facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصحن المغطى


إياد الوقفي
22-02-2022 07:25 PM

لم يجل بخاطري يوما أن يصل حال البلاد والعباد إلى هذا المستوى من التشكيك والاتهامية، في مشهدية تؤكد غياب التخطيط الممنهج وتعظيم الأنا، وما زلنا نصر على السير بذات نهج الفزعة وعدم الاستفادة من أخطاء وعثرات الماضي، في مواجهة ما قد يعتري المسيرة من مطبات وعقبات نحن أنفسنا وضعناها في الطريق.

فوضى تصريحات واستنفار فارغ بلا جدوى أو مضمون، لا يتعدى ربما تأثيره حدود قاعة أو مساحة جغرافية متواضعة، كل يغرد حسب أهوائه محاولا خلط الأوراق، فمن كان يغمس داخل الصحن بات يستشعر خطر العزلة السياسية ويضرب في كل الاتجاهات، لعل وعسى يقفز من جديد ليجد نفسه مرة أخرى في صدر البيت ليغمس من ذات الصحن المغطى أمامه حتى اللحظة.

الصحن الذي يحتوي ما لذ وطاب من خيرات ومكاسب، أصبح حلما لكل ذي طامع ومتذاكٍ أن يسترجع مشهد الأمس ويتجمهر من حوله وينول ما ناله من خيرات انقطعت بفعل الرعب من دخول لاعبين جدد، ويصبح خارج حدود الزمن بعد أن اعتاد أن يكون جزءا من الخلطة السرية.

اللاعبون القدامى يلهثون وراء تحقيق مزيد من المكتسبات والامتيازات، بما يعزز انفصالهم عن الواقع الصعب الذي يعيشه المواطن منذ سنوات طوال، وهم من حيث يدرون أو لا يدرون، يعمقون من الفجوة ليتعذر معها على الراتق تصويب ما تم العبث به في النسيج الاجتماعي، الذي تأذى بسبب الفروقات الاجتماعية الهائلة المسؤول الأول عنها السياسات الحكومية التي أمعنت في إفقار المواطن.

المفارقة أن الفقر والبطالة إلى ارتفاع، وما نجم وسينجم عنهما لا يبشر بالخير، والطبقة السياسية مشغولة ببعضها ومنهمكة في كيفية تبادل الأدوار وتقاسم الغنائم التي ساهمت في إحداث مزيد من العزلة وفاقمت من الفجوة في تبني مطالب العامة، وهذا بحد ذاته مدعاة لعدم اهتمام الشارع بما يصدر عن هذه الطبقة من أقاويل وجعجعة حيث انحدر منسوب الثقة إلى مستويات غير مسبوقة وتكفي لقرع جرس الإنذار، بعد أن تكشفت غاياتها وأهدافها أمام الرأي العام الذي لا ينقصه الذكاء ويميز بين الغث والسمين.

انعدام التواصل والثقة مع هذه الطبقة بات العنوان الأبرز في حدود العلاقة مع المواطن، الذي يرفض كل ما يصدر عنها من تصريحات نظرا لبعدها وانفصالها عن الواقع ولا تخرج عن قالب التنظير، بما يفرض التنبه إلى هذه الحقيقة الدامغة، والمفارقة ربما أن جميع من في المطبخ الفقير يقفون على هذه الحقيقة لكنهم لا يأبهون.!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :