن تطأ في مفاصلها لتغرقها، وددت لو تحرك الشعور الإنساني في كل مكان لنجدة الإنسان في كل مكان، أحببت أن تتكاثف الجهود وتتوحد الرؤى لنهضة ورقي الإنسانية بلا نوازع عرقية أو دينية أو سياسية أو غيرها من النزعات الأنانية التي تسودها الأنا الشريرة، ليتنا ننظر لعالم أخضر يحيا فيه الإنسان بروح الإنسانية في زمن العالم الواحد والكوكب الصحي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :