facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التجارة الوهمية وعصر الاقتناع الرقمي


د. أميرة يوسف ظاهر
05-03-2022 12:36 AM

بدأ العالم يتجه للعوالم الوهمية، فمع العملات التي بدأت تصبح قريبة من الواقع الافتراضي وهذا المصطلح الافتراضي هو ما فرضته الشبكة العنكبوتية التي أصبحت عالما رغم وهميته الحقيقية يجمع كل شيء حتى الإنسان، فهناك بعض الأشياء بدأت تأخذ موقعها كحالة معززة لتكون واقعا افتراضيا يختلط فيه الواقع بالخيال، كمثل العملات الرقمية الوهمية التي وجدت قيمة واقعية إذ يتم استبدالها بالعملة الحقيقية، لشراء بعض الأشياء الحقيقية دون الوصول إليها أو اقتنائها بشكل واقعي، ولكي نقرب المعنى لا بد من محاكاة هذه الظاهرة بشكل يضمن فهمها والتعامل معها بما يناسب العصر الذي نسير إليه، فنحن نمتلك ما يثبت ملكيتنا لشيء ما وإن كان فريدا، فهناك من الفنانين مثلًا من يقوم برسم لوحة ما ويبيعها بملايين الدولارات دون أن يضطر إلى أن يقوم بإرسالها للمشتري ويحفظها في مكان عام، وعادة ما يتم الشراء بواسطة العملات الرقمية كالبينكوتين، وهذا ينطبق على بيع الورد على شكل صورة عادية أو ثلاثية الأبعاد، أو بيع القصائد والتغريدات والخواطر بحيث تصبح الخاطرة من ملكية الشخص الذي قام بشرائها، وهناك الكثير من الأشخاص يتفاخرون بإقتناء بعض اللوحات والرسومات لكبار الفنانين بأسعار باهظة، وتأمينها لدى المتاحف الكبرى، ويُكتب عليها اسم المالك دون أن يراها.

وفي إطار متصل يقوم بعض الهواة والتجار بشراء أراضي في العوالم الوهمية "الفضاء الغامر" الميتافيرس، الذي سيكون مدخلًا لعالم ما بعد الهواتف الذكية، وهذا يجعلنا أمام حالة مختلفة تتجه إلى السوق الوهمي، فالمشاهير يبيعون تغريداتهم بملايين الدولارات، ولكونها مجرد كلمات أطلقها كاتب معروف يتم الاحتفاظ بها من قبل بعض الهواة، والرسامين يبيعون رسوماتهم بعيدا عن متناول أيديهم، وهناك الكثير ممن يهتم أن يُكتب على اللوحة بأنه مالكها وحسب، والكثير من الناس من يرغب أن يقوم بشراء اسم لأحد النجوم أو الأقمار بواسطة الشركات الفضائية. وهذا يتطلب فقط التواصل الرقمي مع هذه الشركات لأخذ سند شراء، والكثير من الجزر الصغيرة مملوكة لمشاهير قاموا بحجزها عن طريق شركات البيع الإلكترونية، كل هذا يحدث بواسطة عملات رقمية منها البينكوتين والايثيريوم، ويرتفع الثمن بشكل كبير لمجرد أنها تجارة مستحدثة، وفيها تكون المُلكية ذات طابع عالمي، فليس من حق البائع أن يعود ليتصرف بالمادة المُباعة بعد شراءها من قبل الشخص الذي اشتراها.

ومن المثير للدهشة أن العالم الافتراضي سيكون مكتظُا بالكثير من المباني والأسواق وفروع الجامعات، وسيتسنى لبعض الطلبة أن يقوموا بالدراسة هناك دون ان يبتعدوا عن منازلهم قيد أنملة، وسيكون عالما يوازي العالم الواقعي، بشخوص وهميين وحياة وهمية، ولكن سيكون هناك تطبيقات وبرامج تنظم العمل في تلك الساحات التي سيتسع الميتافيرس لها.

لن يكون بوسعنا أن نبعد أبناءنا وبناتنا عن هذه العوالم الرقمية، فنحن الآن نعيش في أول هذه الظاهرة ولا نتمكن من إبعاد أطفالنا عن الغوص في ألعابهم ثلاثية الأبعاد، ولا حتى أبناءنا الناضجين من الابتعاد عن عوالمهم الافتراضية التي يقومون من خلالها بالبيع والشراء واللعب، ونراهم متمرسين في أجهزتهم اللوحية، وصرنا نتعود على تحويل شاشات العرض في المنازل لتوصيلها بأجهزتهم عبر الشبكة العنكبوتية لبناء لعبة أو تصميم سوق يقومون من خلاله بعمليات البيع والشراء دون أن يكون هناك طرفا واقعيا سوى أننا نسمع ضحكاتهم وانعزالهم التام عن عوالمهم.

هل يمكن أن نؤسس بواسطة مؤسسات التوجيه الوطني في بلداننا النامية وفي البلدان المتقدمة أيضا إلى تشكيل حائط للتصدي إلى الانفجار الذي يمكن أن يستحدثه هذا النوع من التوجه في حياتنا؟ وهل سيكون هناك محددات للذهاب إلى اتجاهات أكثر إنسانية وتكون في مجملها إيجابية فيما يتعلق بالأجيال القادمة؟.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :