facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الانتخابات المحلية .. ملاحظات يصعب اغفالها


د. صبري ربيحات
21-03-2022 08:46 PM

منذ ان استأنفت الانتخابات البرلمانية عام ١٩٨٩ وما اعقبها من دورات على الصعد الوطنية والبلدية واللامركزية تبدو انتخابات ربيع ٢٠٢٢ هي الاكثر تعبيرا عن تفاعل الاردنيين مع مخرجات الاصلاح التي صاغتها لجنة التسعين واعتبرها المتحمسون خارطة طريق لما يود الاردنيون الوصول اليه بعد عقدين او اكثر من الزمان الاتي.

الرئيس الخصاونة يردد بلا تردد العبارة التي استعارها من الاقوال المأثورة واسقطها على البلاد اوالمجتمع الذي يتطلع لثمار السياسات لا لبلاغة الساسة وبراعتهم في الاقتباس والتبرير والتعديل. "الايام الاجمل لم تأتي بعد" جملة تعكس نزعة الساسة الى ترحيل امال الناس وطموحاتهم للمستقبل والاستعاضة عن العمل المستحق بالامل المرجو.

خلال الايام القليلة الماضية راقبت وعن قرب تطور الخطاب الذي تحمله الحملات الانتخابية للمجالس التي انتهت ولايتها على طول البلاد وعرضها وادركت ان الدولة واقوالها عن الاصلاح في واد والاردنيون الذين انخرطوا في العملية الانتخابية مرشحين وناخبين في واد اخر.

في المراكز الحضرية ومراكز البادية والارياف يتسابق المرشحون لنيل دعم الناخبين على ارضية غير برامجية. اشخاص بلا تاريخ خدمي او تجربة في العمل العام يتزاحمون ويتدافعون في قوائم الترشح مثل تدافع النظارة لمشاهدة فيلم جديد.

في العاصمة عمان اصبحت دوائر المدينة مثل الواجهات العشائرية يتزاحم عليها المرشحون لا بصفتهم يحملون برامج التطوير والتنمية والخدمة بل بصفتهم حملة للواء عشائرهم التي ترى ان فوز ابنائها استحقاق لا بد من نيله.

في مثل هذه الاجواء لا اعتقد بوجود حاجة لهيئة مستقلة بقدر الحاجة الى مجلس عشائري يحكم بين العشائر المتنافسة غير ابه الى من يمثلها.

في خبرتي مع الانتخابات يافعا ومشاركا ومراقبا لم اشهد انتخابات تطغى عليها روح العشيرة كتلك التي نراها اليوم. ما يحدث اليوم في المدن والقرى والارياف يشير الى اقصى حالة للاستقطاب المبني على عصبية الدم يفوق الاستقطابات التي شهدتها البلاد في الخمسينيات والستينيات وما تلاها من عقود القرن الملضي.

العودة الجارفة للعشيرة واستحسان بعض العائلات العمانية والسلطية اعادة تقديم افرعا جديدة من سلالتها من الشباب والشابات اليافعين ودعوة الاصدقاء لمباركة هذا الترشح ممارسة جديدة تعكس نظرة البعض الى العمل البلدي وعضوية المجالس بانها مواقع يستحقها الاشخاص بمجرد انتمائهم الى هذا النوع من العائلات التي لا تفوت جولة انتخابية نيابية كانت ام بلدية الا وترمي شباكها لتصطاد مقعدا هنا او عضوية هناك.

انتخابات الثلاثاء رسالة صارخة لكل الذين بشروا بالتغيير وروجوا لاستراتيجياتهم بأن المجتمع لم يوافقهم السير في الاتجاه الذي بشروا به.. الاردنيون هاجروا الى عشائرهم لانهم ليسوا على يقين بان ما يقال سيتحقق والكثير من المراقبين يرددون عبارة "المكتوب يقرأ من العنوان" فليس من المعقول ان يتحقق اصلاح على ايدي اناس لا يؤمنون به ولا يرون فيه خيارا يحقق مصالحهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :