facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رمضان والتعليم وأشياء أخرى


د. أميرة يوسف ظاهر
02-04-2022 11:42 AM

يحل علينا الشهر الفضيل (رمضان) شهر الخير والبركة ونحن خارجون من استحقاقات كثيرة، فكورونا التي أدبرت غير مقبلة -بإذن الله تعالى-، والانتخابات المحلية وقد أرخت سدولها، والشتاء الذي رافقنا ببرد قارص لم نشهد مثيله من أعوام طويلة، وها هو يقف على أعتاب الربيع شبه مودع، ويبتهج الربيع فاردا زينته على أرجاء الوطن الذي تبدت أرضه تفيض حيوية وجمالا بعد عامين حشرت فيهما كورونا الناس في بيوتهم، واستعادت فيهما البيئة رونقها فجاء ربيع بلدنا مختلفا بهيا يظهر في صورة تندرت من قبل، وقد استهللنا بواكيره الممطرة أحيانا والدافئة مؤخرا ببعض الرحلات الداخلية مع الأهل أو الأصدقاء، وقد تبقى الأجواء باردة وممطرة خلال الشهر الفضيل لبعض الوقت وهذا ما يجعل رمضان باردا بعض الشيء ولهذا مستحقات وأعباء إضافية.

يأتي رمضان في هذا العام لابسا حلة مختلفة، إذ يترافق مع غلاء غريب للأسعار وبشكل لا تحتمله الأسر الأردنية العادية، حتى أن هناك الكثير من العائلات تواجه كفافا وتجد صعوبة عالية لتأمين مستلزماتها الأساسية، إذ يتزامن ارتفاع الأسعار مع فقدان الكثيرين لأعمالهم جراء كورونا، ومع عدد كبير جدا من الشباب العاطلين عن العمل، مع ارتفاع خط الفقر نسبة مع الرواتب والدخول الشهرية. فسيدة الخضار "البندورة" تتجاوز الدينار للكيلوغرام، والبقوليات التي يفضلها الكثير في رمضان تتضاعف حدًا لا يجعلها جزءا من الإفطار الرمضاني، ولا نتحدث عن الدجاج واللحمة فالحديث عنهما ربما سيكون محرما لبعض الوقت، حتى وأن قررت الحكومة تعويم الاستيراد والسماح للكثير من التجار بالاستيراد.

وتتعالى بعض أصوات المتضررين من تجار الخضار والفواكه، إذ يتراجع التوازن حين البحث عن الحلول، ويصبح من المهم التفكير من قبل صانعي القرار والبحث عن بدائل تهم المواطن والمزارع والتاجر.

وأتوقف إلى ما آل إليه التعليم بعد عام ونيف من غياب الطلبة عن مدارسهم وكيف سيكون التعليم في رمضان؛ إذ تعود الطلبة على يوم تعليمي قصير؟ وهل تدريس الطلبة لثلاث ساعات ونيف ملبيا؟ إذ يذهب بعدها الطالب والطالبة لاستكمال استرخائهما ومتابعة التلفاز وأجهزتهم اللوحية، ويسهر الطالب حتى ساعات السحور دون أن يلامس كتابه ودون أن يراجع دروسه، وهنا يجب علينا التوقف كثيرا والتفكير مليا، فإما تمديد اليوم الدراسي وهذا يتطلب جهدا إضافيا من المدرسة والبيت، وإما التفكير بحلول ربما تكون ذات طابع استثنائي تساهم في سد التراجع الذي خلفته كورونا، وهنا لا بد من التذكير بالدروس المهمة في التاريخ الإسلامي، بأن شهر الصوم هو شهر عمل وليس شهر استرخاء وراحة.

التعليم في رمضان يجب أن يكون مرافقا للجدية والنشاط، وعلى المعلمين أن يعملوا كل ما لديهم، خاصة بعد عام دراسي متقطع، وفي ذات الإطار على الأهل أن يعدوا برنامجا منظما لأبنائهم بعيدا عن شاشات التلفاز والبرامج الاجتماعية والترفيهية، والتي تساهم في تراجع الأداء التعليمي والديني، وهذا ما سيجعل من هذا الشهر قيمة مضافة في الإطار التعليمي والاجتماعي.

هذا وعكفت الكثير من المؤسسات ذات الصبغة العلمية والاجتماعية والسياسية على تقليل برامجها خلال الشهر الفضيل، وهذا يجعل فهمنا لشهر رمضان قاصرا على التسلية والترفيه الذي يؤدي إلى غير ما قُصد منه فيما يجعل منه شهر عبادة، فالعمل غير متناقض مع العبادة بينما هو متناقضا مع الترفيه والمسلسلات وبرامج التسلية. علينا أن نرتقي بأسرنا إلى القيم الرمضانية والعادات الفضلى التي يتأصل فيها الخير كما ورثناها عن الآباء والأجداد.

وفي إطار مهم علينا أن نستعيد جوهر العبادة دون إسفاف وتراجع، وفي مفاهيم التقدم في العمل والنشاط علينا أن نرتقي بالتنمية وبمضامين روح رمضان الإيجابية، وعندما تجمع الشهور في الإطار الاقتصادي يجب أن يكون رمضان شهرا مكثفا في حياتنا، وفي إطار متصل علينا أن نحارب العادات التي ورثناها وأبناءنا في الشهور العادية بما يعود بالنفع عليهم وعلى قيمهم الروحية، فتخفيف التدخين يجب أن يكون مدخلا إلى تركه، ولنحاول التخفيف من الطعام غير الصحي والرجوع إلى ما يقدمه المنزل من غذاء صحي يساهم في التقليل من الإصابة بأمراض متصلة بالغذاء .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :